كيفية تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل؟

يواجه الوالدين صراعات وتحديات في نشأة طفل سليم واثقاً بنفسه في ظل التطورات والانفتاحات، إذا لنتعرف على كيفية تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل؟

ما هو مفهوم تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل؟

في خضم التحديات الكبيرة أمام عصر الانفتاح يواجه الأهالي الكثير من المصاعب في محاولاتهم البائسة لتعزيز ثقة أطفالهم بنفسهم وتقويتها وصقل شخصياتهم بما يجعلهم مؤهلين للخوض في تجربة الحياة التي تحمل من السلبيات ما يفوق نطاق التحمل، وأيضاً من أجل تجنيب الطفل شعور الإحباط نتيجة التنمر لذا وجب على جميع الأهالي فهم كيفية تعزيز ثقة أطفالهم بنفسهم وتقدير الذات وحبها لذا وجب التنويه أن تقدير الذات هو عملية حب الذات واحترامها وتقبلها كما هي أما الثقة فهي الصورة الناتجة عن حب الذات وتقديرها.

ما هو مفهوم الثقة بالنفس للاطفال؟

الطفل الواثق من نفسه هو الطفل القادر على خوض أي تجربة بدون خوف أو تردد وأيضاً يحترم نفسه وقدراته وصفاته ويحمل من الأفكار الإيجابية عن نفسه ما يجعله أكثر قوة وشجاعة ويكون قادر على التغلب على المصاعب والمشكلات دون أن تؤثر عليه بشكل سلبي بسبب قوة ثقته بنفسه وبقدراته على تخطيها.

ما هي أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال؟

هناك عدة أسباب تتمحور حول ضعف ثقة الطفل بنفسه حيث أننا نحتاج لمعرفتها من أجل العمل على تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل ومن تلك الأسباب:

البيئة المحيطة

إذ أن المحيط الذي يعيش فيه الطفل يشكّل العامل الأولى لصقل ثقته بنفسه حيث أن الطفل الذي يحظى بكمية تشجيع كبيرة على أفعاله وآراءه يبني شخصية قوية نسبةً لمن يعاني من بيئة يسودها التعنيف والترهيب و منع الطفل عن التعبير عما يرغب به وتمكين السبل لحصوله عليه.

تأثير جيني وراثي

ناتج عن جينات متوارثة في العائلة حيث أن الجينات المتوارثة لها أثرها في كمية المواد الكيميائية التي تعزز شعور الثقة كما وأن الأثر الجيني يظهر بالسلوكيات وبالتطبع الناتج عن تقليد سلوكيات الأهل وغيرها من مشاعر خوف وتردد وقلق إزاء أي تصرف أو خوف من نظرة الناس وآرائهم فينتقل بالتالي جينياً للطفل كما أنه بعد هذا يحوّل هذا النقل الوراثي إلى سلوك فعلي يتعزز أكثر عند رؤية سلوكيات الأهل الضعيفة الثقة إذ أن نسبة 50٪ من السمات الشخصية تكون متوارثة فيما يتعلق بالثقة.

مواقف حياتية

من الممكن للطفل أن يتعرض إلى مواقف تترك أثرها في نفسه وتتبرمج في عقله وبالتالي تضعف ثقته بنفسه مما ينتقل إلى سلوكياته مثل المواقف المتمثلة بالتنمر أو انفصال الوالدين أو تعرض الطفل للتوبيخ الدائم أو العيش في ظروف قاهرة من فقر وتهجير وغيرها.

تعرض الطفل لانتهاك جسدي

مثل تعرضه للتعنيف أو الاعتداء الجسدي منذ الطفولة أو اعتداء جنسي ينتج عنه طفل ضعيف الشخصية يتخلخل كيانه شعور الخوف الدائم من كل شيء.

مقارنة الطفل بغيره

إن مقارنة الطفل بغيره تجعله في حالة اهتزاز لصورته أمام نفسه وتحريضه على الشعور بالحقد والكره للآخرين نتيجة مقارنته بهم.

المظهر الشخصي والجسدي

قد يكون الأطفال الذين لديهم عيب خلقي أو سمنة مفرطة أو ما شابه هذا أكثر عرضة لضعف الثقة بأنفسهم بسبب شعورهم بالأقلية أمام الغير وبكمية الاختلاف بينهم وبين الأطفال الأصحاء.

ماهي أهم علامات الطفل الواثق بنفسه؟

هناك العديد من العلامات التي تبين لك ما إن كان طفلك واثقٌ بنفسه أم لا حيث أن تلك العلامات تكون مبنية على دراستك للغة جسده وبعد تعرفك عليها ستتمكن من اتباع خطوات تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل لتنميتها ومنها نبين:

  • الوقوف بشكلٍ مستقيم: يكون الطفل الواثق من نفسه دائماً أثناء تحدثه مع الغرباء واقفٌ منتصب القامة وفارداً كتفيه ولا تظهر على وجهه ملامح التوتر والقلق من الحديث.
  • التواصل البصري: إن الطفل الواثق من نفسه لا يتهرب بعينيه أمام الناس إنما يوجه نظره بشكل مباشر على عيني من يحادثه دون خوف.
  • التحدث بمرونة: يستطيع الطفل الواثق من نفسه أن يناقش ويجادل ويتحدث بأريحية دون قلق.
  • التبسم والضحك بشكل مريح: يستطيع الطفل الواثق من نفسه أن يعبر عن شعوره دائماً فتراه عند حدوث أي موقف مضحك يستطيع التبسم والضحك دون توتر وقلق.
  • شعوره بالحب من والديه: إن الطفل الواثق من نفسه يعرف تماماً مدى حب والديه له بل ويبني ثقة عمياء بهذا ولا يمكن مجادلته في هذا الأمر مطلقاً.
  • المشاركة والاندفاعية: تجد أن الطفل الواثق قادر على المشاركة بالفعاليات والتعبير والتفاعل في المدرسة بشكل طبيعي نابع عن اندفاعية بسبب ثقته بنفسه المرتفعة.

ما هي صفات الطفل الغير واثق بنفسه؟

هناك صفات متعددة تبين لك ما إن كان طفلك غير واثق بنفسه ويجب عليك معرفتها حتى تتمكن من تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل ومن تلك الصفات:

  • تجنبه لأداء المهام المطلوبة منه بسبب خوفه من عدم إنجازها بشكلٍ صحيح.
  • هروبه من التجمعات ومحاولة التهرب من النشاطات التي بها عدد كبير من الأطفال.
  • تصرفه بطريقة سخيفة لمحاولة التقليل من غيره من الأطفال بسبب شعور الغيرة الكبيرة وقلة ثقته بنفسه.
  • يحاول أن يكون متسلطاً أو مسيطراً بطريقة همجية نتيجة خوفه من إظهار شعور الإحباط بداخله.
  • يعاني من تقلبات في الحالة المزاجية بين نوبة الغضب عند الطفل والحزن أو فرط النشاط.
  • لا يتقبل النقد ويتصرف بلؤم عند سماعه.
  • يكون حساساً جداً إزاء آراء الغير.
  • يكذب كثيراً من أجل محاولة التملص من أي رد فعل قد يشعره بأنه غير كافي أو غير مؤهل لإنجاز المهمة أو ما شابه ذلك.

كيفية تنمية وتعزيز الثقة بالنفس عند الطفل؟

إن بناء وتعزيز الثقة بالنفس عند الطفل تتطلب منك مجهوداً نابعاً عن إرادة قوية في جعل طفلك قادر على الاعتماد على نفسه مستقبلاً بناءً على ثقته بنفسه حيث أن استراتيجية تنمية الثقة بالنفس عن الطفل تكون:

  • أن تتعامل باحترام وود مع طفلك وتعمل على تنبيهه على أخطائه بأسلوب اللين.
  • اقض وقتاً ممتعاً مع طفلك ومارس معه بعض النشاطات التي تعزز علاقتكم سوياً وتساعد على تنمية ثقته بنفسه.
  • تجنب منع طفلك من التعبير عن رأيه أو رغباته بل استمع له وناقشه بها بهدوء دون توبيخ.
  • امدح طفلك وعزز شعوره بشكل إيجابي.
  • احرص على تنمية تقدير الذات لدى طفلك وتعزيز حبه لنفسه كما هو عبر سرد القصص ذات عبرة أو اظهار مدى تقديرك لنفسك أمامه.
  • تعزيز الاستقلالية لدى طفلك وإعطاء الطفل مساحته الخاصة.
  • امنح طفلك الكثير من الاهتمام دون دلال زائد بل اهتمام نابع عن عاطفة وحب.
  • علّم طفلك كيفية حل المشكلات بنفسه فلا تكون أنت السبيل الدائم للدفاع عنه أو حل مشكلاته بل شجعه على حلها بنفسه.

كيفية علاج ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال؟

لمعالجة ضعف الثقة عند الطفل عليك أن:

  • تجعل طفلك يشارك في نشاطات وفعاليات معينة وتشجيعه عليها.
  • علّم طفلك مهارة ما واحرص على تنميتها مثل الرسم أو العزف أو السباحة حتى يظهر من الابداع ما يمكّنه من الحصول على التعزيز المديح الدائم مما يرفع ثقته بنفسه.
  • تجنب انتقاد طفلك أمام الناس أو توبيخه.
  • اطلب من طفلك أن يحكي حدث ما أو قصة أمام الناس وشجعه عليها ودعهم يمدحون ما يقوله.
  • حاور طفلك دائماً حتى أثناء تواجدك مع أشخاص غريبين مما يعزز لديه شعور أنه موجود ولحديثه أهمية فلا يخجل في المقابل من أن يتحدث مع الغرباء.
  • كن قدوة لطفلك أي أنه لا يجب عليك أن تكون ضعيف الثقة بنفسك وتطلب في المقابل أن يكون ابنك مخالفاً عنك، لأن الطفل سيقلّد ما يراه منك لأنك أنت المرجع الأساسي له وبهذه الخطوات تكون قد حاولت على قدر الإمكان أن تقوم بعملية تعزيز الثقة بالنفس عند الطفل.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى