قصة جنكيز خان إمبراطور الإمبراطورية المغولية

الاء مخلص امينآخر تحديث: 08/08/2024

محتويات المقال

هل سبق لك أن سمعت عن مؤسس الإمبراطورية المغولية؟ إنه جنكيز خان الإمبراطور العظيم الذي قام بالعديد من الفتوحات وتوحيد بلاد كثيرة ككتلة واحدة.

مَن هو جنكيز خان؟

إنه حاكم مغولي وزعيم عظيم، قام بتوحيد القبائل المنغولية والتتار وأسس الإمبراطورية المغولية التي تعد أكبر إمبراطورية في التاريخ بأكمله، حيث كانت إمبراطوريته تمتد من كوريا شرقًا إلى حدود الدولة الخوارزمية غربًا و سهول سيبريا شمالًا إلى بحر الصين جنوبًا، عند الولادة كان اسمه الحقيقي تيموجين في شهر مايو عام 1162 م، في أسرة من القبائل البدوية المغولية التي تعيش على نهر أونون قريبَا من بحيرة بايكال في منغوليا، وكان والده من عشيرة ملكية وزعيم لعشيرة بورجيجين، وقد سمي بتيموجين على اسم زعيم إحدى القبائل المعادية التي قام والده بالانتصار عليها وقتل زعيمها.

طفولة جنكيز خان

كانت طفولته صعبة ومختلفة فقد أخذه والده وهو في عمر التاسعة إلى قبيلة مجاورة لهم ليقوم بالعمل فيها لعدة سنوات، ثم بعد ذلك خطب له والده فتاة تسمى “بورجي” وبعدها مات والده متسممًا من قبل عصابة من بدو التتار لهم عداء سابق معه، وعند وفاة والده قامت القبيلة بالتخلي عنه وعن والدته وأخوته وقاموا بطردهم، وتولت القيادة عائلة منافسة لهم لاعتبارهم أضعف من تولي القيادة وبعدها عاشت هذه الأسرة في معاناة وفقر شديد، ولكن بالرغم من هذا كانت شخصية تيموجين قوية وينال التأييد والدعم من الكثيرين، بعد ذلك قام مجموعة لصوص بسرقة خيول تابعة لأسرته، فقام بالذهاب للبحث عنها وقام بمساعدته شاب قام تيموجين بسؤاله في الطريق إذا كان رأى الخيول المسروقة فترك الشاب عمله وذهب معه للبحث عنها، ولم يرغب بعدها أن يأخذ مكافأة منه وأصبحوا بعدها صديقين مقربين.

فترة شباب جنكيز خان

قاموا بوصفه أنه كان طويل وقوي البنية ولديه لحية كثيفة وفي شعره يوجد خصلة شعر طويلة، ولكن لا يوجد له صور أو رسم في فترة حياته، وقام تيموجين بقتل أخيه الأكبر غير الشقيق وبعدها قام بتولي قيادة الأسرة، وقام بعقد تحالف مع مجموعة من المحاربين الأكفاء بدلًا من أقاربه، ثم قام بالتحالف مع “أونغ خان” وهو زعيم إحدى العشائر القوية، وبعد ذلك قام تيموجين باستعادة زوجته بورجي التي تم اختطافها من قبيلتها بهدف الانتقام من والده، واستطاع أن يستعيدها بمساعدة أونغ خان وبعدها قام بنهب معسكرات قبيلتها، ودخل في صراع مع صديق طفولته “جاموكا” وانتهى الأمر بانفصالهم وأصبحوا أعداء ومنافسين على الحكم ولكنه قام بالفوز عليه مع مساندة أونغ خان الذي قام بمنحه منصب مرتفع.

توحيد جنكيز خان للمغول

كان لديه القوة والذكاء والفطنة في الحرب، حيث قام بإعدام قادة القبائل المعادية له وضم رعاياهم في قبيلته وضم بعضهم إلى جنوده وقام بتنظيم محاربيه في وحدات مقسمة إلى 10 أفراد في كل وحدة، وكان أتباعه من ديانات مختلفة فكان منهم المسلمين والنصارى والبوذيين بينما هو كان وثني الديانة ولديه معتقدات شامانية منغولية، حيث كان يقدس الجبال والرياح وهناك قاموا بالاعتقاد أنه إله المغول.

وقام بتوحيد قبائل السهوب في عام 1205 م، وهزم جميع المنافسين لذلك قاموا بتلقيبه بجنكيز خان وهو يعني الحاكم الأعظم، وكان يراقب الجميع بانتظام ترصدًا للتمرد، ويقوم بقتل أعدائه دائما من البدو أو التتار الذين هزمهم، وقام بقتل الرجال الذين يزيد طولهم عن ارتفاع العربة ولم يترك إلا الأطفال ليكونوا أتباعه المخلصين، وقام ببناء نظام يشبه الهيكل الإقطاعي بدلًا من نظام القبائل والعشائر، حيث قام برفض الولاء من العشائر التي فضلت التجزئة والانفصال، وفي عام 1206 تمت مبايعته كإمبراطور لجميع سكان السهوب ووضع آلاف الأسر والعائلات في عهدة أقاربه ورفاقه، بعد ذلك قامت قبائل المغول بالتجمع والاستيلاء على جزء كبير من سيبيريا ومقاطعة شينغ يانغ الصينية، وقام بالحكم “بقانون الياسق” وهو قانون مدني وعسكري قام بوضعه للحكم في الأراضي.

قيام جنكيز خان بغزو العالم الإسلامي

كان يريد عقد تحالف مع الدولة الخوارزمية التي تسيطر على آسيا الوسطى وهي كانت في حرب مع بقية الدول الإسلامية التي تحيطها، فقام بإرسال قافلة هدايا إلى السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه ليكون بينه وبين الدولة الخوارزمية علاقات تجارية، ولكن عندما كانت القافلة تمر بمدينة تابعة للدولة الخوارزمية قام حاكمها الحاكم “إنالجيك” بأسر تجار القافلة وأبلغ السلطان أنه يشك بأنهم جواسيس، فأمر بإعدامهم جميعًا، لذلك قام بإرسال ثلاثة سفراء للسلطان جلال الدين يطالبونه بتسليم إنالجيك مقابل دفع تعويض مناسب، ولكن السلطان رفض وقام بقتل أحد السفراء وأرسل رأسه مع الآخرين بعد أن قام بحلق شواربهم وألحِيَتهم، مما جعله يرغب بالانتقام منهم، ولهذا قام بتجهيز جيش مكون من 100 ألف جندي وقام بتقسيمه إلى 4 مجموعات بقيادة أبنائه، وقام بإرسال مجموعة واحدة لخداع الخوارزميين بأنه هذا فقط هو جيش المغول.

هزيمة جنكيز خان للمدن الإسلامية

قام بمتابعة الهجمات وحصار المدن الإسلامية حتى سقطت أولى المدن في يده وهي مدينة أطرار، فقاموا بتدميرها وإعدام السكان وقاموا بقتل إنالجيك، ثم ذهب إلى مدينة بخاري وقاتلوا جيشها ولكن المغول هزمهم واستولوا على المدينة وقاموا بحرق مساجدها وأسروا بعض السكان وقتلوا الباقين، ثم ذهب على مدينة سمرقند التي قام جيشها بالاستسلام ولكن قام سكانها بحمل السلاح فقتلهم المغول وقاموا بتدميرها ونهبها، وقام السلطان علاء الدين محمد خوارزم بالهرب هو وأبنه وقادة الجيش ولكن قام جنكيز خان بالأمر بملاحقته ودمر مدن كثيرة أثناء هذه المطاردة وسيطر على ثروات البلاد.

نظام البريد الخاص بجنكيز خان

قام بابتكار نظام البريد الخاص به، وقام بتسميته باسم “يام” وهو عبارة عن مجموعة محطات متوزعة في الأراضي الخاصة بـ إمبراطوريته بشكل معين لتقوم بنقل المعلومات والبضائع بسرعة، حيث تقوم بتبديل الرسل والأحصنة في المحطات المحددة بين كل مسافة مما يجعل التوصيل أسرع.

زوجات جنكيز خان

كان له 6 زوجات منهم “بورجي” زوجته الأولى و “خولان” زوجته الثانية، وزوجتان كانتا أميرات من التتار بعد هزيمتهم وقتل والديهم في حملة من حملاته، وكان له مئات الجواري فكان يُقَدّر أن له أكثر من 500 جارية حوله، وكان يختارهم بشكل معين ويحظى باجملهم، فكان يختار ذوات الشعر الطويل والأنف الصغير والصوت الجميل.

أبناء جنكيز خان

لديه أربعة أبناء من الذكور ولكن الأكبر قام باستبعاده من الحكم لأنه يعتبره أبنًا غير شرعيًا، حيث تمت ولادته بعد خطف زوجته الأولى يورجي بعدة أشهر، لذلك قام أبنائه الثلاثة بالتنافس وكانت الخلافة للابن الثالث أوغودي الذي قام بالاستيلاء على شرق آسيا، بينما أخيه الصغير قام بحكم تولوي في منغوليا.

وفاة جنكيز خان

توفي في شهر أغسطس عام 1227 م، أثناء قيامه بحملة ضد تانغوت وفاة طبيعية، وهذا ما نفى اعتقاده بمعرفة سر الحياة الأبدية، ويقال أيضًا أن الوفاة كانت بسبب حادثة قديمة حين سقط عن حصانه في بدايات عام 1227 م، وقد سببت له إصابات داخلية لم يتعافى منها، ونقل جثمانه إلى منغوليا وتم دفنه بدون أي علامات تحدد موقعه طبقًا لعادات قبيلته، ولكن لم يتم تحديد مكان قبره حتى الآن.