ما هو حكم البيرسينج بكافة أنحاء الجسم للرجال والنساء
لأن النساء تحب التزُّين بالحلي، فإنها قد تلجأ لعمل البيرسينج وهو ثقب أي من الأماكن بالجسم لتركيب أقراط، فما حكم البيرسينج سواء في الأذن أو غيره؟
ما هو حكم البيرسينج؟
يُشير “موقع الإسلام سؤال وجواب” (المتخصص في الشريعة الإسلامية) إلى أن البيرسينج لتعليق الحلي لا حرج فيه على ألا تظهر به المرأة أمام الأجانب، وذلك لأنه من الزينة، إذ يجب أن يظهر فقط أمام الزوج والمحارم إن كان في مكان يجوز إلى أي منهم النظر إليه كالوجه والأذن لقول الله تعالى:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” سورة النور الآية رقم 31.
كما يجب ألا يكون في عمل البيرسينج تشبُّه بأهل الفسق والفجور، أو ضرر يلحق بالبدن نتيجة التثقيب سواء عاجلاً أو آجلاً، فإن كان البيرسينج مُقيّد بهذه الشروط فإنه جائز للنساء، أما للرجال فإنه غير جائز سواء بالأذن أو غير ذلك، لأن الزينة في الأصل من الأمور النسائية ولا يجوز للرجل التشبه بالنساء لرواية عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) في صحيح البخاري:
“لَعَنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، والمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وقالَ: أخْرِجُوهُمْ مِن بُيُوتِكُمْ وأَخْرَجَ فُلَاناً، وأَخْرَجَ عُمَرُ فُلَاناً”.
حكم البيرسينج في الاذن
ثقب الأذن جائزاً وذلك استناداً لقول الشيخ محمد الصالح العثيمين (العالم الإسلامي): “الصحيح: أن ثقب الأذن لا بأس به، لأن هذا من المقاصد التي يتوصل بها إلى التحلي المباح، وقد ثبت أن نساء الصحابة كان لهن أخراص يلبسنها في آذانهن، وهذا التعذيب تعذيب بسيط، وإذا ثقب في حال الصغر صار برؤه سريعاً”.
ويجوز للمرأة أن تثقب آذانها أكثر من مرة، إذ أنه لم يرد دليلاً يمنع ذلك، على أن يكون تعدد ثقوب الأذن متوافقاً مع عادات البلدة التي تقيم بها وتقاليدها.
حكم البيرسينج في الانف
أشار “موقع الإمام ابن باز” (المتخصص في الفتاوى الإسلامية) إلى أن خرق الأنف لتعليق حلية جائز شرعاً، وأيّده موقع “إسلام ويب” استناداً لقول الشيخ محمد الصالح العثيمين: “ثقب الأنف: فإنني لا أذكر فيه لأهل العلم كلاماً، ولكنه فيه مثُلة وتشويه للخلقة فيما نرى، ولعل غيرنا لا يرى ذلك، فإذا كانت المرأة في بلد يعد تحلية الأنف فيها زينة وتجملا فلا بأس بثقب الأنف لتعليق الحلية عليه”.
كما ذكر “موقع إسلام ويب” أن برسينج الأنف يُعد موضع خلاف بين أهل العلم، إذ أفضى بعض منهم بجوازه خاصة إن كان من عادات المسلمات، والبعض الآخر يرى أنه مُحرم لأنه ليس من الزينة التي تُجمّل المرأة، فقد قال ابن حجر الهيتمي (الفقيه الإسلامي):
“ويظهر في خرق الأنف بحلقة تعمل فيه من فضة أو ذهب أنه حرام مطلقاً، لأنه لا زينة في ذلك يغتفر لأجلها؛ إلا عند فرقة قليلة ولا عبرة بها مع العرف العام بخلاف ما في الآذان، فإنه زينة للنساء في كل محل”.
حكم بيرسينج السرة
أشار “موقع إسلام ويب” إلى أن أهل العلم لم يذكروا شيئاً عن ثقب السرة أو اللسان والأقرب أنه يُمنع للمرأة أن تقوم بأي منهما لأنها ليست في حاجة إلى هذا النوع من التزيُّن، فضلاً عن أنه قد يكون سبباً في تعرضها للتعذيب والألم.
كذلك ذكر “موقع الإسلام سؤال وجواب” أن عمل برسينج السرة يتطلب انكشاف العورة المغلظة وهو إثم أعظم من غرض القيام به وهو التزيُّن، وعليه فإنه مُحرم على المرأة القيام به إن كانت ستستعين بطبيبة أو طبيب وتنكشف عورتها على من هو أجنبي عنها، ولكن يصبح بيرسينج السرة جائزاً إن كانت ستقوم به بنفسها أو زوجها على ألا يكون فيه تشبه بالكافرات أو سبباً في حدوث أضرار صحية.