شركاء الوطن ماذا تعرفون عن الانتقام؟

شركاء الوطن.. هل عشتم لحظات الخوف التي عشناها؟ ماذا تعرفون عن الانتقام الذي عشناه في درعا والغوطة وحمص وحلب وباقي المدن السورية؟

شركاء الوطن والأنتقام

الانتقام.. كلمةٌ تحمل في طياتها معانيَ عميقةً من الألم والغضب، ولكن هل تعرفون حقاً ما يعنيه الانتقام؟ هل عشتموه كما عشناه نحن؟

الانتقام هو ذلك المشهد الذي ترى فيه الضيعة خالية من البشر والأشجار والحجارة، كما حدث في درعا والغوطة وحمص، حيث طُبقت سياسة الأرض المحروقة، فلم يبقَ شيءٌ يُذكر، الأرض التي كانت يوماً عامرة بالحياة تصبح فجأةً صحراء قاحلة، لا أثر فيها لأصوات الأطفال ولا لضحكات الأسر، بل فقط صمتٌ قاتلٌ يخفي وراءه قصصاً من الألم والمعاناة، هذا هو الانتقام الذي عشناه، انتقامٌ لا يترك أثراً للحياة.

براجمات الصواريخ.. مئة صاروخ في الدقيقة

هل تعرفون ما يعنيه أن تنهمر عليكم أكثر من مئة صاروخ في الدقيقة؟ هذا هو الانتقام الذي عشناه، حيث كانت السماء تمطر ناراً، والأرض تئن تحت وطأة القصف، كل صاروخ يحمل معه دماراً وموتاً، كل انفجار يترك وراءه جراحاً لن تندمل، الأصوات التي كانت تملأ الشوارع تتحول إلى صراخٍ ثم إلى صمتٍ مطبق، هذا هو الانتقام، عندما تصبح الحياة رهينةً لرغبةٍ في التدمير.

البراميل المتفجرة وطائرات الميغ.. أهداف عشوائية

الانتقام هو عندما تُقصف بالبراميل المتفجرة وطائرات الميغ، دون أي تمييز بين عسكري ومدني، حيث تُزهق الأرواح بلا رحمة، وتُدمر البيوت بلا شفقة، البراميل التي تسقط من السماء لا تعرف من تقتل، ولا تميز بين طفلٍ يلعب أو عجوزٍ يصلي، هذا هو الانتقام، عندما نصبح أرقاماً في قائمة الضحايا، والأرض مقبرةً جماعية.

عمر وعثمان وبكر.. جثثٌ لم تُكتشف بعد

الانتقام هو عندما يُنزل على الحاجز كل شيء اسمه عمر وعثمان وبكر، وللتاريخ حتى اللحظة، لم تُكتشف جثثهم بعد، فهل تعرفون معنى أن تفقدوا أحباءكم دون أن تعرفوا مصيرهم؟ أن تبحثوا عنهم بين الأنقاض، فلا تجدوا سوى الذكريات، هذا هو الانتقام، عندما تصبح الأسماء مجرد أرقام، والأحلام مدفونةً تحت الركام.

صواريخ سكود.. تدميرٌ شامل

الانتقام هو عندما تُضرب بصواريخ سكود، التي تدمر ألف متر مربع دون أي تمييز، حيثما وقعت وقعت، فهل تعرفون ما يعنيه أن تفقدوا كل شيء في لحظة؟ أن تتحول بيوتكم إلى أنقاض، وأحلامكم إلى غبار، هذا هو الانتقام، عندما تصبح الحياة لعبةً بيد من لا يعرفون معنى الرحمة.

أحمد الشرع.. صمام الأمان

في خضم كل هذا الألم، كان السيد الرئيس أحمد الشرع صمام الأمان الذي حمى الأقليات، وعامل الجميع بمنتهى اللطف والتسامح، رغم كل ما حدث، فهل تعرفون ما يعنيه أن يكون هناك من يحميكم في أحلك الأوقات؟ أن يقف رجلٌ واحدٌ في وجه العاصفة، ليحفظ لكم الأمان، هذا هو أحمد الشرع، الرجل الذي ضحى من أجل السلم الأهلي، وعمل على حساب مشاعر الأكثرية، ليحفظ لكم مكاناً في هذا الوطن.

ماذا لو غاب صمام الأمان؟

تخيلوا لو أن القائد أحمد الشرع وحكومته استقالوا ونأوا بأنفسهم عما يجري، ما هو موقفكم من الشارع الثوري المحتقن؟ ماذا سيحل بكم؟ هل ستكونون على استعداد لتحمل العواقب؟ الشارع الذي يغلي بالغضب، والذي يحمل في قلبه جراحاً لم تندمل، هل ستكونون قادرين على مواجهته؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن تطرحوه على أنفسكم.

احمدوا ربكم أن السيد أحمد الشرع والجيش السوري الحر كان لكم سنداً وحماية، وإلا لو تركتم للشارع الثوري، لكان صغيركم قبل كبيركم في عداد الموتى، فالسلم الأهلي والمجتمعي هو نتيجة تضحيات جسام، وليس هبةً تُمنح بسهولة، تذكروا دائماً أن السلام هو الطريق الوحيد لبناء مستقبلٍ أفضل، مستقبلٍ لا مكان فيه للانتقام.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

حسيب أورفه لي

مؤسس ومدير المحتوى النصي والمرئي في موقع برو عرب وخبير في مجال الويب وساهمت في تطوير وتنمية العديد من المواقع الإلكترونية وأعمل بجد لتقديم محتوى ذو جودة عالية ومعلومات قيمة للقارئ العربي.
زر الذهاب إلى الأعلى