خط التابلاين أهم ناقل للنفط وأكبر نجاح هندسي

أكبر نجاح هندسي وأهم عامل في التجارة العالمية للبترول والعلاقات الأميركية العربية السعودية، إليك كامل المعلومات حول خط التابلاين، أكبر خط للنفط الخام.

ما هو خط التابلاين؟

هو أكبر ناقل للنفط وأطول خط على الإطلاق عند تشغيله، إذ يمتد لمسافة 1,069 ميلاً، ويبدأ من الدمّام في المملكة العربية السعودية حتى جنوب صيدا في لبنان، على البحر المتوسط، وتم بناؤه من قبل شركة تتبع لشركة (الزيت العربية الأميركية) (أرامكو).

كما أن الجزء البالغ طوله حوالي (507كم)، الذي يمتد في الدمام حتى القيصوصة داخل المملكة العربية السعودية، يتميز بكونه يجمع إنتاج حقول النفط السعودية.

ويتم ضخ النفط عبر الخط المتبقي الواصل من صحاري شمال المملكة العربية السعودية، حتى الأردن ثم شمال غرب عبر جنوب سوريا ولبنان.

وكان ينقل بسعة أولية بلغت نحو 3 ملايين برميل يومياً، ولكنه فيما بعد تعرض للتخريب ولم يتم تشغيله فيما بعد إلا بشكل متقطع فقط.

وبدأ يقع في منافسة مع النقل البحري من خلال ناقلات النفط العملاقة.

حظر النفط أدى إلى أزمة نفطية عالمية!

تم حظر النفط سنة 1973 عن الولايات المتحدة والبرتغال وهولندا وجنوب أفريقيا وروديسيا، وذلك بعد حرب (6 أكتوبر) أو ما تُعرف بـ اسم حرب تشرين التحريرية في سوريا، أو حرب يوم الغفران.

وسبب الحظر كان رداً على دعم العدوان الإسرائيلي في هذه الحرب، ولكن هذا الأمر أدى إلى حدوث أزمة نفطية عالمية نتج عنها ارتفاع كبير في أسعار النفط.

لكن تم رفع الحظر فيما بعد عن الولايات المتحدة مع الإبقاء عليه لبعض الدول آنذاك، مما جعل الولايات المتحدة تُعيد التفكير في سياسة الطاقة المحلية وتقييم اعتمادها على نفط الشرق الأوسط.

نتائج حظر النفط على الولايات المتحدة الأميركية

أدى حظر النفط عن الولايات المتحدة إلى تضاعف سعر البرميل أربع مرات عما سبق مما أدى إلى نقص في الوقود في الولايات المتحدة وزيادة كبيرة في أسعار البنزين، في حادثة لم يسبق لها أن حدثت منذ الحرب العالمية الثانية!.

مما دفع بالولايات المتحدة الأميركية إلى فرض تقنين للوقود ووضع قيود على السرعة للحد من الاستهلاك، وقد فكر آنذاك الرئيس (ريتشارد نيكسون) بشكل جدي لأن يستولي عسكرياً على حقول نفط المملكة العربية السعودية ولكن المفاوضات مع الشرق عادت إليه بنتائج ايجابية جعلت الحظر يُرفع عن الولايات المتحدة الأميركية سنة 1974.

تاريخ وسبب تمرير خط النفط (التابلاين)

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وخروج أوروبا مدمرة، وجدت الولايات المتحدة أنها بحاجة إلى إعادة إحياء المشاريع، لذا عَمد الرئيس الأميركي (جورج مارشال) عام 1947م، إلى اعداد مشروع حمل اسمه مشروع “مارشال”.

وكانت فكرة المشروع هو إعادة إعمار وتشغيل الاقتصاد والمصانع الأوروبية ورغم أن الولايات المتحدة لم يتضرر اقتصادها كثيراً جراء الحرب إلا أنها كرست جميع جهودها لتنشيط اقتصادها أكثر.

وكان لهذا العمل أيضاً هدف آخر وهو منع انتشار الشيوعية التي كانت واضحة ضمن خطط الاتحاد السوفيتي وأيضاً لمواجهة النفوذ السوفيتي، لذا فكرت أن تستعين بنفط السعودية الخام وتمرير خط أنابيب يصل من مدينة (بقيق) في السعودية حتى (حيفا) في فلسطين، إلا أن قيام الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1948 عطّل هذا المشروع.

لذا أمر حينها الملك عبد العزيز آل سعود أن يتم إلغاء تمديد الخط أو تغيير مساره مما غيّر مساره حتى الأردن وسوريا إلى لبنان.

لكن المشروع وصل إلى حالة من الجدل من طرف سوريا التي كانت آنذاك تحت حكم (شكري القوتلي) الذي رفض طلب شركة (آرامكو) على تمديد الخط في سوريا من أجل مصالح الدول الأوربية.

مما جعله يقدم رفضاً صريحاً حول تمرير خط الأنابيب وهذا الأمر رسم نهاية رئاسته بعد تحريض الجيش السوري من قبل المفوضية الأميركية للقيام بانقلاب عسكري على القوتلي والحفاظ على سوريا من الاختراق السوفيتي وجلبها إلى طاولة السلام مع إسرائيل.

وفي وثائق سرية تبين أن (حسني الزعيم) التقى كثيراً بمسؤول من السفارة الأميركية وطلب المساعدة من أميركا لعمل انقلابه على شكري القوتلي.

وكان ثمن تلك المساعدة هو توقيع الهدنة بين سوريا وإسرائيل والموافقة على اتفاقية خط التابلاين، ولكن هذا الثمن باهظ جداً لدول أوروبية تسعى لإقامة نفوذ ومصالح لها في سورية.

لكن بريطانيا لم تكن سعيدة بهذا الأمر لما سيحمله النفط السعودي من عائد إلى المتوسط يُنافس به شركات البترول الخاصة بها في العراق وهذا الأمر دفعها لعمل انقلاب آخر هدفه توقيف تنفيذ التابلاين لكن الولايات المتحدة قدمت لها اتفاقاً يرضح مصالحهما معاً بحيث يتم تقاسم البترول من عائدات الدول العربية.

تفجير خط التابلاين

نهاية سنة 1965م، قامت حركة بقيادة (ياسر عرفات) وهو رئيس المنظمة الفلسطينية، بتفجير ونسف خط التابلاين في الجولان السوري، مما أودى به للمكوث في سجن المزة العسكري لمدة 51 يوم.

وسنة 1967 وتحديداً في حرب الستة أيام، قامت اسرائيل باحتلال الجولان ولكنها أعلنت أنها ستسمح للأنبوب لأن يستمر بالعمل.

وسنة 1969 أيضاً اصطدم مركبة (تراكتور) اسرائيلي بخط الأنابيب أيضاً وعرّضه للتخريب.

وفي عام 1976 تم توقيف استخدام الأنبوب بعد الأردن نتيجة بعض الخلافات حول رسوم المرور بين السعودية من جهة ولبنان وسوريا من جهة أخرى.

وانتقلت ملكية الأجزاء المارة بكل دولة إلى الحكومة ذاتها، أي الجزء المار بالأراضي الأردنية تصبح ملكيته خاصة بالحكومة الأردنية وهكذا، ولبنان كذلك الامر، وبعد دعم الأردن للعراق في حرب الخليج، أوقفت السعودية ضخ النفط في الأنبوب حتى عام 2015.

تم تفكيك خط أنابيب التابلاين سنة 2023 وأصبح من الماضي بعد إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إتمام تفكيك الخط وحلول خط أنابيب الزيت الخام شرق غرب خطوط الأنابيب.

المصدر: EuroNews + NBC News + الجزيرة + ويكيبيديا + Britannica.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى