أبرز جرائم جاك السفاح – القاتل المجهول

مجرمٌ متخفٍ وراء الكواليس، يمارس طقوسه الخاصة في تفريغ شذوذه الوحشي على ضحاياه، جاك السفاح قاتلٌ متمرسٌ هزّ أرجاء لندن تعرف عليه الآن.

جاك السفاح

بين زوايا لندن، وتحديداً في منطقة (وايت تشابل) وما حولها، كان يقبع في زوايا المنطقة تلك مجرم من العيار الثقيل، والذي أثار الفوضى بين صفوف الشرطة نظراً لأسلوبه في القتل واستهزاءه الدائم من الشرطة من خلال وضع رسالة تحمل اسم (جاك السفاح) وكانت تلك الرسالة تهدف للسخرية من الأمن بسبب ثقة المجرم المطلقة في عدم قدرتهم على الإمساك به، وقد كان محقاً في هذا، وقد مارس أفعاله الوحشية بطريقة لا يمكن للعقل استيعابها، تجعلك تشعر بالاشمئزاز نظراً لبشاعتها، وقد حدث هذا في عام 1888م، وبقي ذلك القاتل مجهول الهوية إلى يومنا هذا، وما أنت مقبلٌ على قراءته سيجعلك تعيد التفكير بأن القتل والشذوذ الإجرامي متأصلٌ منذ زمن في النفوس البشرية، إلا أنني أشك بأنها نفوسٍ بشرية نظراً لحيوانية التعامل والطريقة المتبعة في ارتكاب الجرائم.

جرائم جاك السفاح

اتبع هذا القاتل المتسلسل طريقة مبتكرة جداً في جرائمه حيث تميز أسلوبه بالقدرة على التشريح بطريقة مشابهة لخبير في التشريح والجراحة، واختص في اختيار ضحاياه أن يكنّ من النسوة المومسات اللاتي يعملن في الأحياء الفقيرة في لندن، حيث عمل على استدراجهن وتقطيع حناجرهن ومن ثم تشويه بطونهن وإزالة الأعضاء بالكامل دون أي رحمة، وما كان يدل على أن وراء تلك الجرائم قاتل واحد متخفي وراء الكواليس هو الطريقة الموحدة في القتل وطريقة التشريح الثابتة، كما أن هناك الكثير من الرسائل التي كانت تصل لسلك الشرطة والتي يزعم فيها كل شخص بأنه القاتل، ومن تلك الرسائل كان هناك رسالة غريبة من نوعها تحتوي على جملة (من الجحيم) ورافق تلك الرسالة وجود كلية بشرية محفوظة معها، وهناك بدأت الضجة الإعلامية تنقل خبر وجود قاتل متسلسل تم نسب جميع الجرائم له واختير له لقب جاك السفاح للدلالة عليه.

هوية مجهولة لقاتل متسلسل

بحكم أن القاتل مجهول الهوية، لم تستطع الشرطة أن تعرف ما إن كان بالإمكان نسب جميع جرائم (وايت تشابل) والتي وصلت إلى 11 جريمة لنفس القاتل، إلا أن خمسة من تلك الجرائم والتي تسمى بالـ (الخمسة الكنسية) توضيح بشكل قوي أنها منسوبة لـ جاك، فقد تميز أسلوبه بأنه يقوم بجرح الحلق الخاص بضحاياه وتشويه أعضائهم التناسلية وبطونهم ومن ثم إزالة أعضائهم الداخلية وتشويه وجوههم وكانت أول جريمتين هما للضحايا (إيما إليزابيث سميث) و (مارثا تابرام) ولكنهما ليستا مدرجتين ضمن قائمة الخمسة الكنسية لأن (إيما) تعرضت للسرقة والاعتداء الجنسي وقد قالت قبل أن تتوفى بأنها تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاثة رجال وأحدهم كان في سن المراهقة وهذا وضح أنه لا علاقة لجاك بهذه الجريمة.

أما عن الفتاة (تابرام) فأيضاً قتلت بالطعن المبرح ولكن تلك الطريقة ليست من طرق جاك المعتادة التي يتم فيها تشويه الحلق والأعضاء لذا لم تنسب له.

ضحايا الخمسة الكنسية لجاك السفاح

ماري آن نيكولز

والتي عثر على جثتها في أغسطس عام 1888م، وكان حلقها مقطوعاً والجزء السفلي من بطنها ممزقاً وجروح في مناطق متفرقة في جسدها.

آني تشابمان

تم العثور على تشابمان في سبتمبر من نفس العام وأيضاً كان حلقها مقطوع وبطنها مفتوحاً بالكامل ورحمها مزالٌ تماماً وهنا بيّن شهود أنهم رأوا تشابمان تمشي مع رجل شعره أسود ومظهره رث.

اليزابيث سترايد وكاثرين إيدوس

واللاتي قتلتا في سبتمبر عام 1888م، حيث عثر على سترايد وهي ميتة بسبب قطع شريان واحد رئيسي موجود في الجانب الأيسر من رقبتها ولكن لم يتم الكشف عن جروح في البطن أو الرحم ولذا لم يعرف إن كان بالإمكان نسبها لجاك وأيضاً الشهود العيان قدموا أوصاف مختلفة لمواصفات الرجل الذي كان مع تشابمان، وهذا ما جعل نسب الأمر لجاك في موقع الشك إلى الآن، أما إيدوس فقد تم الكشف عن جثتها المقطوعة الحلق والمفتوحة البطن كما أن كليتها اليسرى تمت إزالتها ورحمها كذلك الأمر وهذه من طرائق القتل المعتمدة عند القاتل المتسلسل جاك لذا كان من السهل نسبها له.

ماري جين كيلي

عثر عليها مقتولة بطريقة لا يعقلها إنسان، كانت مشوهة بالكامل وملقاةٌ على سريرها وحلقها مقطوع الأوصال إلى درجة وصول الجرح للعمود الفقري وبطنها مفرغٌ بالكامل من الأعضاء وحتى قلبها كان مفقوداً، وكانت جميع تلك الجرائم في الغالب تحدث ليلاً وفي نهايات أو بدايات الأشهر وطريقتها موحدة ما عدا طريقة قتل سترايد والتي من المعتقد أن يكون القاتل قد قوطع قبل إكمال طريقته أو هرب لسببٍ ما، وتعتبر جريمة كيلي هي آخر الجرائم التي حدثت بهذه الطريقة والتي يعتقد أن القاتل جاك السفاح قد مات لهذا لم يكمل مسيرته الوحشية تلك ولكن تكرار الجرائم في منطقة (وايت تشابل) بطرق مختلفة جعل أمر موت القاتل لايزال قيد الدراسة إلى يومنا هذا وتم نسب عدة جرائم حدثت بين عامي 1888م و1892م والتي كان من المعتقد أنها لا تزال تنسب لنفس القاتل المتسلسل دون وجود دليل دامغ يثبت حق القول.

هل تم القبض على جاك السفاح؟

للأسف إلى تاريخنا هذا لم يتم الكشف عن هذا القاتل الذي عمل على هز السلطات الأمنية التي حاولت عبثاً الوصول إليه بشتى الوسائل والذي اتبع منهج السخرية من الشرطة وعدم قدرتها على مباغتته أو الكشف عن هويته على الأقل، وبقي إلى وقتنا الحالي غير معلوم صاحب تلك الممارسات الوحشية الشنيعة وأغلقت القضايا تلك ضد مجهول حتى الآن.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى