معلومات إسلامية

ما هي قصة سيدنا يونس عليه السلام كاملة

سيدنا يونس عليه السلام المتفرد بقصته، وقومه الذين عرفوا بطغيانهم وكفرهم وتحديهم للنبي، وصبره على قومه، وقصته ببطن الحوت إلى أن أذن الله له وخرج حيّاً.

قصة سيدنا يونس عليه السلام بالتفصيل

بُعِثَ النبي يونس عليه السلام إلى أهل نينوى الذين كانوا يقطنون أرض الموصل، ودعاهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، فأبوا واستكبروا وكذبوه وتمردوا في كفرهم وطغيانهم، وعندما طال طغيانهم وعدهم الله سبحانه وتعالى بحلول العذاب عليهم جراء ما اقترفته أيديهم بعد ثلاث أيام.

وعندما أنزل الله سبحانه وتعالى العذاب على قوم سيدنا يونس، وتحققوا منه قذف الله التوبة في قلوبهم، وندموا على ما بدر منهم للنبي، فأصبحوا رهباناً ولبسوا المسوح، وفرقوا بينهم وبين أبنائهم وبناتهم في المضاجع، ثم تضرعوا وخشعوا وعجوا إلى الله سبحانه وتعالى، وجأرت المواشي والإبل والأنعام رافعةً صوتها تضرعاً واستغاثة.

وبكى نسائهم ورجالهم وبنوهم، ورغت الإبل وارتفع صوتها وصوت فصلانها، وخارت الأبقار وارتفع صوتها وصوت عجولها، وثغت الأغنام وارتفع صوتها وصوت حملانها، كانت ساعة عظيمة ارتفع فيها الحجاز، وبان قوته جل وعلا ورحمته ورأفته بعباده، وأنجاهم من العذاب، قال تعالى في الآية 98 من سورة يونس: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ}.

قصة سيدنا يونس في بطن الحوت

عندما غضب نبي الله يونس عليه السلام بسبب قومه ركب السفينة، ولجت واضطربت وماجت بهم، إلى أن كادوا يغرقون، فاقترعوا على أن يلقوا بأحد ممن في السفينة ليخففوا من حملها، ووقعت القرعة على سيدنا يونس عليه السلام، ولكنهم لم يقبلوا فأعادوا القرعة مرة ثانية، ووقعت عليه ثانيةً وعندما قرر أن يرمي النبي نفسه أبوا ذلك وأعادوا القرعة للمرة الثالثة، فوقعت عليه أيضاً، فعلم النبي أن في ذلك تدبير إلهي وتكفير لخطيئته، لأنه لم يستخير قبل أن يترك قومه، ولم ينتظر أن يأذن الله سبحانه وتعالى له في ذلك، فألقى نفسه في البحر، وسلم نفسه للأمواج، فإذا بحوت من أعماق البحر بعثه الله ليلتقمه، وأمره أن يطويه، وألا يأكل لحمه ولا يهشم عظامه، ولما استقر في بطن الحوت ظن نفسه ميتاً، وعندما حرك جوارحه تحرّك، وعلم أنه حي، فخر لربه ساجداً، وقال: يا رب، اتخذت لك مسجداً لم يعبدك أحد في مثله، وعندما ضاق صدره التجأ إلى الله سبحانه وتعالى، ودعاه: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين} سورة الأنبياء الآية 87.

كيف خرج يونس من بطن الحوت

بعد أن دعا النبي في بطن الحوت استجاب الله لدعائه، وأوحى للحوت أن يلقيه في العراء على الشاطئ وهو هزيل وضعيف وسقيم، فأنبت الله سبحانه وتعالى له شجرة يقطين يأكل من ثمارها، ويستظل بظلها، إلى أن عادت إليه عافيته، فذكر الله وحمده على رحمته وعنايته به ونعمه الكثيرة، وأوحى إليه أن يعود إلى قومه، وأعلمه أنهم آمنوا بالله وينتظرون أن يعود إليهم ليحيى بينهم ويدعو إلى الله، وقد عاد لهم سيدنا يونس بالفعل، فوجدهم قد نبذوا الأصنام، وكانوا على عبادة الله منيبين، وقد وردت قصة النبي يونس عليه السلام في سورة الصافات في الآيات من 138 إلى 148: {وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين}.

دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت

إن دعاء النبي يونس عليه السلام في بطن الحوت: “لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانَكَ، إنِّي كنتُ مِن الظالمينَ”، وقد ورد ذلك بالحديث الصحيح الذي رواه سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: “دعوةُ ذي النُّونِ؛ إذ دعا بها في بَطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانَكَ، إنِّي كنتُ مِن الظالمينَ، فإنَّه لن يَدعُوَ بها مسلمٌ في شيءٍ إلَّا استجابَ له”، والحري بالذكر أن سيدنا يونس كان يدعو هذا الدعاء عندما يصاب بالكرب، وقد رأى العلماء أن هذا الدعاء أفضل دعاء يدعو به المسلم عندما يصاب بكرب والله تعالى أعلم.

اسم سيدنا يونس كامل

الاسم الكامل للنبي يونس عليه السلام يونس ابن متى، لكن نسبه مختلف فيه، وقد تضاربت الأقوال حول نسبه، وكان مفادها أن:

  • متى هو اسم أم النبي وليس أبيه، والنبيين الذين نسبا إلى اسم أمهم هما: عيسى ابن مريم ويونس بن متى، هذا ما قاله ابن الأثير في الكامل.
  • قيل أن سيدنا يونس هو يونس بن متى، -ومتى- هو والده وجده بنيامين بن يعقوب عليه السلام، وهذا قول أبو الفرج ابن الجوزي في المنتظم.
  • وقيل هو يونس بن متى ذو النون نبي الله ورسوله، وهو سبط (حفيد) لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، هذا ما ورد في مختصر تاريخ دمشق.

ما سبب تسمية سيدنا يونس بذي النون

إن سبب تسمية نبي الله يونس عليه السلام بذي النون لأن النون ابتلعه، والمقصود بالنون الحوت، وقد وردت تسمية نبي الله يونس بذي النون في الآيات 87 – 88 من سورة الأنبياء، قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}، حيث استجاب الله سبحانه وتعالى لسيدنا يونس عليه السلام، ونجاه من ثلاث، وهي: ظلمات الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، وبات على قومه وبعثه لأكثر من مائة ألف من القوم آمنوا على يده، فتمتعوا إلى أن جاء أجلهم وأقدارهم التي كتبها الله لهم، ولم يهلكهم بالعذاب.

هل حوت سيدنا يونس حي

غير معروف إذا كان الحوت الذي ابتلع النبي يونس ما يزال حيّاً حتى يومنا هذا، بدليل قوله تعالى في سورة الصافات الآيات 143 – 144: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، لا يعتبر هذا صحيحاً والاستدلال بالآية هذه لبيان صحة القول المزعوم أن الحوت الذي ابتلع سيدنا يونس ما زال حيّاً ليومنا هذا غير صحيح؛ لأن “لولا” حرف امتناع لوجود، وهنا امتنعت تحقيق جواب الشرط، بمعنى في حال وجود الشرط يكون جواب الشرط ممتنع والله أعلم.

كم يوم استغرق سيدنا يونس في بطن الحوت

إن مدة مكوث النبي يونس عليه السلام في بطن الحوت فيها لبث، وقد تباينت الأقوال في تحديدها، وكانت على النحو التالي:

  • أربعين يوم: حسب ما ذكر في تفسير ابن كثير نقلاً عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال: مكث في بطن الحوت أربعين يوماً.
  • أربعين يوم بينها يوم وليلة: رواه ابن جرير، روى البغوي في تفسيره: فمكث فيه أربعين من بين يوم وليلة.
  • سبعة أيام: في قول عطاء قال: أنه مكث سبعة أيام، وقد جاء عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن سيدنا يونس مكث في بطن الحوت سبعة أيام.
  • ثلاثة أيام: وعن قتادة أنه بقي في بطنه ثلاثة أيام، وهو الرأي الذي زعمته اليهود.
  • أربع ساعات: وقال أبو السعود: قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان فيها في بطنه، وقيل بعد ثلاثة أيام.
  • بضع ساعات: وقال الألوسي: قذفه إلى الساحل بعد ساعات.
  • من الضحى إلى العشية: قال الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية.

وعلى الرغم من تضارب الأقوال حول المدة التي لبثها إلى أنه إلى الآن لم يتم الوصول إلى دليل في السنة النبوية ولا في الكتاب حول المدة التي مكثها النبي في بطن الحوت، كما لم يرد ما كان طعامه ولا شرابه، والله تعالى أعلم بها.

بتول المنصور

بتول المنصور معلمة لغة عربية خريجة جامعة دمشق، أعمل كاتبة محتوى لدى موقع برو عرب مختصة بالكتابة الأدبية والإبداعية والدينية والطبية.
زر الذهاب إلى الأعلى