ما هو حكم التاتو المؤقت والدائم للرجال والنساء

انتشر التاتو مؤخراً بين الكثير من الأشخاص، خاصة النساء، سواء بغرض الرسم على مكان بالجسم أو لتزيين ملامح الوجه بدلاً من المكياج، فإليكم حكم التاتو.

حكم التاتو المؤقت

إن كان عمل التاتو المؤقت يتطلب استخدام إبرة وحقن الجلد بصبغة، فإنه مُحرّم، استناداً إلى قول الشيخ عبد الله بن جبرين (الفقيه والمحدث) عندما سُئل عن التاتو المؤقت:

“لا يجوز ذلك؛ لدخوله في مسمى الوشم، فقد لَعَنَ النبي صلى الله عليه وسلم الوَاشِمَة والمُسْتَوْشِمَة، فإن هذا التحديد للشفاه والعينين يبقى سنة أو نصف سنة، ثم يجدَّد إذا اندرس، ويبقى كذلك، فيكون شبيهاً بالوشم المحرَّم”.

أما إن كان التاتو المؤقت عبارة عن رسم باستخدام الحناء فإنه جائز لأنه يزول بعد عدة أيام، ويُباح أيضاً استخدام مُلصق التاتو مع الحرص على ألا يكون الرسم عبارة عن ذوات أرواح كالفراشات أو شعارات تُشير إلى عقيدة فاسدة، وألا يكون فيه ضرر على البشرة، أو تشبُّه بالفاسقات، ويجب عليها ألا تظهر به سوى أمام الزوج والمحارم.

حكم التاتو الدائم

بحسب ما جاء في موقع “الإمام ابن باز” فإن التاتو الدائم حرام، إذ أنه عبارة عن وشم وهو ما نهى عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشكل واضح، حيث روى عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) في صحيح ابن ماجه: “لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ الواشِماتِ، والمستَوشِماتِ، والمتنمِّصاتِ، والمتفلِّجاتِ للحُسنِ، المغيِّراتِ لخلقِ اللَّهِ”.

والوشم هو غرز إبرة أو ما شابه بالجلد، ثم ملء الثقوب بالأصباغ التي تترك الأثر الدائم، فهذا الفعل مُحرّم وغير جائز، ويُعد تغييراً في خلق الله وهو من فعل الشياطين، لقول الله تعالى:

“إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَّرِيداً * لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً” وعليه فإن على المرأة التي قامت بعمل تاتو دائم أن تتخلص منه بإزالته، وإن كان في ذلك ضرر أو مشقة فعليها الاستغفار فقط والتوبة إلى الله تعالى، مع العلم أن صلاتها بالتاتو الدائم صحيحة.

حكم التاتو للحواجب

أشار موقع “الإسلام سؤال وجواب” (المتخصص في الأحكام الدينية) إلى أن تاتو الحواجب الذي يدوم حوالي سنتين مُحرّم بالإجماع لأنه من أنواع الوشم، ويُستخدم في تنفيذه إبرة لغرس الصبغة، ولا يتم التخلص منه سوى من خلال جلسات الليزر، وإن تطلب عمله إزالة بعض شعيرات الحاجب، تكون فاعلته قد أتت بأمرين مُحرّمين، وهما النمص والوشم.

أما إن كان تاتو الحواجب لإخفاء أثر حرق أو إصابة بمرض كان سبب في فقدان شعر الحاجب وظهور المرأة بشكل مُشوّه، فيُباح لها أن تقوم بعمل التاتو، على أن يكون شكلها في النهاية طبيعياً ليس فيه زينة، وذلك استناداً لسماح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لصحابيّ باتخاذ أنف من ذهب لإخفاء إصابته، روى عجرفة بن أسعد (رضي الله عنه) في صحيح الترمذي:

“أُصيبَ أنفي يومَ الكِلابِ في الجاهليَّةِ فاتَّخَذتُ أنفاً من ورِقٍ فأنتنَ عليَّ، فأمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن أتَّخِذَ أنفاً من ذَهَبٍ”.

ويجوز للمرأة المسلمة عمل تاتو الحواجب المؤقت باستخدام مواد الصبغ المخصصة لذلك على الجلد من الخارج والتي لا تمنع وصول ماء الوضوء كالحناء، كذلك يجوز لها رسم الحواجب بمستحضرات التجميل مع الحرص على إزالتها قبل الوضوء لأنها تُشكّل طبقة تمنع وصول الماء إلى أصل الحاجب، على ألا تظهر بهذا الرسم سوى أمام الزوج والمحارم لأنه يُعد من الزينة، وقد قال الله تعالى:

“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” الآية رقم 31 من سورة النور.

ويماثل حكم تاتو الحواجب حكم تاتو الشفاه، إذ أن حقن الشفاه بأي من الأصباغ تحت الجلد من أجل تلوينها لفترة زمنية طويلة مُحرّم، سواء إن صاحب هذا الحقن خروج دم أم لا، ولكن لا حرج في تغيير لون الشفاه باستخدام مستحضرات التجميل أو غيرها من المواد، مع الحرص على إزالتها قبل الوضوء إن كانت تمنع وصول الماء، وعدم الظهور بهذه الزينة أمام الأجانب.

حكم التاتو للرجال

يحرُم على الرجل أن يقوم بعمل التاتو الدائم كما يحرُم على المرأة، لأنه يعد تغييراً لخلق الله، أما إن كان مؤقتاً يسهل إزالته فإنه جائز على أن يكون مُقيّداً بعدة شروط وهي: ألا يكون فيه ضرر على الصحة، ألا يكون في رسم التاتو تشبُّه بالكفار والفاسقين أو النساء، ألا يكون الرسم لحيوانات أو ذوات أرواح، وألا يتطلب عمل التاتو نظر أو مس ما حرم الله.

وقد أشار موقع “إسلام ويب” إلى أنه حري بالرجال الابتعاد عن التاتو ومثل هذه الأمور، مشيراً إلى أن زينة الرجل في نظافته، ثقافته وخُلقه القويم وليست في المظاهر التي يُزينها له الشياطين وأعوانهم.

مروة جمال أحمد

بالرغم من أنني خريجة قسم الترجمة الإنجليزية إلا أن ذلك لم يحُل بيني وبين عشق اللغة العربية بكافة معانيها، ولذلك فأنا مروة جمال كاتبة المحتوى بمنصة برو عرب.
زر الذهاب إلى الأعلى