من هو النبي ذو الكفل عليه السلام
شخصية دينية ذُكرت في القرآن الكريم وتسببت في خلاف بين المفسرين وأهل الدين عن هويته و نبوته، فمن هو ذو الكفل وما هي قصته؟
من هو ذو الكفل؟
هو شخصية دينية ذكرها الله في مواضع كثيرة في القرآن دون وجود قصة كاملة وصحيحة عنه، وهناك العديد من الأقاويل بخصوص هويته ونبوته فهناك من قال أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً، وسُمي بذي الكفل لإنه تكفل بقومه وقضى بينهم بالعدل وهناك من قال أنه نبي بدليل ذكره بين الأنبياء.
ما نسب ذو الكفل عليه السلام؟
قال بعض المفسرين أنه ابن (أيوب) عليه السلام والسبب في ذلك هو قول الله تعالى في سورة الأنبياء بعد قصة أيوب عليه السلام (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين، وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين)، وفي سورة (ص) قال تعالى بعد قصة أيوب أيضاً: (واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار)، وعن (ابن عمر رضي الله عنه) قال: سمعت من رسول الله حديثاً عن ذا الكفل أكثر من مرة فقال: كان ذو الكفل نبي من بني إسرائيل، كما قيل أنه من أستخلف قوم اليسع في حياته ولم يحدد نسبة إلى الآن.
هل ذو الكفل نبي من أنبياء الله أم رجلًا صالحاً؟
يوجد خلاف بين فقهاء الدين عن نبوة ذو الكفل عليه السلام والقول الذي يؤيده أكثر المفسرين أن ذا الكفل نبي من الأنبياء عليهم السلام فقال (ابن كثير): (وأما ذو الكفل فالظاهر من السياق أنه ما قُرن مع الأنبياء إلا وهو نبي) وقال (ابن عاشور): وأما ذو الكفل فهو نبي اُختلف في تعيينه، وقيل هو إلياس المسمى في كتب اليهود (إيليا)، كما قيل أيضاً أنه خليفة اليسع في نبوة بني إسرائيل والظاهر أنه (عُوبديا) الذي له كتاب من كُتب أنبياء اليهود، إلا أن هناك أقاويل أخرى بأنه لم يكن نبي وإنما كان رجلاً صالحاً وحاكماً مقسطاً عادلاً، وروى ابن جرير وأبو نجيح عن مجاهد: أنه لم يكن نبيا من عند الله وإنما كان قد تكفل لبنى قومه أن يكفيهم أمرهم، ويقضى بينهم بالعدل فسُمى بذي الكفل.
ما هي قصة ذو الكفل؟
روي عن (بن جرير) أنه عندما كبر اليسع عليه السلام أراد أن يستخلف رجلاً صالحاً من بعده في حياته ليرى شئون قومه فجمع الناس وقال لهم: من يتقبل منى بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب، فقام رجلاً دون مهابة بين الناس، وقال أنا فقال له اليسع عليه السلام: أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب؟ قال الرجل عليه السلام نعم فرده نبي الله اليسع ذلك اليوم وفى اليوم الثاني قام بين قومه وقال مثلها فسكت الناس، وقام الرجل مرة أخرى فقال أنا، فاستحلفه نبي الله عليهم.
ما الحكمة من شرط نبي الله اليسع الصوم وقيام الليل وعدم الغضب في من يستخلفه؟
كانت غاية نبي الله في اختيار خليفة له هي أن يرى شئون قومه من بعده وكان يجب عن من يخلف النبي اليسع عليه السلام أن يكون رجلاً صالحاً وحكيم، ولإن دائماً ما يأتي الصلاح من التقرب إلي الله كانت الشروط الثلاثة هما موازين الحكم الثابت، فمن يصوم النهار ويمتنع عن ما أحل الله له لم يفعل ما حرمه الله عليه، ومن يقوم في الليل من راحته كي يعبد الله لم يقدر على أن يغضبه، أما عدم الغضب فمعناه أن موازين حُكمة بالعقل لا تتأثر بالغضب.
ما هي قصة ذو الكفل مع إبليس؟
لم يكن إبليس يستطيع الدخول إلى ذو الكفل والوسوسة له خلال صلاته أو قيام الليل وكان شديد الحرص على ألا يغضب ابداً، فقرر أن يبعث له ذريته لكى يغضبوه وظل يقول لهم: عليكم ذو الكفل، لكنهم لم يقدروا على إغضابه فقال لهم دعوه لي، وكان ذو الكفل لا ينام إلا في ساعات محددة خلال النهار، فذهب إليه إبليس في ذلك الوقت على هيئه شيخ كبير فقير ودق الباب فقال ذو الكفل من هذا؟ قال إبليس: شيخ كبير مظلوم، فقام يفتح الباب له وحكى له الشيخ أن بينه وبين قومه خصومة وإنهم ظلموه، وظل يطول عليه بالحديث فطلب منه ذو الكفل أن يأتيه مجلسه في الغد وسوف يرى مشكلته، وعندما رجع في اليوم التالي إلى مجلسه ظل ينظر ليرى الشيخ هناك لكنه لم يكن بين الناس ولما رجع إلى بيته لينام وأخذ مضجعه أتاه مرة أخرى ودق الباب، فقال له ذو الكفل ألم أقل لك أن تقعد في المجلس، فظل إبليس يطول عليه بالحديث مرة أخرى حتى طلب منه أن يأتي له غداً لكنه لم يذهب.
ماذا فعل ذو الكفل لتجنب الغضب؟
عندما عاد ذو الكفل إلي بيته طلب من خادمه أن يغلق الباب حتى لا يدخل أحداً إلا أن إبليس دخل إلى بيته ودق عليه بابه من الداخل فستيقظ وأستعجب من وجوده فنادي على خادمه وقال له ألم آمرك ألا تدخل عليَّ أحدا؟ قال له خادمه ما فتحت الباب فانظر من أين أتى وكان الباب مغلقاً كما هو، فعرف ذو الكفل أنه الشيطان فقال له أعدو الله؟ قال إبليس نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك.