كل ما تريد معرفته عن عبد الحميد كشك حياته ومسيرته الدعوية

غادرَ عنِ الدنيا، لكنّهُ لمْ يَغبْ عنْ ذاكرةِ النّاسِ، فصوتُهُ لا يزالُ حاضراً فيِ المساجدِ والمنازلِ، وكلماتُهُ لا تزالُ تُلهمُ الملايينَ، لنتعرّفْ علىِ الشّيخِ عبدِ الحميدِ كشكٍ ومسيرتِه.

من هو عبد الحميد كشك؟

عبدُ الحميدِ كشك هوَ أحدُ أبرزِ الدّعاةِ والخطباءِ فيِ العالمِ العربيِّ خلالَ القرنِ العشرينِ، وعُرِفَ بأسلوبِهُ المميّزِ فيِ الخطابةِ، حيثُ جَمعَ بينَ العلمِ الشّرعيِّ، والحسِّ الفكاهيِّ، والبلاغةِ اللّغويّةِ، ممّا جَعلَ دُروسَهُ وخُطَبَهُ تَحظى بانتشارٍ واسعٍ بينَ مختلفِ طَبَقاتِ المجتمعِ.

وُلِدَ عام 1933م فيِ مصرَ، وكانَ مَولِدُهُ فيِ قريةٍ صغيرةٍ بمحافظةِ البحيرةِ، ونشأَ فيِ بيئةٍ ريفيّةٍ متواضعةٍ، حيثُ كانَ للرّيفِ تأثيرٌ كبيرٌ علىِ تكوينِ شخصيّتِه، إذْ تَربّى علىِ القيمِ الأصيلةِ والبساطةِ فيِ الحياةِ، وهوَ ما انعكسَ علىِ أسلوبِهُ فيِ الخطابةِ لاحقاً.

منذُ صغرِه أظهرَ اهتماماً كبيراً بالعلمِ والدّينِ، فكانَ متفوّقاً فيِ دراستِه، وبرزتْ عليهِ علاماتُ النّبوغِ فيِ سنٍّ مبكرةٍ، وحفظَ القرآنَ الكريمَ فيِ سنٍّ صغيرةٍ، وهوَ ما كانَ نقطةَ الانطلاقِ فيِ رحلتِه العلميّةِ والدّعويّةِ، وتميّزَ بشخصيّةٍ قويّةٍ تَجمعُ بينَ الجرأةِ فيِ الحقِّ، والفصاحةِ فيِ القولِ، والتواضعِ معَ النّاسِ.

كانَ محبوباً بينَ العامّةِ بسببِ أسلوبِهُ السّاخرِ اللاذعِ الّذيِ استخدمَهُ لتوجيهِ النّقدِ، وفيِ الوقتِ ذاتهِ كانتْ كلماتُهُ تَحملُ معانيَ عميقةً تدعو إلىِ التأمّلِ فيِ أحوالِ الأمّةِ، كماَ كانَ يتمتّعُ بروحٍ مرحةٍ جَعلتْ خُطَبَهُ مَحبوبةً لدىِ الجميعِ، حيثُ كانَ يَدمجُ بينَ الجدِّ والدّعابةِ بأسلوبٍ فريدٍ لمْ يكنْ يُقلّلُ منْ هيبةِ الموضوعاتِ الّتيِ يَتناولُها، بلْ يزيدُها تأثيراً فيِ قلوبِ مُستمعيهِ.

كانَ تأثيرُهُ واسعَ النّطاقِ، إذْ لمْ تقتصرْ شُهرتُهُ علىِ حدودِ بلدِه، بلْ امتدّتْ إلىِ العديدِ منَ الدّولِ العربيّةِ والإسلاميّةِ، وكانَ لصوتِهُ القويِّ وأسلوبِهُ المُؤثّرِ دورٌ كبيرٌ فيِ نشرِ الوعيِّ الدّينيِّ والسّياسيِّ بينَ النّاسِ، واستمعَ إليهِ الملايينُ سواءٌ فيِ المساجدِ أوْ عبرَ التّسجيلاتِ الصّوتيّةِ الّتيِ انتشرتْ علىِ نِطاقٍ واسعٍ.

مسيرة حياة الشيخ كشك

بدأَ الشّيخُ عبدُ الحميدِ كشكٌ رحلتَهُ التي سبقت الفترة الدّعويّةَ فيِ سنٍّ مُبكرةٍ، عندما أُصيب في سن السادسة برمد صديدي في عينيه أفقدته نظره عندما بلغ السابعة عشر، وعن مسيرة تعليمه فقد التحق بجميعة حفظة القرآن ثم التحق بمعهد الاسكندرية الديني.

إلى أن تحول تعليمه بعد هذا إلى المعهد الأزهري في القاهرة حتى تخرج منه بترتيب الأول، وفيما بعد التحق بكلية أصول الدين إلى أن تم تعيينه إماماً بوزارة الأوقاف.

وكانَ لديهِ شغفٌ كبيرٌ بنشرِ العلمِ الشّرعيِّ وتوعيةِ النّاسِ بأمورِ دينِهمْ، حيثُ عُرف حينذاكَ بحفظِهُ المُتقنِ للقرآنِ الكريمِ واهتمامِهُ العميقِ بالعلومِ الشّرعيّةِ، وهذا ما أهلَهُ ليُصبحَ خطيباً موهوباً جَذبَ الأنظارَ إليهِ سريعاً.

بدأَ فيِ المساجدِ منذُ شبابِه، حيثُ كانتْ خُطَبُهُ تَمتازُ بالفصاحةِ والوضوحِ والقوّةِ فيِ إيصالِ الفكرةِ، ولمْ يكنْ مجرّدَ خطيبٍ يُلقي كلماتٍ محفوظةٍ، بلْ كانَ داعيةً صاحبَ رؤيةٍ ورسالةٍ واضحةٍ يسعى لنشرِها بينَ النّاسِ، ومعَ مرورِ الوقتِ أصبحَ مسجدُ عينِ الحياةِ فيِ القاهرةِ هوَ منبرَهُ الرّئيسيِّ، حيثُ كانَ يُلقي خُطَبَهُ الّتيِ كانتْ تجذبُ الآلافَ منَ الحاضرينَ كلَّ أسبوعٍ.

كانَ دائماً يُركزُ علىِ أهمّيّةِ العدلِ، ونُصرةِ المظلومينَ، والإصلاحِ الاجتماعيِّ المُستندِ إلىِ القيمِ الإسلاميّةِ، وكانَ مُختلفاً عنْ غيرِه منَ الدّعاةِ فيِ أسلوبِه، حيثُ لمْ يكنْ يَعتَمدُ علىِ الإلقاءِ الجافِّ، بلْ كانَ بارعاً يُمتعُ مُستمعيهِ بأسلوبِهُ السّاخرِ والنّقديِّ الّذيِ استخدمَهُ لتوضيحِ القضايا بأسلوبٍ يَجعلُها قريبةً إلىِ أذهانِ النّاسِ.

لمْ يكنْ مجرّدَ واعظٍ يُكرّرُ ما هوَ معروفٌ، بلْ كانَ مُجدّداً فيِ طريقةِ عرضِه للأفكارِ، حيثُ ربطَ الدّينَ بالحياةِ الواقعيّةِ، وجعلَ نصوصَ القرآنِ الكريمِ والسّنّةِ النّبويّةِ تُلامسُ الواقعَ الّذيِ يَعيشُهُ النّاسُ.

كانَ الشّيخُ عبدُ الحميدِ كشكٌ يَتَبنّى منهجاً وسطاً يَجمعُ بينَ التّرغيبِ والتّرهيبِ، وبينَ الحديثِ عنِ الدّنيا والآخرةِ، وكانَ حريصاً علىِ توجيهِ النّاسِ نحوَ التّقوى، وحثِّهمْ علىِ الابتعادِ عنِ المُحرماتِ، لكنّهُ كانَ يَفعلُ ذلكَ بأسلوبٍ يَبعثُ الأملَ ولا يُشعرُ النّاسَ باليأسِ أوِ الإحباطِ.

اعتمدَ فيِ دعوتِه علىِ مُخاطبةِ القلوبِ والعقولِ، وكانَ يَستشهدُ بالقرآنِ الكريمِ والسّنّةِ النّبويّةِ بأسلوبٍ يَجذبُ الانتباهَ والأدلّةِ الشّرعيّةِ، ممّا أكسبَها مصداقيّةً عاليةً، كماَ كانَ يُوظّفُ اللّغةَ العربيّةَ الفصيحةَ بطريقةٍ ساحرةٍ، تَجعلُهُ قادراً علىِ إيصالِ فِكرتِه بأقوى تأثيرٍ مُمكنٍ.

مؤلفات الشيخ كشك

كانتْ مُؤلّفاتُ الشّيخِ عبدِ الحميدِ كشك امتداداً لمنهجِه فيِ الدّعوةِ، حيثُ لمْ يَكتفِ بالخطابةِ، بلْ حَرَصَ علىِ توثيقِ أفكارِه فيِ كُتبٍ أصبحتْ مَرجعاً للباحثينَ والمُهتمّينَ بالدّعوةِ الإسلاميّةِ، وامتازتْ بالوضوحِ، واللّغةِ البسيطةِ، والقوّةِ فيِ الحُجّةِ، ممّا جعلَها تنتشرُ علىِ نطاقٍ واسعٍ بينَ مُختلفِ شَرائحِ المجتمعِ الإسلاميِّ:

  • فيِ رحابِ التّفسيرِ: يَعكِسُ رؤيتَهُ فيِ تفسيرِ القرآنِ الكريمِ، حيثُ يُقدّمُ شرحاً مُبسطاً للآياتِ بأسلوبٍ سهلٍ يَفهمُهُ الجميعُ، ويربطُ التّفسيرَ بالواقعِ الّذيِ يَعيشهُ النّاسُ.
  • قصة أيامي مذكرات الشيخ كشك: يسرد فيه تفاصيل حياته الشخصية والدعوية مع تجاربه في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية، ويعكس إصراره على الحق واستمراره في نشر الدعوة رغم المعوقات.
  • كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا: رد الشيخ فيها على رواية نجيب محفوظ “أولاد حارتنا”، حيث انتقد الأفكار الإلحادية وركّز على التحريفات الدينية في الرواية مبيناً أهمية الحفاظ على القيم الدينية في المجتمع.

دروس الشيخ كشك

كانتْ دُروسُ الشّيخِ عبدِ الحميدِ كشكٍ وخُطَبُهُ مُؤثّرةً، وتَناولتْ موضوعاتٍ شتّى تَتعلّقُ بالدّينِ، والأخلاقِ، والسّياسةِ، والمجتمعِ بأسلوبٍ قويٍّ وفعّالٍ، فقدْ كانَ يَمتلكُ أسلوباً يَجمعُ بينَ الحِكمةِ، والنّقدِ البَنّاءِ، والأسلوبِ السّاخرِ:

التّوحيدُ هوَ أساسُ الإيمانِ

أكّدَ الشّيخُ كشكٌ فيِ العديدِ منْ خُطَبِهُ علىِ أنّ التّوحيدَ هوَ أساسُ الدّينِ، وأنْ لا سعادةَ للإنسانِ إلّا بالإيمانِ باللهِ وَحدَهُ، وكانَ يُوضّحُ كيفَ أنّ التّوحيدَ يُحرّرُ الإنسانَ منَ العُبوديّةِ لغيرِ اللهِ، ويَمنحُهُ القوّةَ والكرامةَ فيِ مواجهةِ الحياةِ.

العَدلُ أساسُ المُلكِ

منَ القضايا الّتيِ ركّزَ عليهاَ الشّيخُ كشكٌ هيَ ضرورةُ العدلِ فيِ المُجتمعِ مُوضّحاً أنّ الظّلمَ سببٌ رئيسيٌّ فيِ انهيارِ الأُمَمِ، وأنّ الحاكمَ والمَحكومَ يجبُ أنْ يَحتكموا إلىِ العَدلِ حتّى تَستقيمَ الحياةُ.

الاستعدادُ ليومِ الحسابِ

كانَ الشّيخُ كثيراً ما يُذكّرُ النّاسَ بالموتِ والحِسابِ، ويُنَبّهُهمْ إلىِ أنّ الحياةَ الدّنيا ليستْ سوى دارِ ابتلاءٍ، وأنّ العاقلَ هوَ منْ يَعملُ لآخرتِه مُستشهداً بآياتٍ قرآنيّةٍ وأحاديثَ نَبويّةٍ تَحثُّ علىِ الزّهدِ فيِ الدّنيا.

أهمّيّةُ العِلمِ فيِ حياةِ المُسلمِ

كانَ يَدعو دائماً إلىِ طَلَبِ العِلمِ مُوضّحاً أنّ الجَهلَ هوَ سببُ تَخلّفِ الأُمّةِ الإسلاميّةِ، وكانَ يُركّزُ علىِ أنّ العِلمَ ليسَ مُقتصِراً علىِ العلومِ الشّرعيّةِ فقطْ، بلْ يَجبُ أنْ يَشمَلَ كُلَّ مَجالاتِ المعرفةِ الّتيِ تُفيدُ الإنسانَ فيِ دُنياهُ وآخرتِه.

الصّبرُ مِفتاحُ الفَرَجِ

منَ الدّروسِ الّتيِ كانَ يُكرّرُها الشّيخُ كشكٌ هيَ أهمّيّةُ الصّبرِ خاصّةً عندَ مُواجهةِ المصائبِ والشّدائدِ، وكانَ يُؤكّدُ أنّ اللهَ لا يُضيعُ أجرَ الصّابرينَ، وأنّ الابتلاءَ جُزءٌ منْ سُنَنِ الحياةِ الّتيِ لا بُدَّ أنْ يَمرَّ بها كُلُّ إنسانٍ.

القرآنُ هوَ النّورُ الهادي

كانَ يُشدّدُ علىِ أنّ القرآنَ هوَ الدّليلُ الّذيِ يَهتديِ بهِ المُسلمُ فيِ كُلِّ أمورِ حياتِه، وكانَ دائمَ الاستشهادِ بالآياتِ القرآنيّةِ فيِ خُطَبِهُ ليُبيّنَ كيفَ يُمكنُ للإنسانِ أنْ يَستقيَ مِنْها الحِكمةَ فيِ جميعِ مَواقِفِه الحياتيّةِ.

التّحذيرُ منَ النّفاقِ والمُنافقينَ

كانَ مِنْ أبرزِ ما تَحدّثَ عنهُ الشّيخُ كشكٌ هوَ خَطرُ النّفاقِ فيِ المُجتمعِ مُحذّراً منْ أولئكَ الّذينَ يُظهرونَ الصّلاحَ وهُم فيِ الحقيقةِ يَخدَعونَ النّاسَ، وكانَ يَستشهدُ بآياتِ القرآنِ الّتيِ تَصفُ المُنافقينَ وصفاً دقيقاً، ويَدعوِ النّاسَ للحَذَرِ مِنْهُم.

الدّعاءُ سِلاحُ المُؤمنِ

كانَ الشّيخُ يُؤكّدُ دائماً علىِ قوّةِ الدّعاءِ، وكيفَ أنّ الإنسانَ يَستطيعُ أنْ يُغيّرَ مَصيرَهُ بالدّعاءِ الصّادقِ مِنْ قلبِه مُستشهداً بحديثِ النّبيِّ “محمّدٍ صلى الله عليه وسلم”: “الدّعاءُ هوَ العبادةُ”، ومُبيّناً أثرَهُ فيِ تَفريجِ الكروبِ وجَلبِ الخيرِ.

التّوبةُ بابٌ مَفتوحٌ للجميعِ

كانَ يَحرِصُ علىِ تَذكيرِ النّاسِ بأنّ بابَ التّوبةِ مَفتوحٌ دائماً، وأنّ اللهَ يَغفرُ الذّنوبَ جميعاً مَهما عظُمَتْ طالما أنّ العبدَ يَرجعُ إلىِ ربّهِ بصدقٍ، وكانَ يَذكرُ قِصَصاً منْ حياةِ الصّحابةِ وغيرِهمْ ممّنْ تَغيّرتْ حياتُهمْ بالتّوبةِ النّصوحِ.

الأخلاقُ جَوهَرُ الإسلامِ

ركّزَ الشّيخُ كشكٌ علىِ أنّ الإسلامَ ليسَ مُجرّدَ عِباداتٍ، بلْ هوَ دِينُ أخلاقٍ فيِ المُقامِ الأوّلِ، وكانَ يَدعوِ إلىِ الصّدقِ، والأمانةِ، والرّحمةِ، والإحسانِ، والتّسامحِ، ويُؤكّدُ أنّ الأخلاقَ الحَسنةَ هيَ الّتيِ تَجذبُ النّاسَ إلىِ الإسلامِ أكثرَ مِنْ أيِّ شيءٍ آخرٍ.

قصصُ الأنبياءِ

يُقدّمُ سَرداً مُشوّقاً لقصصِ الأنبياءِ بأسلوبٍ يَجمعُ بينَ الرّوايةِ الدّينيّةِ والموعظةِ مُستعيناً بالأدلّةِ القرآنيّةِ والأحاديثِ النّبويّةِ الصّحيحةِ.

نحنُ والغربُ

يُناقشُ العلاقةَ بينَ العالمِ الإسلاميِّ والغربِ مُوضّحاً الفُروقَ الجوهريّةَ بينَ الحضارتينِ، ومُحللاً أسبابَ الفجوةِ بينَهما منْ مَنظورٍ إسلاميٍّ.

أصحابُ الرّسولِ

يَرويِ سِيَرَ الصّحابةِ الكِرامِ مُسلطاً الضّوءَ علىِ مواقفِهمُ البطوليّةِ، ودورِهم فيِ نشرِ الإسلامِ معَ التّركيزِ علىِ القيمِ الأخلاقيّةِ المُستفادةِ منْ حياتِهمْ.

الدّعوةُ والدّعاةُ

يَتناولُ مَفهومَ الدّعوةِ الإسلاميّةِ، ويُقدّمُ رؤيةً مُتكاملةً عنْ صِفاتِ الدّاعيةِ النّاجحِ، والتّحدّياتِ الّتيِ تُواجهُهُ فيِ مجتمعِه، وكيفيّةِ التّعاملِ معَ المُستجدّاتِ العصريّةِ.

هذا دِينُنا

يُقدّمُ رؤيةً شاملةً عنِ الإسلامِ مُوضّحاً مَبادئَهُ الأساسيّةَ، وتعاليمَهُ السّاميّةَ، وكيفَ يُمكنُ تَطبيقُهُ فيِ الحياةِ اليوميّةِ بشكلٍ عمليٍّ وسهلٍ.

معَ المُصطفى

يَتناولُ سِيرةَ النّبيِّ “محمّدٍ صلى الله عليه وسلم”، ويَعرضُ مواقفَ منْ حياتِه، ويَركّزُ علىِ صِفاتِهُ النّبيلةِ، وأسلوبِهُ فيِ التّعاملِ معَ أصحابِه وأعدائِه.

حقائقُ وأباطيلُ

يَردُّ فيهِ علىِ بعضِ الشّبهاتِ الّتيِ تُثارُ حولَ الإسلامِ، ويُفنّدُ الادّعاءاتِ الباطلةَ بأسلوبٍ منطقيٍّ قائمٍ علىِ الأدلّةِ الشّرعيّةِ والعقليةِ.

وفاةُ عبدِ الحميدِ كشكٍ

رَحلَ الشّيخُ عبدُ الحميدِ كشكٍ عنِ الدّنيا كماَ عاشَ فيها ثابتاً علىِ مَبادئِه مُتفرّغاً للعِلمِ والعِبادةِ تاركاً وَراءَهُ إرثاً عظيماً مِنَ الخُطَبِ والمَواعظِ الّتيِ لا تَزالُ تُؤثّرُ فيِ الأجيالِ حتّى اليومِ، حيثُ تُوفّيَ في 6 ديسمبر عام 1996م الموافق يومَ الجُمعةِ، وهوَ اليومُ الّذيِ طالماَ ارتبطَ بهِ، حيثُ كانَ أحدَ أبرزِ خُطَباءِ هذا اليومِ فيِ العالمِ الإسلاميِّ.

مِنَ اللافتِ أنّ وفاتَهُ جاءَتْ وهو ساجد بينما كان يدعو الله، وكأنّهُ كانَ فيِ لِقاءٍ معَ اللهِ فيِ لَحظاتِه الأخيرةِ، وهوَ أمرٌ جَعلَهُ يَحظى بِمكانةٍ خاصّةٍ فيِ قُلوبِ مُحبّيهِ، وأثارتْ وفاتُهُ حُزناً واسعاً بينَ مُحبّيهِ ومُتابعيهِ، إذْ كانَ يُمثّلُ بالنّسبةِ لكثيرينَ صوتَ الحَقِّ الّذيِ لمْ يَتغيّرْ ولمْ يُساوِمْ.

حتّى بعدَ وفاتِه استمرَّ تأثيرُهُ منْ خلالِ خُطَبِهُ المُسجّلةِ وكُتُبِهُ الّتيِ انتَشرتْ فيِ العالمِ الإسلاميِّ، وظلّتْ كلماتهُ تُلامسُ قُلوبَ النّاسِ بنفسِ القوّةِ الّتيِ كانتْ عليهاَ فيِ حياتِه، ولمْ تكنْ وفاتُهُ مُجرّدَ رَحيلِ شخصٍ، بلْ كانتْ لَحظةَ فُقدانِ أحدِ أكثرِ الدّعاةِ تأثيراً فيِ العصرِ الحديثِ، لكنّهُ تَركَ مِيراثاً فِكريّاً ودَعويّاً لا يَزالُ يُسمعُ حتّى اليومِ.

المصدر: إسلام ويب + ويكيبيديا + نور بوك.

تم التدقيق والتنقيح بواسطة: فريال محمود لولك.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

سلمى يحيى

صانعة محتوى شغوفة بالكلمات وتأثيرها، أحب كتابة المقالات والمنشورات التي تلهم الناس وتبسط الأفكار المعقدة، ولدي خبرة في كتابة محتوى متنوع يجمع بين الإبداع والدقة مع اهتمام خاص بالتفاصيل وجذب القارئ، وأؤمن أن الكتابة وسيلة للتواصل وإحداث فرق، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يترك أثرًا إيجابيًا.
زر الذهاب إلى الأعلى