(عميد الأدب العربي) معلومات عن طه حسين وما هي أشهر كتبه
رَغم طفولته الصعبة وفَقده لبصره في سن صغير، إلاّ أنه تمكّن من تَخليد اسمه وتَرك بصمة لن تُنسى، لنتعرف كيف تجاوز طه حسين هذه الصعاب وأصبح عميد الأدب العربي.
معلومات عن طه حسين
طه حسين هو أحد أبرز المفكرين والأدباء المصريين في القرن العشرين، ويُعتبر رمزاً للثقافة والإصلاح في العالم العربي، ووُلِد في 14 نوفمبر 1889، في قرية الكيلو بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وفَقد بصره في سن مُبكّر نتيجة إصابة في عينيه، لكن ذلك لم يمنعه من متابعة التعليم والسعي نحو المعرفة.
كان شغوفاً بالتعلُّم مُنذ صغره، حيث التحق بالكُتّاب لحفظ القرآن الكريم، ثم درس في الأزهر الشريف، لكنه واجه صعوبات نتيجة أسلوب التدريس التقليدي آنذاك، ولاحقاً التحق بالجامعة المصرية التي كانت بوابته للتعرف على الثقافة الحديثة، وحصل على أول شهادة دكتوراه من الجامعة المصرية في عام 1914.
كان طه حسين معروفاً بمواقفه النقدية والجريئة، حيث تبنى نهجاً عقلانياً لتحليل القضايا الاجتماعية والثقافية، وكان شخصية شديدة الإصرار، ولم يسمح للإعاقة البصرية بأن تكون عائقاً أمام تحقيق طموحاته، ولُقبّ بـ “عميد الأدب العربي”، وألّف 60 كتاباً منها 6 روايات، وكَتَبَ 1300 مقالة، وترّجم ما يزيد عن 12 عمل لعدة لغات منها الفرنسية.
تم ترشيحه لجائزة نوبل 14 مرة ولكنه لم يحصل عليها، وعمل على تطوير نفسه أكاديمياً واجتماعياً، وسافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، مما أثرى ثقافته ومنحه نظرة عالمية، وتميز بقدرة استثنائية على التعبير عن آرائه بأسلوب فلسفي ومنطقي، وهو ما جعله شخصية جَدلية في كثير من الأوساط الثقافية والسياسية.
أشهر كتب طه حسين
كُتب طه حسين كانت دائماً مثار نقاش وجدل، نظراً لأسلوبه الجريء وأفكاره النقدية التي دفعت الأدب والثقافة العربية نحو آفاق جديدة، وله العديد من الكتب الأدبية والنقدية من أشهرها:
- الأيام: هو سيرة ذاتية شهيرة في ثلاثة أجزاء تروي تفاصيل حياته منذ الطفولة وحتى فترة دراسته في فرنسا، ويُعتبر من أبرز الأعمال الأدبية التي تعكس النضال الشخصي والتحدي.
- في الشعر الجاهلي: كتاب نقدي أثار جدلاً كبيراً، حيث قدّم فيه رؤى جديدة حول الأدب الجاهلي متسائلاً عن صحة بعض النصوص المنسوبة إلى ذلك العصر.
- دعاء الكروان: رواية أدبية تُصنّف ضمن أفضل الروايات العربية، وتسلّط الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية بأسلوب روائي فريد.
- المعذبون في الأرض: مجموعة من المقالات التي تتناول قضايا الفقر والظلم الاجتماعي، حيث يعبر طه حسين عن انحيازه للفقراء والمحرومين.
- مستقبل الثقافة في مصر: كتاب يناقش فيه طه حسين قضايا الهوية والثقافة، ويطرح رؤى حول كيفية تحديث التعليم والثقافة المصرية.
- حديث الأربعاء: مجموعة من المقالات الأدبية التي تناول فيها قضايا أدبية وثقافية بأسلوب حواري شيق.
- الوعد الحق: رواية دينية تتناول حياة النبي “محمد صلى الله عليه وسلم” بأسلوب أدبي عميق، حيث يحاول الجمع بين الأدب والدين.
- على هامش السيرة: كتاب أدبي يتناول قصصاً مستوحاة من السيرة النبوية بأسلوب قصصي بعيد عن الطابع التقليدي.
- جنة الشوك: رواية تعالج قضايا اجتماعية وإنسانية، حيث يبرز الصراع بين القيم القديمة والحديثة.
- مرآة الإسلام: كتاب يناقش الإسلام من زاوية ثقافية وفكرية، ويسلّط الضوء على قيمه الحضارية.
من هي زوجة طه حسين
زوجة طه حسين هي سوزان بريسو، وهي فرنسية الأصل، ووُلدت في عام 1895، وكانت طالبة عندما التقت بطه حسين أثناء دراسته في فرنسا بجامعة السوربون، وتزوجا في عام 1917، وأصبحت شريكة حياته وأحد أهم الداعمين له خلال مسيرته.
كانت سوزان جسراً ثقافياً بين طه حسين والحضارة الأوروبية، وساعدته على التعرف على الأدب الفرنسي والغربي، وأثرت بشكل كبير على نظرته العالمية، ولعبت دوراً كبيراً في حياته اليومية خاصة في دعم احتياجاته الخاصة كونه كفيفاً.
كانت تقرأ له الكتب وتساعده في كتابة أفكاره ومقالاته، وآمنت بأهمية التفاهم بين الثقافات المختلفة، وساهمت معه في نشر قيم التعايش والحوار بين الشرق والغرب، وبعد زواجها من طه حسين انتقلت للعيش معه في مصر، وتكيفت مع البيئة والثقافة المصرية، رغم الاختلاف الكبير عن ثقافتها الأصلية.
لم تكن سوزان مجرد زوجة، بل كانت شريكة فكرية لطه حسين، وأثرت فيه مثلما تأثر هو بها، حيث شكّل زواجهما نموذجًا للتكامل الثقافي والحضاري، واستمرت في دعمه حتى وفاته في عام 1973.
أبناء طه حسين
كان لدى طه حسين ابنان من زوجته سوزان بريسو، وعاشوا في منزل يتميز بجو منفتح يجمع بين ثقافات متعددة، وتأثروا بشكل كبير بأفكاره الإصلاحية والعقلانية، وعلى الرغم من عدم شهرتهم بنفس درجة والدهم، إلا أنهما كان لهما دور كبير في استكمال مسيرته الإنسانية والفكرية:
أمينة طه حسين
أمينة هي الابنة الكبرى لطه حسين، وكانت مهتمة بالثقافة والأدب متأثرة بشدة بوالدها الذي غرس فيها حب القراءة والانفتاح على الثقافات المختلفة، واشتهرت بكونها شخصية هادئة ومثقفة، وكانت تُظهر التزاماً كبيراً بقيم والدها الفكرية.
لعبت دوراً داعماً في حياة الأسرة، وخاصة في مساعدة والدها في بعض الأمور اليومية، نتيجة لإعاقته البصرية، وكانت تربطها علاقة وثيقة بوالديها، حيث كانت بمثابة حلقة وصل بين والدها وأفراد المجتمع المحيط.
مؤنس طه حسين
مؤنس هو الابن الوحيد لطه حسين، وتلقى تعليماً مميزاً، حيث نشأ في بيئة ثقافية غنية تجمع بين الثقافة العربية والغربية بفضل والده المثقف ووالدته الفرنسية، وتأثر بمبادئ والده الفكرية والتنويرية، وسعى لنشر أفكاره بأسلوب يتماشى مع تطورات العصر.
عمل في مجالات ثقافية وفكرية، وكان له إسهامات في توثيق ونشر أفكار طه حسين، فقد ترجم كتابه باللغة الفرنسية كما كان يعمل على تعزيز القيم التي دعا إليها والده مثل التنوير والتحديث، وكان مقرباً جداً من والده ووالدته، وساهم في دعم الأسرة، خاصة بعد تقدم والده في العمر.
وفاة طه حسين
توفي طه حسين في 28 أكتوبر 1973 عن عمر يناهز 84 عاماً، وحدثت وفاته بعد حياة طويلة مليئة بالعطاء الفكري والثقافي، وترك إرثاً فكرياً كبيراً، وشكّلت وفاته خسارة كبيرة للحركة الثقافية والفكرية في العالم العربي، وتم تشييع جنازته في مصر بحضور عدد كبير من الشخصيات الثقافية والسياسية الذين عبّروا عن تقديرهم العميق لمساهماته في الأدب والتنوير.
فيديو لقصة حياة طه حسين من قناة “قصة حياة” على اليوتيوب: