من هو حاتم الطائي وما هي قصته الكاملة ومعلومات عنه
رجُل عُرف بجوده، و كان شاعراً عظيماً و أبناً باراً، ونال مبتغاه من ذكر رسول الله له، إليكم كل ما تودون معرفته عن حاتم الطائي.
من هو حاتم الطائي وماذا قال عنه رسول الله؟
حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل، لا تُعرف سنة ميلاده لكنه ولد بـ (جبال طيء) في شبه الجزيرة العربية، وعاش في القرن السادس الميلادي، تزوج من ثلاثة وهما (العالية العنزية، النوار بنت ثرملة، ماوية الغسانية)، هو شاعر من شعراء العرب في العصر الجاهلي، عُرف عنه أخلاقه الحميدة و إنسانيته، وهذا ما جعله موضع احترام وتقدير بين الناس، فـ كان مثالاً للرجل الصالح والابن البار والصديق الوفي والجار حّسن المعاشرة، كما ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم، في قول عدي بن حاتم قال: (قلت لرسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل و يفعل فهل له في ذلك، بمعنى له من أجر؟ فقال له رسول الله (إن أباك طلب شيئاً فأصابه) أي الشهرة والذِّكر، رواه أحمد.
ما هي قصة حاتم الطائي؟
تميز حاتم الطائي بكرمه وحسن ضيافته للناس أجمع في عصر الجاهلية، حتى أن اسمه بات يشاع كمثال عن الكرم وقيل أنه كان يذبح كل يوم عشرة من الأبل ويطعمها للناس، وأشتهر في كرمه الشديد المبالغ فيه وسخائه الغير محدود، حتى إذا أحدهم كان يكرم الأخر يلقب بـ (حاتم الطائي)، إذ كانت من أبرز قصصه التي تركت عبرتها في نفوس الجميع عن شدة كرمه وسخائه هي عندما كانوا أولاده (عدي) و (عبد الله) و (سفانة) جيّاع من حوله بسبب شدة القحط التي أصابته هو وقومه، مما جعله يعاني هو وزوجته في محاولاتٍ عابثة لإسكات أطفالهم الجائعين إلا أنهم عندما فقدوا الأمل في الحصول على الطعام، ذهبوا في نومٍ عميق هرباً من الجوع، فلما حل الظلام أتتهم جارةً طالبة منهم طعاماً لأولادها الذين ما لبثوا أن يحاولوا عبثاً أن يتذوقوا طعم النوم ولكن لم يجد النوم طريقه إليهم وهم جياع، لتستيقظ نخوة حاتم الطائي ويوعدها بأن يطعمهم وقام إلى فرسه وذبحه وأشعل ناراً وقام بطهيه وبقي جالساً متأملاً تلك الجارة وأطفالها وهم يأكلون بتلك الشراهة وهو لم يأكل أبداً أو حتى يطعم أطفاله ليكون بهذا من أكرم الرجال في عصره.
ما هو اصل حاتم الطائي؟
أصل الطائي من بني (طيء) وهي قبيلة من (كهلان من القحطانية) في شبه الجزيرة العربية.
من هي زوجة حاتم الطائي؟
ذكرت المصادر أن واحدة من زوجات الطائي تدعى (حليمة)، وهي صاحبة المثل الشعبي الشهير (عادت حليمة لعاداتها القديمة)، فـ يقال إن حليمة زوجة الطائي كانت بخيلة جداً وهذا على الرغم من أن زوجها كان معروف وسط قومه بالكرم إلى حد السخاء، فكانت يد حليمة ترتجف مع كل ملعقة سمن تضعها في طبختها، وهذا ما أثر على جودة طعامها، وما دفع الطائي أيضاً للجوء إلى حيلة ليجبر زوجته على الكرم، لذا قال لها أن الأجداد يقولوا إن المرأة كلما وضعت ملعقة سمن كبيرة في طبخها زاد الله في عمرها، وعلى الفور زادت حليمة السمن في طبخها و تحسن طعامها وأصبح لذيذاً، لكن بعد وفاة أبنها عادت حليمة و قللت السمن في طعامها لتقل من عمرها، ويقال إنها قللت السمن مرة أخرى عندما اكتشفت حيلة زوجها.
من هم أبناء حاتم الطائي؟
رُزق الطائي بـ أربعة أولاد شهدوا الإسلام وأسلموا، وهم:
شبيب بن حاتم الطائي
لم يذكر المؤرخين شيء عن حياته، إلا أنه جواد كريم مثل أبيه.
عدي بن حاتم الطائي
وقد كان من الرجال الذين يضرب بهم المثل في الجود والكرم مشابهاً بهذا لأبيه الذي تميز بشدة سخائه وكان رجلاً ضخم أعور العين، ولم يُولد أعور، بل أصيب بالعور أثناء حروبه جانب المسلمين بعد إسلامه و ذهبت إحدى عيناه، وأصبح بعد ذلك من صحابة رسول الله.
سفانة بنت حاتم الطائي
اشتهرت بالسخاء كـ والدها، وكانت بين الأسري الذين أسرهم علي رضوان الله عليه في سرية طيء، وبعدما أطلق سراحها أشارت إلى أخيها عدي بالقدوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت سبباً في إسلامه كما أن أبرز القصص التي تدل على سخائها عندما أعطاها أباها من أبله ما بين العشرة والأربعين إبلاً فكانت تهبها للناس دون أن تحاول أن تمسك بشيءٍ منها لنفسها.
عبد الله بن حاتم الطائي
وهو أيضاً أحد أبناء حاتم الطائي ولكن لم يذكر عنه شيئاً.
من هم احفاد حاتم الطائي و أين مكانهم الآن؟
أهل قبيلة (شمر) في حائل و الكويت والعراق وسوريا والأردن وسلطنة عمان وقطر والإمارات هم أحفاد الطائي، وإلى الآن يعرف سكان تلك القبيلة بالكرم والسخاء الوفير، و كأنهم توارثوا تلك الصفة من جدهم الأكبر الطائي.
أين مكان قبر حاتم الطائي؟
توفي حاتم الطائي عام 46 قبل الهجرة، وقبره في (منطقة توارن شمال الحائل) فـ يختلف قبر الطائي عن القبور المجاورة له من حيث الطول، فقال الباحثين أن كان هناك عادات وتقاليد راسخة في العصر الجاهلي، و منها توسيع وإطالة القبور لوجوه القوم على حسب قيمتهم الاجتماعية وقدرهم في المجتمع في ذلك الوقت، لذا يمدون في قبور أبرز شخصيات مجتمعهم مثل الطائي و عنترة بن شداد.