تعريف الدافعية في علم النفس وأنواعها
يختلف تعريف الدافعية على حسب أنواعها كما أنها تعتبر أساسية لتحقيق الأهداف الشخصية والعملية وتعمل على تعزيز الأداء وزيادة الإنتاجية ولكن ما هي أنواعها؟
ماهو تعريف الدافعية في علم النفس؟
الدافعية في المقام الأول هي حالة نفسية داخلية تُصيب الإنسان أو أي كائن حي آخر لتحريكه للقيام برد فعل مُعين في المواقف المختلفة وتفسر سلوك الكائن الحي مع البيئة المحيطة به، سواء كان ذلك الدافع هو الشعور بالرغبة أو النفور من شيء ما بناءًا على الإدراك الحسي للكائن الحي والتجارب الحياتية، فالإنسان تحركه الدافعية الداخلية ناحية تحقيق أهدافه بمختلف أنواعها وتعتبر الدافعية من اهم ما يميز الأفراد والمجتمعات حيث أنها:
- تساعد على اكتشاف الذات، والذي يتمثل في القدرات والموهبة التي يتمتع بها الفرد وما الفارق الذي يمكن أن يحدثه في المجتمع باستغلال مواهبه والموارد المتاحة له.
- تحور سلوك الفرد تبعًا للموقف والدافع الذي يحركه مثلما يفعل الطالب، يذاكر دروسه بجِد واجتهاد حتى يحصل على اعلى الدرجات لتحقيق هدف ما وهو التفوق مثلًا.
- القدرة على التحليل والتفسير للسلوك الإنساني حيث باختلاف السبب لفعل شيء ما يختلف الدافع، وليكن مثلًا: لدينا طالب يذاكر ليلًا نهارًا كي يحصل على منحة للدراسة في الخارج (الدافع الذي يحركه هي المنحة) وطالب آخر يذاكر كي يصبح الأول في الصف ويتفوق على بقية زملائه ويذيع صيته في المدرسة (الدافع الذي يحركه هو الغرور).
ماهي أنواع الدوافع؟
تم تصنيف الدوافع حسب تصنيفات علم النفس إلى دوافع داخلية ودوافع خارجية، ويمكن أن نشير إلى الدوافع الداخلية بأنها نابعة من داخل الإنسان نفسه أي أنها تعبر عن إلزام داخلي للفرد ناحية نفسه أو البيئة من حوله (الرغبة في النجاح)، أما الدوافع الخارجية فهي قوانين خارجية يجب الانصياع لها مثل إشارات المرور أو مَنع التدخين في المستشفيات وهكذا، وتشمل هذه الدوافع سواء كانت خارجية أو داخلية دوافع أخرى ثانوية منها:
- دافعية فسيولوجية: تشمل إشباع الرغبات البيولوجية للإنسان للمحافظة على بقاء الأفراد والأنواع مثل: تناول الطعام والشراب، التكاثر الجنسي للحفاظ على السُلالات من الانقراض وأيضًا النوم.
- دافعية نفسية: ترتبط بالمشاعر الإنسانية بشكل مباشر مثل: الخوف، الحزن والسعادة، كما أنها تختلف من شخص لآخر بناءًا على العوامل النفسية والاجتماعية والعقلية.
- دافعية اجتماعية: تشمل أساسيات المعيشة مثل: الرغبة في التعليم والعمل وتوفير حياة صحية مُلائمة وتوفير المأكل والملبس ولا ضير من بعض الرفاهيات الحياتية.
تعريف الدافعية للتعلم
يشير تعريف الدافعية للتعلم إلى عملية تعزيز وتحفيز داخلية تحرك طالب العلم لاستغلال أقصى طاقته وقدراته المادية والمعنوية في اكتساب المعرفة والتعلم الأكاديمي أو المِهني أو أي موقف تعليمي آخر يجعله يُحسن من سلوكه ويدفعه نحو تحقيق ذاته وإشباع رغباته العلمية للوصول إلى هدفه، حيث أن دافعية التعلم تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الوعي لدى الطلاب وتلح عليه للاستمرار ومواصلة السعي في طريقه للوصول إلى غايته.
ماهي نظريات الدافعية؟
تتهافت نظريات علم النفس على تعريف الدافعية بمختلف أنواعها، حيث طرح الكثير من العلماء تفسيرات للسلوك الإنسان وما هو الشيء الخفي الذي يحركه في الحياة اعتمادًا على مفاهيم وأفكار محددة، النظر في تلك الأفكار والتفسيرات ساعدتنا على فهم أكثر شمولًا من سابقها فكانت أولى النظريات وأكثرها تداولًا وجدلًا هي (نظرية المحتوى) أو نظرية الحاجات والتي تركز على حاجات الفرد المادية والمعنوية والتي هي سبب رئيسي في تحفيزه ودَفعه لإشباع تلك الرغبات، ومن ضمن النظريات الأخرى:
نظرية هرم ماسلو للاحتياجات
هي نظرية نفسية تفسر تعريف الدافعية الإنسانية بناءًا على تسلسل هرمي وترتيب مُعين لاحتياجات الإنسان من الأهم إلى الأقل أهمية، حيث يرى العالم (ماسلو) أن الدافع الداخلي للنمو مستمر طوال فترة حياة الإنسان على الأرض تبعًا لإمكانياته، تتمثل الحاجات الأساسية وهي الدافع الأول للبقاء في قاعدة الهرم وهو أساس السلوك الإنساني، ينقسم الهرم إلى خمس مستويات:
- احتياجات فسيولوجية: المتطلبات البيولوجية الأساسية للمعيشة من مأكل وملبَس ومشرب والحاجة إلى النوم وفترات الراحة وأيضًا التكاثر الجنسي للحفاظ على بقاء النوع الواحد.
- احتياجات الأمان: يبحث الإنسان عن الأمن والأمان للمحافظة على ما تم الحصول عليه من احتياجاته الفسيولوجية وأيضًا يلجأ للاستقرار النفسي والعاطفي والمادي كالبحث عن وظيفة أو منزل.
- الحاجة إلى الانتماء والحب: رغبة الإنسان في تكوين علاقات اجتماعية وشخصية توفر له الثقة المُتبادلة والإحساس بالانتماء إلى مجموعة من الأفراد أو إلى قطعة أرض يُطلق عليها وطن.
- احتياج التقدير: الغريزة البشرية تبحث دومًا عن الاحترام والتقدير سوا كان ذاتيًا (الفرد تجاه نفسه) أو اجتماعيًا (المجتمع من حوله ناحية الفرد).
- الحاجة لتطوير الذات: المستوى الأخير وقمة هرم (ماسلو) حيث أنه كلما ازداد المرء صعودًا زادت النزعة النفسية لتحقيق نجاحات أكثر والرغبة في إثبات جدارته وتميزه من الناحية الإبداعية والمهنية والمستوى الشخصي.
توصل “ماسلو” إلى أن سلوك الإنسان يمكن أن يكون نابع من عدة دوافع وليس دافع واحد فقط، بالنهاية تعريف الدافعية يقوم بشكل أساسي على تلبية الاحتياجات الخاصة بالأفراد بداية من المعيشة وحتى تحقيق الذات.