قصة طارق بن زياد فاتح الأندلس وما هو أصله
قائد عسكري بربري خلد اسمه في تاريخ الفتوحات الإسلامية، وكان له الفضل في دخول الإسلام للأندلس، فمن هو طارق بن زياد؟
من هو طارق بن زياد؟
هو قائد عسكري مسلم، قاد فتوحات الأندلس و يُعد أشهر القادة المسلمين على مر التاريخ، سقط على يده حكم القوط الغربيين لـ (هسبانيا) بالإضافة إلى تسمية جبل طارق الشهير بهذا الاسم نسبة لـ اسمه، لذلك أُسطر التاريخ الكثير من إنجازات القائد العظيم، و الذي سُردت قصته بحروفٍ من نور في صفحات أهم قادة المسلمين، فـ تعالوا لنتعرف على أهم إنجازاته وكيف فتح الأندلس.
ما هي قصة طارق بن زياد؟
ولد القائد العظيم عام خمسون من الهجرة، في (ولاية وهران) غرب الجزائر، أما عن أصل طارق بن زياد فـ اختلف المؤرخين حول أصله فقال ابن خلكان و الإدريسي أنه (أمازيغي) الأصل، وقال فريقاً آخر من المؤرخون أن بن زياد كان (عربي) والبعض الآخر ذكر أنه (فارسي) وحتى الآن لم يتم الاستقرار على اصله، كان بن زياد مولى لـ القائد موسى بن نُصير والي أفريقية، الذي هاجم مدينة طنجة لفتحها، و تبع البربر الذين هربوا منها غرباً خوفاً من وصول المسلمين، فلما رأى البربر ما حدث لهم من سبي وتقتيل استأمنوا وأطاعوا بن نُصير، الذي ولى عليهم بن زياد وأمر العرب بأن يعلموا البربر القرآن وأن يُفقهوهم في الدين، وترك ما تبقى لـ ابن زياد و أمره بأن يتولى أمور المسلمين في (المغرب الأقصى).
استراتيجية بن نُصير لترويض المغرب الأقصى
أتبع موسى بن نصير استراتيجية محددة يستطع من خلالها تهدئة الوضع في المغرب الأقصى وجعل جميع القبائل المهزومة تظل تحت سلطانه، لذا قام بتعيين بن زياد كـ والي عليهم، فهو منهم و فيهم و مجده مجدهم جميعاً، وبذلك يضمن ولاء الجميع، وأصبح بن زياد والي طنجة الجديد، و بعد نجاح العمليات العسكرية التي قام بها بن زياد، استطاع بن نصير أن يُسيطر بشكل كامل على كل المغرب الأقصى.
تولي طارق بن زياد قيادة الجيش و بشرى رسول الله في المنام
اختار بن نصير، طارق بن زياد لقيادة الجيش البربري الذي سوف يفتح الأندلس، وقام بتجهيز الجيش المكون من سبعة آلاف مُقاتل أكثرهم من البربر، بالإضافة إلى عدد صغير من العرب المشاركين في جيش الفتح، فـ أتبع بن نصير أسلوب من سبقوه من القادة المسلمين الذين فتحوا بلاد الشام و مصر، و أرسل جيش صغير لـ الأندلس يتبعه الإمدادات اللازمة، ونزل القائد بن زياد و جيشه عند (جبل كالبي) والذي عُرف بعد ذلك بجبل طارق، الذي اتخذه بن زياد قاعدة لـ انطلاق جيشه الذي سيفتح الأندلس، وفي ذلك الوقت رأى بن زياد رؤية تُبشره بالفتح، وذكرها ابن الأثير في كتابه فقال: أن بن زياد رأى رؤية في منامه بشرته بنجاح الفتح، عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ومعهُ المُهاجرين والأنصار قد تقلَّدوا السُيُوف وتنكَّبوا القسيّ، فقال لهُ نبي الله: (يَا طَارِق تَقَدَّم لِشَأنِك).
خطبة طارق بن زياد والفوز في معركة وادي لكة والتمهيد لفتح الأندلس
قام بن زياد بإلقاء خطبة قبل خوض معركة (وادي ولكة) لتشجيع المسلمين على القتال، والذي كان عددهم أقل بكثير من عدد جيش الملك القوطي، فقال لهم:
(أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، و اعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام ، و قد استقبلكم عدوكم بجيشه و أسلحته، و أقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، و تعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت)، وهذا ما رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين والذي انتصر انتصار ساحق أدى لسقوط دولة القوط الغربيين.
تفاصيل فتح الأندلس
أمر بن نصير، بن زياد أن يرجع إلى أفريقية بعد قتال (القوط) أو يستمر في مكانه إلى أن يقوم بن نُصير بـ إصدار أوامر جديدة له، ولكن بن زياد أصر على استكمال الفتح ولذلك أحرق جميع السفن الذي عبر من خلالها هو وجيشه (بحر الزقاق)، لكي يقطع على كل جنوده أمل الرجوع إلى أفريقية و استكمال الفتح، واستطاع بن زياد أن يفتح (مدينة قرطاجنة) و (مدينة الجزيرة الخضراء)، وعليه حاول لُذريق ملك قوط أن يتصدى لـ هجمات المسلمين لكن الفشل كان حليف جيشه في كل معركة، أما جيش المسلمين فكان الانتصار حليفه و فتح مدينة بعد مدينة حتى تم فتح الأندلس الكامل عام اثنين وتسعين من الهجرة، في عهد الدولة الأموية بدمشق، ويقال أن الخلاف الذي حدث بعد ذلك بين بن نصير و بن زياد، كان سببه حقد موسى بن نصير بعدما ذاع صيت بن زياد في أرجاء العالم الإسلامي بعد هذا الفتح العظيم.
ما هي أهم أعمال طارق بن زياد؟
كان لـ القائد العظيم بن زياد العديد من الإنجازات والتي تمثلت في:
- فتح مُدن المغرب العربي.
- فتح الأندلس.
- قيادة جيوش موسى بن نصير و مساعدته في فتح بلاد المغرب الأقصى.
- النصر في معركة وادي لكة.
- تحقيق النصر لجيوش المسلمين و تقوية دعائم الدولة الأموية.
كيف كان موت طارق بن زياد؟
اختلف المؤرخين حول نهاية طارق بن زياد، إلا أن المتعارف عليه في قصة القائد الشجاع أنه رجع لـ مدينة دمشق بصحبة القائد موسى بن نصير بعد أن استدعاهما الخليفة الأموي (الوليد بن عبد الملك) بعد فتح الأندلس، وبقى بن زياد في دمشق حتى وفاته عام 720 ميلادياً، أما عن أيامه الأخيرة فلم يذكر عنها المؤرخين شيء سوى رغبة بن زياد في الابتعاد عن المسرح السياسي ليتفرغ لعبادة الله، والله أعلى و أعلم بما هو صحيح.