ما هو أجر صيام الأيام البيض وما هي أوقاتهم
إنَّ لصيام النوافل أجرٌ عظيمٌ وثوابٌ كبيرٌ، ومنها صيام الأيام البيض من كل شهرٍ قمري، والتي سنتحدث عنها وعن أجرها ووقتها وكل ما يتعلق بها في هذا المقال.
ما هو صيام الأيام البيض؟
إنَّ من سنة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ قمري، وهي الأيام البيض التي توافق أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر، وسميَّت بهذا الاسم نظراً لابيضاض ليلها بنور القمر الساطع الذي يكون في حال البدر، وابيضاض نهارها بنور الشمس، كما تُسمى بالأيام الغُر وذلك بحسب ما ورد في الحديث الصحيح بأنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (فأين أنت عن البيض الغر ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة؟)، ومعنى الغُر هو البياض أيضاً والله أعلم.
ما هو أجر صيام الأيام البيض؟
إنَّ أجر صيام الأيام البيض كصيام الدهر كما جاء في حديثٍ صحيحٍ رواه ملحان القيسي عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال: (إنَّه كان يأمرُ بصيامِ البِيضِ: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرة، ويقولُ: هو كصومُ الدهرِ، أو كهيئةِ صومِ الدهرِ)، وتفسير ذلك بأنَّ الحسنة بعشر أمثالها فصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ يعدل أجر صيام الشهر كله، فمن صام أياماً ثلاثةً من كل شهر قمري كان كمن صام دهره، وورد أيضاً في ذكر فضل هذه الأيام حديث رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه في الحثِّ على صيامها أنَّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا صُمتَ شيئًا منَ الشَّهرِ فصُم ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرةَ)، والله أعلم.
وقت صوم الأيام البيض من كل شهر
من أراد أن يأخذ أجر صوم الأيام البيض من كل شهرٍ فليكن صيامه في منتصف الشهر؛ أي الأيام التي توافق الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فهذا هو وقتها، ومن الجائز أن يصوم المسلم ثلاثة أيامٍ متفرقةٍ من الشهر في أوله أو في آخره، والأمر واسع بحمد الله، وهو ما ورد في حديثٍ للسيدة عائشة رضي الله عنها رواه مسلم في صحيحه حيث سُئلت: (أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: “نعم”، فقيل: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: “لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم)، لكنَّ الأيام البيض تُطلق على أيام وسط الشهر فحسب، والله أجل وأعلم.
هل يجوز جمع نية صيام القضاء مع الأيام البيض؟
هناك خلافٌ بين العلماء في حكم جمع صيام النوافل مع صيام القضاء، واجتمع الرأي على ألا يجمع المسلم بينهما في سبيل الخروج من الخلاف، فيختار المسلم أياماً معينةً ليصوم فيها صيام القضاء، ويصوم الأيام البيض في وقتها الذي ذكرناه آنفاً، والأَولى هو أن يصوم القضاء فهو واجبٌ على المسلم ومن غير الجائز تأخيره، والله تعالى أحكم وأعلم.
هل يجوز صيام يوم واحد أو يومين من الأيام البيض؟
من الجائز أن يصوم المسلم يوماً واحداً أو يومين من الأيام البيض ولكنَّ المستحب والأفضل لنيل ثوابها كاملاً هو صيام الأيام الثلاثة، ومع ذلك فمن صام يوماً أو يومين فيُحسب له أجرُ صيام هذه الأيام بلا شكّ، فكما قيل ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جُلُّه، والله أعلم.
وختاماً من الجدير بالذكر فيما يخص أحكام صيام الأيام البيض أنَّه لا يجوز أن يصوم المسلم في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة فهو أحد أيام التشريق الثلاثة، ويمكنه أن يصوم اليومين التاليين ويقضي هذا اليوم في اليوم السادس عشر من الشهر ويمكنه الاكتفاء باليومين بحسب ما ورد عن العلماء الأفاضل.