قصة النبي ذو النون وسبب تسميته بهذا الاسم
نبي من أنبياء الله لقب بذي النون وذكره الله عز وجل في القرآن الكريم بصاحب الحوت فما قصة هذا النبي، وما سبب تسميته بهذا الأسم؟
من هو النبي ذو النون؟
هو نبي الله (يونس بن متي بن إيحان بن بانومر) ويرجع نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، جاء ذكره في القرآن الكريم وكذلك في الأحاديث النبوية من سيرة النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام، وذكر ابن الأثير أن (متي) هو اسم والدته وأن الأنبياء لم ينسب أحد منهم لأمه إلا يونس وعيسى ابن مريم عليهم السلام، وقد جاء ذكر يونس عليه السلام في مواضع متعددة من القرآن منها سورة مذكورة باسمه وهي (سورة يونس).
سبب تسمية يونس عليه السلام بذي النوم
لقب نبي الله يونس بـ (ذي النون) وذلك لمكوثه في بطن الحوت لمدة ثلاثة أيام، كما لقب أيضاً في القرآن الكريم والأحاديث النبوية باسم (صاحب الحوت)، وتعد قصة نبي الله يونس درس وموعظة للمسلمين ودلالة على رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين.
ما هي قصة نبي الله ذو النون؟
في مدينة تدعي (نينوى) كان هناك قوماً لم يؤمنوا بالله بعد، فأنزل الله فيهم نبي الله يونس ليدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد وترك المعاصي، إلا إن قومه لم يستمعوا له، وظل نبي الله ذو النون يدعوهم لسنوات عدة لكنه لم يجد منهم سوى السخرية والكفر ثم بدئوا في إيذائه ولم يُسلم منهم أحداً، فأوحى الله عز وجل لنبي الله يونس أن يُنذر قومه بعذاب أليم إن لم يؤمنوا في ثلاثة أيام، وبعدما أنزل الله وحيه على يونس ذهب لكي يحذر قومه ويدعوهم للإيمان بالله لكن قومه أبوا أن يؤمنوا وظلوا طاغين مستمرين بكفرهم فغضب نبي الله ذو النون من قومه غضباً شديداً وخرج من المدينة وهو يأس من هدايتهم خائفاً عليهم من عذاب الله، وأتجه إلى شاطئ البحر وركِب أول سفينة تصل إليه، وأبحرت السفينة في البحر وهي ممتلئة بالبضائع والركاب، وخلال رحلتهم وإذ فجأة تهب الرياح القوية ويثور البحر وتعلوا الأمواج التي من شدتها كادت أن تقلِبَ السفينة كاملة.
وبدأ الركاب يلقون بأمتعتهم وبضائعهم لكي ينجوا من الهلاك إلا أن الأمواج كانت مرتفعة والرياح شديده إلى أقصى درجة فقرروا أن يضحوا ببعض الركاب حتى ينجى الباقين، وبالفعل بدئوا بعمل قرعة لكي يختاروا الشخص الذي سيلقونه في البحر، حتى أتت القرعة على سيدنا يونس عليه السلام.
ماذا حدث عندما تم اختيار ذو النون عليه السلام ليُلقى في البحر؟
لم يكن أهل السفينة يُريدون أن يُلقوا نبي الله يونس في البحر لأنه ذو خلق حسن ومحبوب بينهم فأعادوا الكرة مرة أخرى ووجدوا أنه هو المُختار وكان ذلك في الغالب مستحيل، لكنه وعد الله ولم يكن أهل السفينة، ثم أعاد الركاب القرعة مرة ثالثة فإذا بهم يجدون أن نبي الله يونس هو المُختار أيضاً، في ذلك الوقت علم نبي الله أنه المقصود وألقى بنفسه في البحر، ثم أتى حوت وأبتلعه بأمر من الله سبحانه وتعالى دون أن يأكله أو يؤذيه، ولبث يونس عليه السلام في بطن الحوت ثلاثة أيام، قال تعالى: (فنادى في الظلمات) أي ظل يسبح لله عز وجل ويدعوه لكى يغفر الله له بعدما أدرك بأنه أخطأ عندما يأس من قومه ولم يصبر عليهم، وظل يردد (ألّا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فستجاب الله لدعائه ونجاه من ظلمات ثلاثة: (ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت).
وأمر الله عز وجل الحوت أن يلقي نبي الله ذو النون على شاطئ البحر، وأنبت الله له شجرة اليقطين كما جاء في قوله تعالي (فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنًا عليه شجرة من يقطين) وكانت حكمة الله سبحانه وتعالى في إنبات شجرة اليقطين تحديداً هو أنها من الأشجار التي تنموا سريعاً وأوراقها كبيرة يستطيع نبي الله أن يستظل بها ويأكل من ثمارها، ويقال أن هناك غزالة كانت تأتي إليه كل يوم ليشرب من لبنها حتى يقوى مرة أخرى، ويعد هذا القول من الإسرائيليات لا يمكن تكذيبه أو تصديقه بشكل كامل والله أعلى واعلم.
توبة قوم ذو النون
بعد خروج النبي يونس من مدينة نينوى ومرور الأيام الثلاثة التي وعد بها الله قومه، وقع عليهم العذاب وأصبحوا خائفين من مصيرهم بعدما أدركوا صدق نبيهم فذهبوا ليبحثوا عنه كي يؤمنوا بدعوته لكنه لم يكن في المدينة، فقرروا الخروج جميعاً بأبنائهم ونسائهم وشيوخهم لكي يعلنوا توبتهم إلى الله ويدعون له ليُنجيهم، وخرجوا إلى تل من التلال فظلوا يدعون وهم صادقين في إيمانهم ونادمين عما فعلوه مع نبي الله، فتقبل الله منهم توبتهم، وعاد إليهم نبي الله ذو النون بعد أن تعافى ثم أنزل الله في قومه آية فقال تعالى: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إِيمانُها إِلا قَوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخِزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إِلى حِين).
الدروس المستفادة من قصة ذو النون
دائماً ما يُعلمنا الله أساس العبادة الصحيحة من قصص القرآن الكريم لنتمكن من معرفة الصواب والتعلُم من الأنبياء لكي نستفيد من قصصهم ونأخذ العبرة منها، ومن أهم الدروس المستفادة من قصة نبي الله ذو النون:
- رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده.
- الصبر على الابتلاء والمحن يجعلك أقرب إلى الله ويرزقك الرضا.
- أن وعد الله حق ويجب علينا ألا نُعصيَ أمره.
- دائماً ما يكون قدر الله هو الخير وفيه رزق وثواب كبير.