قصص الأنبياء

من هو سيدنا داوود عليه السلام وأهم معجزاته

نبي من أنبياء الله، وصاحب الصوت العذب الذي يجذب ويشد المخلوقات من شدة جماله، تعرّف على قصة سيدنا داوود عليه السلام وأهم معجزاته.

من هو سيدنا داوود عليه السلام؟

هو داوود بن ايشا بن عويد بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عمي نادب بن رام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، ولد عام 1042 قبل الميلاد، حيث نشأ، وترعرع في بيت لحم والده من قبيلة يهوذا، ويلقب بـ (ايشا)، وتزوج داوود عليه السلام من تسع زوجات، وأنجب تسعة عشرة ولد بين إناث، وذكور، ولديه سبعة أخوة تم وصف شكله من قبل محمد بن إسحاق، وهو من أهل العلم، والحديث بقوله: كان قصير القامة يمتلك عينان زرقاوان، وشعره خفيف، وقلبه طاهرٌ نقي، وهو من أنبياء الله الذين ميزهن عن سائر خلقه بالمعجزات حيث ذكر في التاريخ الإسلامي العديد من المعجزات التي قام بها

ما هي معجزات سيدنا داوود عليه السلام؟

قام نبي الله داوود عليه السلام بالعديد من المعجزات التي ميّزه الله بها ومن تلك المعجزات نجد:

الزبور

وذلك في قوله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}، وهو عبارة عن كتاب للنبي داوود عليه السلام يثبت نبوته ويحتوي على مائة وخمسين سورة وبه الكثير من المواعظ والحكم ويعد أحد الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه.

الحكمة

أعطاه الله الحكمة أي (النبوة) وقيل أنها (علم السنن) وفصل الخطابة أي فهم القضاء والفهم الكبير لكل شيء، وذلك في قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}.

إلانة الحديد

احترف داوود مهنة الحديد بل وميّزه الله بأن يتمكن من إلانة الحديد بين يديه وقال مخبراً عن تلك المعجزة: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

فكان بتلك المعجزة قادراً على أن يلف الحديد بيديه مثلما يُلف القطن، فكان بهذا يصنع الدروع على شكل رقائق لينة ومموجة.

تسبيح الجبال والطيور معه

كان من أبرز معجزات النبي داوود أيضاً أن الجبال والطيور تُسبّح معه، وكان السبب هو في تسبيح الطيور والجبال معه هو أن الله ميّزه بصوتٍ حسن، فضلاً عن قدرته على فهم لغة الطيور ومحبتهم له، كما أنه من الممكن قول آل داوود فهي كناية عن داود نفسه وذلك بيان معجزة الله في إعلاء مرتبة داوود عليه السلام وقربه منه.

ما هي صفات سيدنا داوود عليه السلام؟

كان يتمتع بالكثير من الأخلاق الحميدة، والصفات النبيلة التي ميزته عن سائر الخلق نذكر لكم أبرزها:

تعبده لله تعالى

فقد أحب سيدنا داوود الصيام إلى الله فكان يصوم يوم ويفطر في اليوم الآخر، وكان يواظب على قيام الليل، وكان هذا ما يفعله رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، حيث قال في تعبد داوود وطريقته:(أَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ عليهِ السلامُ، وأَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، وكان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يوماً).

القوة، والشجاعة

كان يتمتع بقوة بدنية، وشجاعة كبيرة تبرز في حادثة مواجهته لجالوت بمفرده، وتمكنه من هزيمته، وقتله.

الحكم بين الناس

منح الله داوود الحكمة وفصل الخطاب، أي النبوة والقضاء بين الناس والحكم فيما بينهم بالحق وقد ميزه بالقدرة على الحكم الصحيح وبيان الحق.

الذكاء والفطنة

فكان النبي داوود عليه السلام حكيماً في نفسه ويتمتع بالفهم والذكاء والفطنة، والعلم والفقه أيضاً.

ما هي قصة سيدنا داوود عليه السلام؟

كان عليه الصلاة والسلام يمتهن حرفة الحديد حيث كان الحديد يلين بين كفيه فهو يعد أول من صنع درع حديدي، وقد علّمه الله كيفية صنعه، وكان يأكل من عمل يديه وعليه كان يسعى لأن يصنع دروعاً فيبيعها ويأكل من ثمنها أما عن قصة تسلّمه للملك ونبوته فقد أتت بعد المعركة الشرسة التي حدثت بين طالوت وجالوت.

طالوت وجالوت

اختار الله لبني إسرائيل ملكاً، فكان هذا الملك هو طالوت، وحينها كان يقال أن النبوة كانت في سبط لاوي، والمُلك كان في سبط يهوذا، ولكن عندما أتى أمر الله بأن يكون طالوت ملكاً وهو من سبط بنيامين نفروا منه وقاموا بطعن إمارته ورفضها، وذلك في قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}.

وبعد استنكارهم له، جاءهم جواباً من نبيهم، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ}، وعندها طلبوا من نبيهم أن يثبت لهم أنه المختار من الله بأن يكون ملكاً، فسألهم عن الأية التي يريدون بها الإثبات فطلبوا أن يرد عليهم التابوت، {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وهذا التابوت هو عبارة عن صندوق عليه صفائح ذهبية ويقال أن به من بقايا آل موسى وهارون، ليأتي أمر الله بأن يبعث ملائكته حاملين للتابوت بين السماء والأرض وتضعه بين يدي طالوت، وحينها آمنوا بملك طالوت.

ولكن بقي جالوت والذي هو من جيش الكفار مصراً على شن المعركة بينه وبين طالوت وحينها خرج طالوت بجنوده لمواجهة جيش جالوت، فابتلاهم الله بنهرٍ يميز به الكاذب من الصادق بأن من يشرب منه غرفة واحدة فإنه يتمكن من الاستمرار بيد أن من يشرب منه أكثر من غرفة فإنه سيصاب بالتعب والوهن، وعندما مر جيش طالوت من النهر، بعضهم قال أنهم غير قادرين على مواجهة جالوت وجيشه وبقيت فئة قليلة منهم ثابتة مع طالوت فقط.

داوود و جالوت

ممن ثبت على مواجهة جالوت، كان إيشا والد النبي داوود فكان مواظباً على ثباته مع طالوت، كما أن أبنائه جميعاً معه في تلك المعركة، وحينها طلب جالوت من طالوت أن يرسل أحد من جنده لينازله وفي حال تمكن منه فإنه سيؤتيه ملكه، عندها قام طالوت بالمناداة في جيشه أن من يقاتل جالوت وينتصر عليه فإنه سيزوجه ابنته ويعطيه نصف ملكه، فكان داوود هو المتطوع الشجاع الذي برز بالرغم من صغر سنه بإقدامه بكل ضراوة وشجاعة فعمل على مواجهة جالوت وقتله وذلك في قوله تعالى:(فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين)، وحينها جعل الله النبوة والحكمة في النبي داوود عليه السلام.

وفاة نبي الله داوود عليه السلام

بحسب ما أورد علماء السير أن النبي آدم عليه السلام عندما أظهر الله له ذريته، طلب منه أن يزيد في عمر داوود سنيناً إضافيةً من عمره وذلك لكونه علم أنه سيقبض في عمر الستين، حينها أضاف الله له أربعين سنة وأنقصها من عمر سيدنا آدم، مما يعني أنه قُبض في عمر المئة عام، فيما يقول أهل الكتاب أن عمره كان عندما توفي سبع وسبعون والله أعلم، وبالنسبة لوفاته فقد ورد أنه كان شديد الغيرة على أهل منزله فما كان يخرج دون أن يغلق الباب خلفه ولا يُفتح هذا الباب إلا إن كان موجوداً به، وعندما عاد ذات يوم إلى بيته رأى رجلاً به فسأله عن نفسه، ف ردّ عليه بأنه من لا يهاب الملوك ولا يمنعه أي حجاب، حينها علم بأنه ملك الموت، ف رحب به وبأمرٍ من الله عز وجل، قُبضت روح النبي داوود عليه السلام.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى