الحب هو شعوراً طبيعياً وجد بالفطرة داخل كل إنسان، لكن يُمكن أن يتحول إلى الرغبة في السيطرة والامتلاك الكلي، فما هو حب التملك؟ و كيفية علاجه؟
ما هو حب التملك في علم النفس؟
هو عبارة عن رغبة شديدة في امتلاك والسيطرة على شخصاً ما، سواء كان هذا الشخص زوج أو صديق أو حتى الأبناء، فـ المُحب إلى حد التملك يرغب في امتلاك الشخص الذي يحبه بكل جوارحه، فلا يشعر بالسعادة إلا معه، ولا يحزن إلا من أجله، و على الرغم من أن شعور الحب الممزوج بـ الاهتمام أكثر ما يُسعد الإنسان الطبيعي، إلا أن شعور الشخص بأنه ليس ملكاً لنفسه ليس أفضل شعوراً على الإطلاق، و من هنا تظهر مشكلة التملُك والتي يمكن أن تتسبب في إنهاء أي علاقة مهما كانت قوية، كونها تجاوزت مُسمى الحب و أصبحت عائق في حياة الطرف الآخر.
ما هي أسباب حب التملك عند الرجل؟
خلق الله عز و جل الرجل بفطرة حب الامتلاك و السيطرة على شريكة حياته خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية؟ ولكن هناك عدة أسباب لـ حب الامتلاك عند الرجل، كـ رغبة الرجل في الاحتياج العاطفي، بالإضافة إلى بعض العوامل الاجتماعية والثقافية والتي تؤثر بشكل فعال في تكوين صفة التملك عند الرجال، كما تلعب العوامل الوراثية و البيولوجية دوراً هام في تكوين صفة التملك عند الرجل، وعليه يجب على الرجل أن يكون مدركاً للأسباب الحقيقة التي تجعله يعاني من (متلازمة حب الامتلاك)، بل و يحاول استخدامها في تعزيز علاقاته الشخصية و العاطفية في آنٍ واحد.
ما هي علامات حب التملك في علم النفس؟
عادة ما يظهر على الشخص المصاب بـ حب الامتلاك عدة علامات واضحة تُبين الشخصية المحبة للتملُك، إليكم أبرزها:
- الانجذاب المفرط تجاه شخص مُعين.
- التفكير في طرق لتملك هذا الشخص.
- قضاء وقت كبير في التفكير في هذه العلاقة العاطفية.
- اللجوء إلى تهديد الطرف الآخر في حال رغبته في إنهاء العلاقة.
- التصرف بـ غيرة مبالغ فيها.
- التواصل بشكل مستمر و مزعج مع الطرف الآخر.
- وضع الطرف الآخر تحت المراقبة.
- إزالة جميع الحدود في تلك العلاقة العاطفية.
- الإحساس بالقلق بصفة مستمرة.
- التصرف بطريقة توضح الرغبة في السيطرة على الطرف الآخر.
- رفض ممارسة أي نشاط اجتماعي لا يكون فيه الطرف الآخر.
ما هو حب التملك المرضي؟
هو مرض من الأمراض النفسية التي تُصيب عاطفة وفكر الإنسان، و يحدث عنها تضارب للأفكار وتتشتت في التصرفات، و يزداد الفرد فيها لـ انجذابه لحُب التملُك، فلا يستطيع تكوين علاقات صحية، كما يفقد التوازن والالتزام بالضوابط الاجتماعية، بالإضافة إلى رغبته الجامحة في السيطرة على الطرف الآخر.
ما هو الفرق بين الغيرة و حب التملك؟
يقال إن الغيرة و حب التملك وجهان لعملة واحدة، ولكن هناك بعض الفروقات الطفيفة في كُلاً منهم، فـ (الغيرة) تُعرف على إنها شعور بالتوتر أو الغضب عند مشاهدة شريك الحياة مع شخصاً آخر، بينما الشعور بـ (التملك) فيكون عبارة عن الشعور بالسيطرة و حماية شريك الحياة حتى لو كان هذا التصرف يُزعج الطرف الآخر، كما أن الشعور بـ التملك دوماً ما يضُر صاحبه، و يظهره بمظهر الضعف لأنه ينبع من عدم الثقة في النفس.
ما هو علاج حب التملك؟
وَضح علم النفس بعض النقاط التي يمكن أن يكون لها دوراً فعالاً في علاج حب التملك، وذلك من خلال ما سوف نذكره لكم:
اعترف بأنك مريض بحب التملك
أن لم نمتلك شجاعة الاعتراف فلن نصل لـ مرحلة الشفاء أبداً، لذا فمن المهم أن نعترف بالمشكلة التي تواجهنا لكي نستطيع أن نجد الحل المناسب.
أحذر من تغير رؤيتك للواقع الذي تعيشه بسبب حبك للتملك
عندما يقع الشخص في فخ الهوس بشريك حياته، تزداد رغبته في السيطرة عليه أكثر فأكثر، وعليه يجب على الشخص المُحب للتملك أن يعلم بأن من المهم أن يرى الحياة بشكلها الحقيقي و ليس رؤيتها من خلال من يُحب فقط، حتى لا يقع في عدة مشكلات تؤثر بطريقة ما على سير حياته في الطريق الصحيح.
انظر للعلاقة مع شريك حياتك من منظوره هو وليس منظورك أنت
من أفضل ما يمكن أن يقدمه الشخص لشريك حياته أن ينظر للعلاقة التي بينهم من منظور شريك الحياة، ويقدم له كل ما يحتاجه ليشعر بسعادة التي يتمنى أن يعيشها مع من يُحب.
التفكير في مخاطر حب السيطرة
الشعور بـ الاستقلالية والسعادة، من الصعب أن يتم الجمع بينهما في أي علاقة بسهولة، لذلك على من يُحب بتملك أن يفهم كل المخاطر التي يمكن أن يقع فيها، إذا سَلب الطرف الآخر شعور الاستقلال، الذي يُمكن بـ اختفائه أن تتدمر العلاقة بشكل كلي.
حَب نفسك
قد يعني حب السيطرة بشكل كبير عدم حب الشخص لنفسه، لذلك يلجئ للتعلق المرضي بمن حوله ليعوض هذا الحُب، وعليه فـ يجب على الشخص المُحب للتملك أن يُحب نفسه أولاً ليستطيع أن يُحب غيره بطريقة معتدلة لا تتسبب في أي مشاكل للطرفين.
مشاركة الطرف الآخر محاولات التغيُر
يجب أن يُشارك الشخص الذي يُعاني من حب التملك، ما يقوم به من محاولات للتغيُر مع الطرف الآخر لكي يفهم ما يمر به شريكه من ضغوطات نفسية حتى يتخلص من عقدته التملُكية، و حتى يتفهم تلك التغييرات و لا يُخطئ في فهم شريك حياته ويساعده على تخطي تلك المرحلة بسلام.
