ما هي ظاهرة الديجافو (تخيل الأشياء قبل حدوثها)
هل تمر في مواقف ما وتشعر أنك سبق وعشتها؟ بل وتستدرك تفاصيلها وكأنك قد رأيتها مسبقاً؟ ما هذا إلا ظاهرة الديجافو، تعرف على تفاصيلها الآن.
ما هي ظاهرة الديجافو؟
إن ظاهرة الديجافو تتمثل في الشعور الذي يراود الشخص بأن ما حدث الآن قد رآه مسبقاً، أي أنه يمر في حدثٍ ما فيشعر في هذه اللحظة بأن هذا الحدث قد سبق له أن شاهده، حتى إن عبارة ديجافو قد تُرجمت من الفرنسية حرفياً إلى (قد شوهد بالفعل)، ويُعتقد أن نسبة 97% من الناس قد عاشوا تجربة ديجافو ولو لمرة واحد على الأقل، وأول من أشار إلى ظاهرة ديجافو كان الفيلسوف القديس (أوغسطين) في عام 400 بعد الميلاد.
الديجافو في علم النفس
نظرية الديجافو أو الوهم الذي سبق أن رأيته، هو بحسب علم النفس الشعور الذي ينتاب الفرد أثناء حدث ما فيشعر أنه قد رأه سابقاً أو حدث له بالفعل أو عاشه مسبقاً، ويرافق هذا الشعور، شعور بالرهبة والغرابة، أو شيء خارج الطبيعة وقد سُمّي هكذا بحسب عالم النفس (فرويد) ويجدر الإشارة إلى أنه حقاً في بعض الأحيان، شعورنا المتمحور حول إحساس أننا سبق وقد عايشنا هذا الموقف، يكون حقاً قد حدث مسبقاً والآن يتكرر بصورة مغايرة قليلاً.
من أول من استخدم مصطلح ديجافو؟
الفيلسوف الفرنسي (إميل بويراك) كان أول من استخدم مصطلح الديجافو وقد حدث هذا في عام 1890م، وتلك الحالة تعود نسبةً لوجود خلل في الدماغ صغير جداً، حيث يتم التصادم بين تيارين من الأفكار حتى ينتقل للشعور الذي يجعلك تعتقد أنك قد رأيت هذا بالفعل مسبقاً.
ما هي أنواع الديجافو؟
قام بعض علماء النفس في تقسيم ظاهرة الديجافو إلى ثلاثة أنواع وهي:
- رُئِيَ سابقاً (déjà vécu).
- شُعِرَ به سابقاً (déjà senti).
- زِارني سابقاً (visité).
ما هي أسباب الشعور بالديجافو؟
لا تعتبر ظاهرة الديجافو مرض عقلي، أو أمراً خطيراً ولكن قد تكون عوارضه مزعجة للبعض، فيبدأ التساؤل حول أسباب هذه الظاهرة، ليتبين أن النظريات التي ترتبط بحدوث الديجافو هي أربع نظريات، وهي نظرية المعالجة المزدوجة، التفسيرات العصبية، نظرية الذاكرة، ونظرية الانتباه ومنها نوضح:
نظرية المعالجة المزدوجة
والتي تتمحور حول عمليتين معرفيتين تعملان بشكل متوازٍ، وفي لحظةٍ ما تصبحان غير مرتبطتين، وتلك العمليتين هما الألفة والاسترجاع أو الترميز والاسترجاع، حيث أن الألفة والاسترجاع تعملان على مبدأ واحد ولكن في لحظة خطأ ما تشتغل وظيفة الألفة دون وظيفة التذكر فينتاب الفرد إحساس أنه يعرف هذا المكان أو الحدث أو يشبه شيء رأه ولكنه لا يتذكره، أما بالنسبة للترميز والاسترجاع فهي على نفس السياق وغياب وظيفة إحداهما مما يسبب خلل يجعل الفرد يشعر بأنه قد سبق له أن عاش هذا الموقف.
نظرية التفسيرات العصبية
والتي يتعرض بها الفرد لحدوث نوبة نتيجة مشكلة في تفريغ الشحنات الكهربائية في الدماغ، وتكون ناتجة عن خطأ في الدماغ تجعل الدماغ في حالة تضارب بين الماضي والحاضر ويصبح نوع من التداخل مما يجعل الفرد في حالة اختلاط الأمور عليه.
نظرية الذاكرة
وتلك تعتمد على الطريقة التي يتم فيها تخزين الذكريات، حيث أن الدماغ قد يفقد الذكرى تماماً ولا يستطيع استرجاعها مما يجعل الفرد في حالة حدوث موقف مشابه يشعر وكأنما هناك تأثير عليه مشابه لشعور الألفة ولكن دون فهم واضح لم يشعر بهذا.
نظرية الانتباه
والتي تقوم على مبدأ مشاهدة موقف عابر دون إعطائه الأهمية ولكن في وقت آخر قد يتكرر الموقف نفسه وفي تلك اللحظة يعطي الفرد الاهتمام للموقف فيشعر أنه قد مر به مسبقاً أي أن الصورة القديمة تتضارب مع الصورة الجديدة للموقف فيشعر الفرد أن الموقف قديم وليس بجديد ويحدث هذا نتيجة عدم تذكره التام للموقف السابق بسبب عدم إعطاؤه الأهمية.
كما أن هناك أسباب أخرى تزيد من الشعور بالديجافو وهي:
- التعرض للإجهاد والتعب.
- زيادة الدوبامين في الجسم: وهو أحد هرمونات السعادة ولكن ازدياد نسبته في الجسم قد يورّط الفرد في أن يشعر بالديجافو بحسب ما بينّت الأبحاث.
- السفر وكثرة الترحالات: فإن من يسافر كثيراً يكون أكثر عرضة للديجافو عن غيره.