من هو عبد الباسط الساروت الملقب بـ منشد الثورة السورية
من هو عبد الباسط الساروت صاحب الصوت الشجي الذي لُقّب بمنشد الثورة السورية، وكيف عايش أحداث الثورة السورية هذا ما سنجيب عنه عبر سطور مقالنا.
من هو عبد الباسط الساروت؟
عبد الباسط الساروت رمز الانتفاضة السورية الذي تغنّى بالأهازيج والأشعار والأغاني التي مدح فيها الثوار والثورة التي اندلعت في سوريا منذ عام 2011، وقد لُقب هذا الثائر السّوري بمنشد الثورة السورية وحارسها بالإضافة إلى العديد من الألقاب الأخرى “كأيقونة الثورة” نظراً لشعبيته الكبيرة في سوريا والعالم العربيّ أجمع، وقد كان الساروت – رحمه الله – من أبرز الوجوه السورية التي انتفضت في وجه النظام والحكومة في سوريا، وفي الآتي سنتعرّف معاً أكثر على بلبل الثورة السورية ووجهها الأسمر.
السيرة الذاتية لعبد الباسط الساروت
هو لاعب كرة قدم سوري الأصل واسمه الكامل عبد الباسط ممدوح الساروت، وُلد في حيّ البياضة الواقع في مدينة حمص السّورية في مطلع عام 1992 للميلاد، وقد ترعرع في حمص وبدأت تظهر ملامح مهارته وبراعته في رياضة كرة القدم، فترك الدراسة عندما بلغ الخامسة عشر من عمره والتحق بنادي الكرامة السوري واستحوذ على مركز الحارس فيه، ومن ثمّ انضم إلى نادي الشباب السوري ليكون من أفضل حراس المرمى الذين التحقوا بهذا النادي.
وبعد مدة ليست بالطويلة اختير ليكون الحارس الرسمي للمنتخب الوطني السّوري، وإثر مشاركته في عدّة مباريات نال العديد من الجوائز كان أبرزها جائزة ثاني أفضل حارس مرمى على مستوى القارة الآسيوية.
رحلة الساروت مع الثورة السورية
اندلعت أولى شرارات الثورة السّورية في عام 2011 وكان الساروت يبلغ من العمر حينها تسعة عشر عاماً فقط، فتحول من بطلٍ في عالم كرة القدم إلى بطلٍ في الساحات السورية ينادي بالحرية ويهتف بالشعارات المطالبة بإسقاط النظام السوري، وقد برز من بين جميع المشاركين في الثورة بسبب جرأته وشجاعته اللامحدودة، وكذلك بسبب صوته العذب الذي علا بأحلى الأشعار والأهازيج والأناشيد الثورية المحفزة لقلوب المجاهدين والثوار.
وعلى إثر تزايد شعبيته في جميع المحافظات السورية بعد قيادته للكثير من الحملات والمظاهرات ظهر اسمه بين أسماء المطلوبين للمحاكمة بتهمة الإرهاب ونشر الفساد في البلاد، إلى جانب إطلاق الشائعات الكاذبة من أجل أن يخسر شعبيته ومحبة الناس له، إضافةً إلى ذلك وصل الأمر للإعلان عن مكافآت مادية ضخمة لمن يعتقل أو يقتل الساروت أينما رآه.
تحوّل الساروت من إطلاق الهتافات والمظاهرات السلمية إلى حمل السلاح وخوض المعارك، حيث قاتل جنود النظام السوري في عدّة مواقع ومعارك، كان أبرزها معركة المطاحن عام 2014م، وقد نال الساروت نصيبه من التهجير والغربة حيث تمّ إخراجه قسراً من مدينة حمص إلى إدلب، ومن إدلب إلى تركيا التي مكث فيها مدة عامٍ ونصف وذاق فيها مرّ الغربة والعجز بعيداً عن بلده، وقد عاد إلى سوريا في عام 2017 وتوجه إلى الجبهات الحموية للإقامة فيها من أجل قتال النظام السوري وبقي فيها حتى اُستشهد.
كيف توفي عبد الباسط الساروت؟
اُستشهد عبد الباسط الساروت يوم السبت الموافق لتاريخ الثامن من يونيو/حزيران 2019م، في مدينة أنطاكيا في تركيا، حيث أنّه تعرض لعدّة إصابات خطيرة في الجبهات الواقعة بريف حماة الشمالي بعد تعرض سيارته الخاصة لقذيفة مدفعية من قبل قوات النظام السوري، وقد تدهورت حالته الصحية بشدة بعد وصوله إلى الدانا في محافظة إدلب وذلك بسبب احتياجه لنقل دم فوري، ومن إدلب تمّ نقله بشكلٍ عاجل إلى تركيا من أجل تلقيه العلاج المناسب بسبب قلة الإمكانيات الطبية في إدلب.
وبعد أن وصل الساروت إلى مدينة أنطاكيا صباح يوم الجمعة والمُوافق لتاريخِ السابع من حزيران/2019 لم يستجب للعلاج بسبب دخوله مرحلة الخطر، وكان له النصيب أن يشرب من كأس الشهادة فاُستشهد في صباح اليوم التالي يوم السبت في أنطاكيا، وأرسلت السلطات التركية جثمانه إلى سوريا، وشيّع الساروت عشرات الآلاف من الناس في إدلب حيث تمّ دفنه في مدينة الدانا.
ومحبته التي سكنت قلوب معظم الأحرار في سوريا جعلتهم يصلون عليه صلاة الغائب في الكثير من المساجد المنتشرة في مدن وقرى سوريا، كذلك وصل صوته للكثير من دول العالم وذلك دفعهم لفتح بيوت ومجالس العزاء ليشاركَهم المسلمون هذا المصاب العظيم.
إلى أي عشيرة ينتمي الساروت
ينتمي عبد الباسط الساروت إلى “عشيرة النعيم” وهي عربية الأصل والتي تستوطن مدينة حمص، وإنّ والدته تُعرف باسم “أم وليد العاتقي” والتي تنتمي لعائلة نازحة من منطقة الجولان المحتل، وله من الإخوة تسعاً ثلاث إناثٍ وستّ ذكور، والذي خسر الساروت رحمه الله تعالى معظمهم، حيث فقد عدداً كبيراً من أفراد عائلته خلال الحرب بين الثوار وقوات النظام السوري، منهم أبيه وأربعاً من إخوانه الذكور، بالإضافة إلى أربع من أخواله وعمّه وبعض أبناء خالته والأقرباء الآخرين وذلك بين 2011 و2014.
أبرز أغاني عبد الباسط الساروت
بعد الإجابة عن سؤال من هو عبد الباسط الساروت، لا بدّ من الحديث عن أغانيه وأناشيده الثورية التي كان يتغنّى بها في المعارك والمظاهرات لتحفيز الثوار، والتي سميّ بسببها ببُلبل الثورة السورية:
- أغنية جنة جنّة.
- أغنية سوريا ضلي واقفة.
- لاجل عيونك يا حمص.
- أغنية يا إدلب جودي ونادي.
- أنا الشهيد.
- أغنية يا يما بثوب جديد.
- هذا الوطن شهيد.
- أغنية حلم الشهادة.
- حرام عليك.
- أغنية حانن للحرية حانن.