خاطرة وطن على المِحَك

بزغ فجر الحرية بصوته المرتفع يُنادي….. إلى أن أخرسته أيادي السلطويين وكل مَن لا يسمح بتهديد وجوده من قِبل كل من يفكر أن يُعادي.

حرية……. ثورة…… نظام…… عصابات مسلحة!!

جميعها من كل صوبٍ كانت تنادي، وتأخذ بحيلة اغتصاب العقل لجمع الأصوات إلى صفوف كلٍّ منها لمصلحةٍ ذاتية أو أن القصة أكبر من أن تَضيق ضمن حد الشعب والسلطة والجهادِ.

أخذ كلّ الأطراف زاويةً لنفسه وعلى منبرها بقي ينادي، ليشد عضده أكثر بالخارج ويستعين بيدٍ أجنبية بغية تحقيق المرادِ!!!.

أتعلم أنهم جميعاً ساخطون؟ فقط أصحاب القضية هم الشرفاء والذين خسروا المباراة والمعركة على التوالي……… هل تدرك حجم المأساة يا صديقي؟

إنها سياسة الخارج تتكالب لتشعل قلبك بأفكارٍ تدفعك حتى للتخلي عن وطنيتك، ومصافحة الخارج بغية مؤازرتك على إسقاط النظام وتحقيق الحرية، حتى وإن كلفك هذا أن تُقلب الطاولة عليك وتُصبح بلا قضية…..

إنك حملت قضية وطن داخل قلبك وكنت صادقاً، وعندما استعنت بالخارج رأيت أنهم أذناب تحاول تشتيت الهدف وتحقيق غاياتها بـ اسم المؤازرة والوقوف بجانبك إلا أن لكلِّ شيءٍ ثمن ف عليك أن تدفع الدية!!.

وبدلاً من أن تكون المؤسس والحاكم والمنادي والقائد، تصبح الوسيلة التي يستبيح الغرب دماءها بـ اسم أهدافك وما حملته من شعارات حرية.

هناك طرف واحد يحق لنا أن نحزن عليه أكثر…….. الشعب!!!.

لقد ترامى بين الملاعب كالكرة يشوطها كل حاضٍ وماضي.

هذه حقيقة فلا تحزن، لأن الجميع أصبح عُرضة لسخرية الغرب وقهقهة مخططاتهم التي تسير على أتم ما يرام بأفكارٍ بثثتها أنت وآزرتك عليها تلك الأيادي الغربية……

أنا أُدرك تماماً أن الإجرام إدانةٌ حكمها الإعدام وهذا حقٌ لا يختلف عليه اثنين، لكن لك أن تتخيل ما يحدث الآن في بلادي؟.

سأخبرك بالترتيب وأرجو أن أكون مخطئة ويخالف توقعاتي حقيقةً أخرى تلغي جميع تلك الأفكار والذاكرة المظلمة التي حملناها من وقع أقدام الماضي.

بدأت الهتافات تعلو، فكان لها أبطال سيحمل التاريخ اسمهم: الساروت، أحمد الخلف ورائد الفارس و و و…….

لقد حملوا على أكتافهم قضية وطن، ومطلب حرية وديمقراطية، يُلغي نظام الاستعباد الذي كان يتقاوى على الأفراد بـ اسم السلطة!!.

ويستغل السلطة لمصالحه الشخصية بدلاً من تحقيق العدالة الوطنية!!.

قوبلت تلك الثورة بالرفض القمعي من قبل النظام، الذي رأى فيها تعدٍ واضح، وعمد على تغليف مطالب الثورة بـ اسم المؤامرة والإرهاب والتعدي الطائفي البحت.

لذا تلك حجة كافية للنظام ليستعين بالخارج حتى يجد من يضرب معه بيدٍ من حديد……. الإرهابيين كما يقول!!.

واحد صفر للغرب، أليس كذلك؟.……………

ارتفعت الهتافات فتمّ إخراسها باللثام الأحمر المدمى من قبل النظام السيادي، وبدأت صفوف الطرف الثاني تضعف وتعاني من قلة العتادِ، فكان الهدف كل يومٍ يزداد، وبدلاً من فكرة الحرية، وصلت لغاية أسمى وهي إسقاط هذا النظام ولو كلفهم الأمر أرواحهم للتخلص من العبودية.

فأُعيد انتهاك تلك الأصوات الحرة بوضع الرصاص داخل صدورهم، ووضع عوائلهم داخل الزنازين، وتهجير ما تبقى منهم ووصمهم بأنهم دُعاة الكفر والقتل باسم الطائفية…….

فـ استعان أصحاب القضية بالخارج ليشدوا على عضدهم ويضربوا النظام بيدٍ من حديد!!.

اثنان صفر للخارج، أليس كذلك؟.

لكن تمهل لحظة، جميعنا أدوات ألا تشعر بهذا؟

جيوشٌ كادحة من كلا الطرفين، عانت جميعها الأمرين، من جميع الأطراف كان هناك حفنة منهم مغلوبٌ على أمرها، تُطيع الأوامر وهي مرغمة، أو تطيعها إيماناً بتلك الأفكار الوطنية.

تلك التي بُثت لهم وعمد الجميع على اغتصاب عقولهم وتشكيكهم بالخيانة ما إن رفضوا فأين أنت من أهداف القضية!.

فإنك إما معنا أو علينا، كان هذا هو الصوت الذي يُرفع كتكبير المآذن من الطرفين، أنت إما مع الوطن أو ضده!!.

حسناً دعني ازمجر هنا قليلاً وأقول بفغر فاهي، أين الشعب من كل هذا؟

الشعب إن تكلم هنا أو هناك، كان مصيره مُدرك، الشعب عبارة عن كرة، يتقاذفها الجميع، والجميع ليسوا أصحاب القضية…….. انتبه!!.

إنما من استخدموا أصحاب القضية لتحقيق مصالحهم الخارجية…… بمعنى أصح…. أصحاب أنظمة الـ (وول ستريت) ومخططاتهم الاستعمارية.

في الحقيقة سأتوقف عن الارتجال قليلاً وأقول بضعة أمور من شأنها أن تجعلك تدرك الحقيقة التي يستعصي على عينيك وعقلك استيعابها!.

في السابق، كان هناك انتهاك طائفي بـ اسم السلطة، أو باسم المعتقد الديني أو غيره، وتُغلف بغطاءٍ وطني شعاره قمع الإرهاب والمؤامرة الكونية، وصيدنايا يَشهد على ماضي سوريا الـ “ديمقراطية”…. إلى أن انقلب الحال اليوم، فرأيت أن أصحاب النصر غاب عنهم أصحاب القضية، وعلى الهامش بقوا فكانت تلك هي الدية؟!.

وعلى الكراسي تهافتت الأيادي التي تدخلت لتشوّه فكر وهدف القضية الأولية، فبدأ السيناريو يُعاد…… قتل طائفي…. مجازر…… انتهاكات…. وحالات فردية.

هدفها إما ثأر انتقامي حقيقي، أو طائفي أو تطهير عرقي، أو على الأغلب، لدفع الشعب للمناداة بالتقسيم بغية العلمانية!!.

أو التقسيم حفظاً وحماية من الحقد والكراهية؟

أي تلك الأقاويل يمكن له أن يقنعك يا صاحب الهوية؟.

أمام الجميع سأطرح سؤالي واعتبروه مونولجاً تافهاً على عتبة المسرح لفتاةٍ سورية!.

ألا ترون أن ما تفعلوه سواء كان بدافع نَقم أو قضية أو خوف، فإنه يدفع ببلادكم نحو الهشاشة باسم الأقلية؟.

بالله عليكم لِمَ تُساعدون الغرب على تحقيق غاياتهم دون حتى أن يرفعوا أيديهم ليعلنوا حرباً عالمية؟.

لِمَ تجعلوننا لقمةً سائغة بمنطق الطائفية؟.

سوريا مستقبلها بعد هذا الكَم من الخوف والتعديات، وغياب أصحاب الحق والقضية، هو مستقبل سايكس بيكو بنظام ليبرالية وحفظ للأقلية، فـ هنيئاً لكم ما ستصل إليه بلادنا و سوريا الأبية، لقد حققتم دوافع الحلم الصهيوني بأن يكون التقسيم يأتي كمطلب شعبي وجماهيري من نص التوراة المكتوب لأهداف صهيونية قومية…….

فمبارك عليكم قهقهات الغرب ودفعهم لكم لأن تقتلوا بعضكم على “الهوية”، وبهذا يسهّل عليهم أن يستولوا على أراضيكم برضاكم يا شعوب الوطنية.

سأُنهي حروفي تلك عن الاسترسال وأقول لكم، تصبحون على وطن……..

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى