معلومات شاملة عن الصحابية عاتكة بنت زيد زوجة الشهداء

هي القُرشيّة، أخت أحد العشرة المبشرين بالجنة، الصحابية الجليلة، الشاعرة الحسناء، المهاجرة من مكة إلى المدينة، أرملة الأربعة شهداء، إنها عاتكة بنت زيد.

من هي عاتكة بنت زيد؟

اسمُها عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، أخت الصحابي الجليل سعيد بن زيد (رضي الله عنه) أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهي من قبيلة قريش، والدتها أم كريز بنت الحضرمي، خالتها الصعبة بنت الحضرمي، وهي والدة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) وهو كذلك أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد اشتهرت بنت زيد ببلاغتها وفصاحة قولها، وكتابتها للشعر والرثاء، اتسمت شخصيتها بالشجاعة، المثابرة والمداومة على طاعة الله والإخلاص في عبادته، علاوة على أن الصحابية عاتكة كانت ذات قدر رفيع من الجمال بحسب ما جاء في كتاب (نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم).

أزواج عاتكة بن زيد

تكمن قصة الصحابية عاتكة بنت زيد في استشهاد أزواجها، فبحسب ما جاء في موقع إسلام ويب (المتخصص في المعلومات الإسلامية) فإن عاتكه بنت زيد تزوجت من أربعة من الصحابة الكرام، وهم بالترتيب:

1- عبد الله بن أبي بكر (رضي الله عنهما)

تزوجت عاتكة بنت زيد من عبد الله بن أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما) فكان أول زوج لها، ولشدة تعلقه بها كانت سبباً في أن ينشغل عن صلاته في أحد الأيام، لذا أمره والده أبو بكر بأن يُطلقها، ولكن عندما استشعر أبو بكر مدى حب ابنه لها، تراجع عن قراره وأمره أن يردها، وعندما قام عبد الله بن أبي بكر بذلك، أهدى إلى بنت زيد حديقة كي لا تتزوج من بعده، والتي ردتها لأهله بعد ذلك، وعندما استشهد عبد الله في حصار الطائف بالمدينة إثر إصابته بسهم، أنشدت قائلة:

فَللّه عينا مَن رَأى مثلهُ فتىً،
أَكرّ وَأَحمى في الهياجِ وَأَصبرا،
إِذا أُشرعت فيهِ الأسنّة خاضَها،
إِلى الموتِ حتّى يترك الرمحَ أَحمرا،
وَآليتُ لا تنفكّ عيني حزينةً،
عَليكَ وَلا ينفكّ جلدي أَغبرا،
مَدى الدّهرِ ما غنّت حَمامة أيكةٍ،
وَما طَرد الليل الصباح المنوّرا،
رُزئت بخيرِ الناسِ بعدَ نبيّهم،
وَبعدَ أَبي بكر وما كانَ قصّرا.

2- زيد بن الخطاب (رضي الله عنه)

تزوجته عاتكة بنت زيد واستمرت معه فترة زمنية وجيزة إلى أن استشهد في معركة اليمامة.

3- عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)

تزوجت بنت زيد من الفاروق عمر بن الخطاب وهو ابن عمها، فكانت تستأذنه للخروج إلى المسجد وتُقبل رأسه وهو صائم، إذ روى محمد بن مسلم شهاب الزهري: “أنَّ عاتكةَ بنتَ زيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفيلٍ كانت تحت عُمَرَ بنِ الخطابِ، وكانت تَشهَدُ الصَّلاةَ في المسجِدِ، وكان عُمَرُ يقولُ لها: واللهِ إنَّكِ لَتَعلَمين أنِّي ما أُحِبُّ هذا، فقالت: واللهِ لا أَنْتَهي حتى تَنْهاني! قال عُمَرُ: فإنِّي لا أنهاكِ، فلقد طُعِنَ عُمَرُ يومَ طُعِنَ، وإنَّها لفي المسجِدِ”، واستشهد عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة المجوسي، فقالت عاتكة:

عينُ جودي بِعبرةٍ ونحيب،
لا تملّي عَلى الأمين النجيبِ،
فَجَعتني المنونُ بالفارسِ المع،
لمِ يومَ الهياجِ والتثويبِ،
عصمةُ الناسِ وَالمعينُ على الده،
رِ وَغيثُ المحروم والمحروبِ،
قُل لأهلِ الضراءِ وَالبؤسِ موتوا،
قَد سَقته المنون كأس شعوبِ.

4- الزبير بن العوام (رضي الله عنه)

تقدم الزبير بن العوام للزواج من عاتكة بنت زيد وكان له ما طلب، فعاشت معه فترة زمنية قصيرة وعُرف خلالها بشدة غيرته عليها، واستشهد في وادي السباع على يد عمرو بن جرموز لتصبح عاتكة بنت زيد زوجة الشهداء، فأرثت الزبير قائلة:

غَدرُ اِبن جرموزٍ بفارسِ بهمةٍ،
يومَ اللّقاءِ وكان غير معرّدِ،
يا عمرُو لَو نبّهتهُ لَوجدتهُ،
لا طائِشاً رعشَ الجنان ولا اليدِ،
كَم غمرةٍ قَد خاضَها لم يثنهِ،
عَنها طرادكَ يا اِبن فقع القرددِ،
فَاِذهَب فَما ظفرت يداكَ بمثلهِ،
فيمن مَضى ممّن يَروحُ وَيغتدي،
إِنّ الزبيرَ لذو بلاءٍ صادقٍ،
سمحٌ سجيّتهُ كريمُ المشهدِ،
هَبلتك أمّكَ أن قتلتَ لمسلماً،
حقّت عليكَ عقوبةُ المتعمّدِ.

وفاة عاتكه بنت زيد

بعد استشهاد الزبير ابن العوام، تقدم علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) للزواج من عاتكة، ولكنها أبت الزواج منه قائلة: “إني لأضن بك يا ابن عم رسول الله عن القتل”، وتوفيت في فترة خلافة معاوية.

مروة جمال أحمد

بالرغم من أنني خريجة قسم الترجمة الإنجليزية إلا أن ذلك لم يحُل بيني وبين عشق اللغة العربية بكافة معانيها، ولذلك فأنا مروة جمال كاتبة المحتوى بمنصة برو عرب.
زر الذهاب إلى الأعلى