من هو سلطان باشا الاطرش المجاهد الثوري السوري
القائد الوطني والشيخ المجاهد سلطان باشا الاطرش الذي ترك علامة بارزة في تاريخ سورية العريق ويعتبر سلطان باشا هو المحرك الرئيسي وفَتيل شعلة الثورة السورية الكبرى عام 1925.
من هو سلطان باشا الاطرش؟
هو مجاهد ثوري وواحد من الزعماء الأسطوريين الذي ينتمي إلى طائفة الدروز الموحدين و هم طائفة دينية إثنية وجميع تعاليمها باطنية ومبهمة تعود أصول تلك الطائفة إلى الدولة الفاطمية ويعيش معظمهم في جبل الدروز الموجود غرب البلاد السورية وأيضاً يتواجدون بشكل تجمعات درزية في جبل حارم وضاحية جرمانا و المنحدرات الجنوبية لجبل الشيخ ومحافظة السويداء حيث فيها أكبر تجمع درزي في سوريا وتعود أصول سلطان باشا الاطرش إلى قرية (قريا) في محافظة السويداء جنوب البلاد السورية.
بداية الثورة السورية الكبرى 1925
بداية الثورة السورية الكبرى في عام 1921 كان لسلطان باشا الاطرش دور كبير حيث أُبرم اتفاق ومعاهدة مع العشائر الدرزية من قبل الكولونيل (كاترو) الذي عرض عليهم اتفاق ينص على عزل الدروز و أن يؤلف جبلهم وحدة إدارية خاصة ومستقلة عن دولة دمشق وكما هو المعتاد بأن منهجية فرنسا وسياستها في أي احتلال هو مبدأ (فرّق تسد) كانت تتبع تلك السياسة في كل شبر من الأراضي السورية راسمة بذلك أن تقسم البلاد إلى دويلات (حلب ودمشق وجبل الدروز وجبل العلويين) واشترطوا عليهم في المقابل أن يعترفوا بالانتداب الفرنسي ونتيجةً لتلك المعاهدة تم تعيين (سليم الاطرش) كأول حاكم درزي للجبل.
أدهم خنجر وثورة سلطان باشا الأولى
قامت السلطات الفرنسية باعتقال (أدهم خنجر) و هذا الأمر دفع بسكان الجبل إلى النقم على سياسة الفرنسيين وحدث أول صدام معهم عام 1922 وأدهم خنجر الذي كان قادماً إلى منزل سلطان الأطرش لكي يوصل له رسالة وهذا أمرٌ يعتبر مرفوض من قبل العشائر لأنه يخالف العادات والتقاليد تماماً وهنا احتدّ سلطان باشا الاطرش وطالب القائد الفرنسي بأن يسلمه (أدهم خنجر) وإلا سيكون رد الفعل قاسي ولكن الاستعمار الفرنسي لم يستجب ليقرر بذلك سلطان باشا بأن يرسل مجموعة من أنصاره لمهاجمة القافلة المسلحة المرافقة للمعتقل أدهم خنجر ولكن الفرنسيون تمكنوا من نقل أدهم إلى لبنان وهناك قاموا بإعدامه وزادت الأمور حدة عندما قامت القوات الفرنسية بمهاجمة منزل سلطان باشا الأطرش في (قريا) وعملوا على تدميره انتقاماً من هجوم سلطان الاطرش على قواتهم مما دفع بسلطان لأن يشكّل ثورة درزية لمدة عام في حرب عصابات ضد القوات الفرنسية.
خطاب سلطان باشا الاطرش للمناشدة للثورة السورية الكبرى
قدم سلطان بيان يخاطب فيه الشعب السوري مناشداً إياهم لأن يتحدوا لنصرة بلادهم هذا جعله المفجر الأساسي لقيام الثورة السورية الكبرى في عام 1925 لتمتد بالتالي هذه الثورة إلى كافة المحافظات السورية ولبنان رافضين بذلك سياسة اتفاقية سايكس بيكو التي تنازلت بمقتضاها الدولة العثمانية عن الشرق لتخضع سوريا ولبنان للاستعمار الفرنسي وتتابع القوات الفرنسية سياستها في تمزيق وتقسيم أطياف البلاد وإثارة النزعات الطائفية ويعتبر هذا السبب الرئيسي في قيام الثورة السورية والتي استمرت حتى عام 1927.
مطالب الثورة السورية الكبرى 1925
من أبرز مطالب الثورة السورية الكبرى كانت:
- توحيد البلاد ساحلها وداخلها.
- الاعتراف بدولة سورية مستقلة.
- قيام حكومة شعبية تجمع المجلس التأسيسي لوضع قانون أساسي على مبدأ سيادة الأمة المطلقة.
- سحب جميع القوات الفرنسية من الأراضي السورية.
- لكن للأسف لم تنجح تلك الثورة في تحقيق جميع مطالب الشعب السوري حيث أن الاستعمار الفرنسي انتصر على الثورة عسكرياً ولكن الثورة في المقابل زعزعت صفوف الاستعمار الفرنسي واعطتهم دروس في البطولة ورفض الخضوع والخنوع.
نتائج الثورة السورية الكبرى
من نتائج الثورة السورية على الصعيد السياسي نذكر ما يلي:
- أجبرت فرنسا على إعادة توحيد سورية بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات.
- موافقة فرنسا على إجراء انتخابات فازت فيها المعارضة الوطنية بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي.
- عزل المفوضين الساميين والضباط العسكريين.
- قصف دمشق والسويداء بالطيران لمدة 24 ساعة.
من أقوال سلطان باشا الاطرش
إليكم أهم أقوال سلطان باشا:
- إلى السلاح أيها السوريون يا أحفاد العرب الأمجاد هذا يوم ينفع المجاهدين جهادهم والعاملين في سبيل الحرية والاستقلال عملهم هذا يوم انتباه الأمم والشعوب فلننهض من ركامنا ولنبدد ظلام التحكم الأجنبي من سماء بلادنا.
- لقد وصلنا من الظلم إلى أن نهان في عقر دارنا فنطلب استبدال حاكم أجنبي محروم من مزايا إنسانية بآخر.
- الحق يؤخذ ولا يعطى فلنأخذ حقنا بحد السيوف ولنطلب الموت توهب لنا الحياة.
وفاة سلطان باشا الأطرش
بعدما استمر سلطان بثورته وهجومه على القوات الفرنسية بمساعدة أنصاره انتقمت فرنسا لنفسها من انقلاب جبل الدروز عليهم بأن تقصف دمشق والسويداء وأنحاء سوريا ولكن بعد أن تسلم الحكم أديب الشيشكلي تعرض سلطان الاطرش لمضايقات بسبب اعتراضه على حكمه الديكتاتوري مما اضطره لمغادرة الجبل إلى الأردن ولم يعد إلى وطنه إلا بعد توقيع معاهدة سورية فرنسية في عام 1936 ليحظى خلال عودته باستقبال شعبي حاشد وبعد عودته قضى معظم وقته رافضاً أي منصب سياسي وعاد للعمل في حقوله وفي أواخر مارس 1982 قضى ذاك الاسم العريق الذي ترك بصمته في تاريخ النضال السوري ليتوفى بعد مرضه بأشهر قليلة وقد ودعه نحو مليون سورياً تاركاً وراءه أحفاد باقيون على ذكراه وخطاه ليشيد له ضريح كي يبقى أثره بارزاً على مر التاريخ ومن هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال متناولين فيه الحديث عن اسم بارز في تاريخ البطولات والنضال السوري.