رحيل العملاق زياد الرحباني، صوت الوطن الثائر

“وديماً بالآخر، في آخر، في وقت فراق!” استيقظنا اليوم على خبرٍ أدمى قلوبنا، وفاة قامة من قامات الفن، رحيل العملاق زياد الرحباني، صوتٌ هزم الصمت!.

رحيل العملاق زياد الرحباني “اسم لن يغيب وإن غاب حامله”

زياد الرحباني (Ziad Alrahhbani) الفنان و المُلحن والموسيقار، والمسرحي والكاتب (من مواليد 1 يناير 1956م) الذي غابت شمسه يوم السبت الموافق 26 يوليو 2025، عملاق الفن وحكاية الوطن الذي لا يغيب، فنان امتطى صهوة الحق وتحدث به دون مساحيق تجميل للكلمات أو تلعثم.

فيروزيات بحروف رحبانية

أستاذ زياد، واعذرني لجرأتي وتمردي بأن أوجّه الحديث لروحك التي تَهيم اليوم بين أطراف الأرض، يبدو أنني لم يَسبق لي أن تجرأت على أن أكتب لك بتلك الصيغة المباشرة، لعلّ الموت الذي خطفك اليوم دفعني لأن أرتجل قولي وأخبرك عما تَبطنه دواخلي، إنه طوفان وعليه أن يخرج مع إعصار البكاء والنحيب على رحيلك.

زياد الرحباني وفيروز
زياد الرحباني وفيروز

أستاذ زياد، “أنا عندي حنين… مابعرف لمين” رغم أنني كاذبة، فأنا أعلم بالتأكيد بأن للحنين صحوة تبقى على روحك التي غابت، فإنني ولله أحن لتلك الذكريات التي رسمها صوتك على مسمعي، كلماتك غير المرتبة تلك عندما كُنت توصل رسائلك الصغيرة المبطنة بها، تلك الصغيرة بضخامة وطن!.

“يمكن بكرا، يمكن بعد بكرا، يمكن بعد عمر طويل… بس أكيد رح يجي نهار وكل شي بيتغير!” ورغم إيماني بكل ما ذكرت، لكن مَن الذي سيَعبث بروح الوطنية داخلنا ليُعيدها لأوج صحوتها وقوتها من بعدك؟!، أَتَذكرَ قولك: “بس إذا الجوع ركعنا…. سامحونا ياخلق الله!”، هناك في غزة…. جوع يقتل المرء ولا يقتل كرامته… جوعٌ يحوّل الجسد القوي إلى هزيلٍ يتهاوى وصوت الكرامة يلوّح غير راضخ للذل.

زياد الرحباني أنت صوت لبنان الثائر…. صوت الحرية والحق… صوت الكوميديا السوداء بنكهة أمل، كُنت مُعطراً برائحة الجرأة التي تَعبق بصوت الحق والحرية وألم المواطن والوطن!
واليوم نحن أضعف من أن نكون كَما كنت، هناك في مكانٍ ما يموت أحدنا دون أن يطرف لنا جفن ونحرك ساكناً.

سنحيا على رسائلك المبطنة من مسرحياتك وأقوالك العظيمة الثائرة، وحروفك التي نسجتها لتدندن بها تلك السنديانة الفيروزية فتخلق لصباحاتنا لذة أخرى تجمع بين حروفك وصوت فيروز البلبلي، رحلت عنا اليوم عن عمر يناهز الـ 69 زرعت فيها بذور الذكرى التي ستثمر من جديد حاملة معها ياسمين الرحباني وكلماته.

وفاة زياد الرحباني نجل الفنانة فيروز وصوت الحرية الثائر

توفي زياد الرحباني عَقب تدهور صحته حيث أشار موقع “لبنان 24” إلى أن سبب وفاة الرحباني يعود إلى تلف في الكبد وأنه بقي يصارع هذا المرض منذ أكثر من سنة.

ورغم التحفّظ عن توضيح حالته الصحية سابقاً، إلا أن زياد عانى في عمر الـ12 عاماً من انحناء في الجسم وذلك نتيجة جلوسه لفترة طويلة وصلت إلى أربعة عشر ساعة على البيانو نظراً لشغفه الموسيقي منذ الطفولة مما أدى لإصابته بانحناء في الجسم.

ولكن مع الوقت لم يكن الانحناء أكبر مشكلات زياد الصحية، بل إنه عانى من مشاكل في البنكرياس تطورت مع الوقت وزادت من أزمته الصحية أكثر.

أهم الأغاني التي كتبها زياد الرحباني لوالدته “فيروز” صوت أغنية الصباح اللبناني

  • أغنية كيفك أنت.
  • أغنية صباح ومسا.
  • أغنية عودك رنان.
  • أغنية البوسطة.
  • أغنية أنا عندي حنين.
  • أغنية عندي ثقة فيك.
  • أغنية حبيتك تنسيت النوم.
  • أغنية ضاق خلقي.
  • أغنية سلملي عليه

أهم كتب ومؤلفات زياد الرحباني

  • كتاب صديقي الله.
  • كتاب بالنسبة لبكرا شو.
  • كتاب نزل السرور.

أبرز وأهم أقوال زياد الرحباني التي سيخلدها التاريخ

  • في ناس بينهم وبين الفهم، سوء فهم.
  • وإنه ليعز علي أننا تظلنا سماء واحدة ولا نلتقي.
  • ليتهما يعرفان أن الفرح أقوى من الحزن.
  • تنزل علينا تأخذنا ونحن نتخاصم ليتني لا أعرف ما أعرف.
  • لا يعود شيءٌ يخيف إن صرناه.
  • البسيط متى عرف أنه بسيط لم يعد بسيطا.

اقتباسات من مؤلفات زياد الرحباني

  • حائرٌ أنا، بين أن يبدأ الفرح، وألاّ يبدأ مخافةَ ينتهي.
  • في دنيانا يا أمي، لا يوجد فستانٌ بشع ما دام لكلّ فستان واحدةٌ تُحب أن ترتديه.
  • عندما أرسلوني يوما إلى المدرسة، وكنت أنتظر ساعة الرجوع، علموني هناك أن أحكي مع االله، صديقي، علموني أن أُصلي، ما كانت تقوله لي أُمي، قبل أن أغفو في السرير، والريح في الخارج تخرب العالم، ما كانت تقوله كان أحلى.
  • أتحدّاك بالخطيئة، تتحدّاني بالحب وأَسكت لأننا أنت الحب وأنا لست الخطيئة.

تم نسخ الرابط

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى