ماهي قصة جسر لندن وكيف تم بناؤه
جسر لندن، أكبر جسر أثري ومركز جذب سياحي مهم لصناع الأفلام وهواة التاريخ ومحبي التجديف، تعرّف على الجسر الأكثر شهرة في العالم.
ماهي قصة جسر لندن؟
يعد جسر لندن أحد أبرز المعالم الشهيرة في المملكة المتحدة البريطانية، تمت إقامته منذ عهد الرومان عام 43م، وكان يمتد بين مدينة لندن وساوثوورك فوق نهر التيمز، وتم تجديد بنائه على مراحل مختلفة، لفت جسر لندن أنظار العالم عام 1968 عندما قررت بلدية مدينة لندن بيع كامل الجسر، وذلك بعد أن وجدت أن عمليات التجديد غير عملية، كما أن الجسر كان يغرق ببطء في نهر التايمز بمعدل بوصة واحدة كل ثماني سنوات، حيث لوحظ بحلول عام 1924 اختلال توازن الجسر، بعد أن اصبح الجانب الغربي أكثر ارتفاعاً بنحو (9-12 سم) من الجانب الشرقي، حيث حددت البلدية تكلفة بيع وتفكيك الجسر حينها حوالي 1.2 مليون دولار، ثم اشتراه أحد أباطرة المال الأميركيين المدعو (روبرت ماكولوتش) مقابل مبلغ 2.4 مليون دولار، مع دفع 60 ألف دولار إضافي بمعدل ألف دولار لكل سنة من عمر الجسر.
كيف تم بناء جسر لندن؟
تم بناء جسر لندن بشكله البدائي من الخشب في عهد الرومان عام 45م، واستمرت عملية التجديد وفق بنائه الخشبي حتى عام 1176م، ثم شهد بناءه تطورات مختلفة وفق المراحل التالية:
- قام المهندس المعماري والكاهن في كنيسة القديسة ماري (بيتر كوليتشيرش) بتجديده في الفترة ما بين 1176 و1209، ليصبح أول جسر حجري يتم بناءه في بريطانيا، وكان يضم 19 قوس مدبب، بامتداد 5 إلى 10 متر لكل قوس، حيث تحول الجسر تدريجباً إلى معبر تجاري مهم.
- بحلول عام 1762 تمت إزالة جميع المتاجر وتوسعة الطريق إلى 14 متر، ثم عهدت المدينة أعمال التجديد إلى المهندس الشهير (جون ريني).
- في عام 1820 حدد ريني تصميم جديد للجسر وفق بناء حجري يضم خمسة أقواس شبه بيضاوية، حيث يمتد القوسين المركزيين إلى 46 متر، والقوسين التاليين 43 متر، والقوسين الطرفيين 40 متر.
- في عام 1831 تم افتتاح الجسر الجديد من قبل الملك ويليام الرابع وهدم الهيكل القديم بعد أن خدم لمدة 622 عام.
- في عام 1971م تم بناء الجسر الجديد من الخرسانة المسلحة بعد أن تم تفكيك الجسر القديم ونقله إلى أريزونا.
- كلف بناء جسر لندن ما يزيد عن 11 ألف طن من الفولاذ و70 ألف طن من الأسمنت.
- في الوقت الحالي يزور جسر لندن يومياً ما يزيد عن 40 ألف شخص.
إلى أين نقل جسر لندن في عام 1970؟
تم نقل جسر لندن إلى ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن تم تفكيك الجسر إلى كتل بمعدل 10276 كتلة من الجرانيت، بوزن إجمالي يصل إلى عشرة آلاف طن، حيث مرت عملية التفكيك بالمراحل التالية:
- ترقيم كل كتلة موجودة قبل تفكيك الجسر.
- شحن كل كتلة من الجسر الأصلي عبر قناة بنما إلى مدينة كاليفورنيا.
- نقل جميع الكتل بالشاحنات من لونج بيتش إلى مدينة بحيرة هافاسو في ولاية أريزونا، وذلك على بعد أكثر من 5400 ميل عن لندن.
- حفر قناة صناعية تحت الجسر ثم تجميع الجسر بتكلفة بلغت قيمتها 7 مليون دولار.
- بناء الجزء الداخلي من الجسر بشكل مجوف عبر استخدام إطار من الفولاذ المغطى بالجرانيت الأصلي، مما ساهم في تخفيف وزن الجسر إلى 30 ألف طن بعد أن كان وزنه الأصلي 130 ألف طن.
- تم تجميع الجسر ليمتد على مسافة 280 متر أي حوالي 930 قدم عبر قناة بريدجووتر.
- بدأت عملية إعادة تجميع الجسر في في 23 سبتمبر عام 1968 واستغرقت أكثر من ثلاث سنوات، حيث وضع حجر الأساس عمدة لندن آنذاك السير جيلبرت إنجلفيلد.
- يربط الجسر بين البر الرئيسي لبحيرة هافاسو سيتي مع جزيرة مجاورة تضم فنادق ومتاجر ومطاعم متنوعة.
- تم افتتاح الجسر في أكتوبر 1971.
- في 20 أكتوبر 2018 تم الاحتفال بالذكرى الخمسين لشراء جسر لندن، بحضور عمدة مدينة لندن (ألديرمان تشارلز بومان) وحاكم ولاية أريزونا (دوغلاس أ. ديسي).
- في أكتوبر 2021 تم إحياء الذكرى الخمسين لتدشين الجسر عبر إقامة احتفالية استمرت لمدة شهر كامل في مدينة ليك هافاسو، بحضور أكثر من 300 وسيلة إعلامية حول العالم.
- بفضل جسر لندن، أصبحت مدينة بحيرة هافاسو وجهة سياحية مشهورة عالميًا.
- في عام 1975، أفادت غرفة تجارة مدينة بحيرة هافاسو أن الجسر اجتذب ما يقرب من مليوني زائر.
- يُعتبر الجسر اليوم ثاني أكبر معلم سياحي في ولاية أريزونا.
ماذا يعني سقوط جسر لندن؟
يُقصد بـ (سقوط جسر لندن) الاسم الرمزي للخطة السرية المحكمة التي وضعتها العائلة الحاكمة في المملكة المتحدة البريطانية عند وفاة الملكة، حيث تتضمن هذه الخطة مجموعة من القرارات والإجراءات الواجب اتخاذها بشكل فوري عند وفاة الملكة إليزابيث الثانية آنذاك، تم تسريب جزء من هذه الخطة ضمن تحقيق صحفي أجرته صحيفة الغارديان عام 2017، حيث يقوم السكرتير الخاص للملكة بتسليم رسالة سرية إلى رئيس الوزراء تتضمن جملة “سقوط جسر لندن” أي أن الملكة توفت، حيث تقوم وزارة الخارجية بنقل نبأ وفاتها إلى زعماء الكومنولث، ثم يتم الإعلان عن وفاتها بشكل رسمي للجمهور، وتُخفض الأعلام في المباني العسكرية والحكومية وقصر باكنغهام إلى نصف الصاري، وتدخل المملكة في فترة حداد رسمية تمتد فترة 10 أيام ريثما يتم التحضير لموعد تشييع الملكة، وفي اليوم التالي تقام مراسم تذكارية في كاتدرائية القديس بولس، وتقرع الكنائس أجراسها تكريماً للملكة الراحلة.