ماهي علامات الترقيم في اللغة العربية وشرح عن طريقة استخدامها
حاول أن تقرأ نصاً دون علامات ترقيم، ستجده متشابكاً وستقع فريسة جهلك في محاولة فك شيفرة النص، إذاً علامات الترقيم هي بمثابة إشارات المرور، إليك طرق استخدامها في الكتابة.
ما هو تعريف علامات الترقيم؟
الترقيم في الأصل، هو مصدر للفعل الثلاثي: رَقَّمَ، أي المبالغة في الرّقم، ومعناه المجازي هو التعبير عن وسم الشيء وتصنيفه وتزيينه بالتخطيط والنقش واختيار رقم له.
أما علامات الترقيم اصطلاحاً: فهي علامات اصطلاحية ورموز يتم وضعها أثناء الكتابة والأفكار الخاصة بها، لتحديد مواضع الابتداء والوقف وتنويع النغم الصوتي، ومن أجل توضيح الجمل أكثر وتسهيل القراءة وجعل النص أكثر انتظاماً، مثل:
الفاصلة (،)، والفاصلة المنقوطة (؛)، والنقطة (.)، والنقطتان (:)، والشرطتان أو خطّا الاعتراض (– –)، والاستفهام (؟)، والتعجب (!)، والقوسان المعقوفان ([])، وعلامة الحذف (…)، والخط المائل (/)، والهلالان المزهّران ({})، والقوسان الهلاليان (())، والشارتان («»)، وعلامتا التنصيص (” “)، والشرطة (–).
شرح جميع علامات الترقيم واستخدامها
1- الفاصلة (،)
- وتُستخدم بين الجمل المتعاطفة أو المتصلة ببعضها، مثل: (أحب سامر لكونه أقرب الأشخاص عندي، ولكن محمد هو المفضّل لدي).
- وتُستخدم أيضاً بين المنادى وجواب النداء، مثل: (يا محمد، انتبه للدرس).
- بين القسم وجواب القسم، مثل: (ولله، لأقطعنّ يدي في سبيل حبك).
- بين الجمل والتراكيب الطويلة أو للفصل بين جملة طويلة بها فكرتين مرتبطتين ببعضهما البعض، مثل: (تناولت الفاكهة، والخضراوات، والكثير من المكسرات).
2- الفاصلة المنقوطة (؛)
- وتُستخدم فقط بين جملتين تكون إحداهما سبب الأخرى، مثل: (ارحم نفسك؛ يرحمك الله).
3- النقطة (.)
- وتُستخدم لختام الجمل التي أتمت معناها، أو ختام الفقرة وما شابه ذلك، مثل: وحين أردف قائلاً أحبك، شعرتُ بأن قلبي قد خرج من أضلعي.
- وتأتي في نهاية القوس الثاني أو علامة التنصيص أيضاً في حال انتهت الجملة بها، مثل: (مادام قلبي حياً، فإنه سيبقى على ذكر الله).
- أو بين الحروف والأسماء المختصرة مثل: (ق.م).
4- النقطتان (:)
- وتأتي بعد القول، مثل: (قال أحمد: أريد أن ألعب بالكرة).
- أو من أجل بيان أن ما سيُذكر سيوضح كل شيء أي ما بعدها تفصيل لما قبلها، مثل: (نايا: وهو صغير الغزال).
- أو عند تعداد أمر أو استخدام كلام يدل على ما يسبقه من الكلام مثل كلمة: (“مثل:“، “نحو هذا:“، “يدل ذلك:“).
5- الشرطتان أو خطّا الاعتراض (– –)
- وتُستخدم لحصر الجمل الاعتراضية فقط (الجملة الاعتراضية هي التي تدخل للجملة ولا ترتبط بها لكنها توضح أمر ما)، مثل: (قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم–).
6- الاستفهام (؟)
- وتُستخدم عند انتهاء الجملة الاستفهامية، مثل: (أأنت محمد؟) أو (حَضر إبراهيم؟).
7- إشارة التعجب (!)
- وتُستخدم في نهاية الجملة التعجبية، مثل: (ما هذا الجمال!).
- أو نهايات الجمل المعبرة عن الحزن أو الاستغاثة، مثل: (يالحسرتي!) أو (ساعدوني!).
- مما يعني أنها تستخدم لبيان أي شعور مما يجعلها توضح حالة الشعور.
8- القوسان المعقوفان ([])
- وُيستخدمان لحصر كلمة خارجة عن النص، أو عند زيادة المحقق على عبارة الغير، أي أنهما تحصران كل ما زاد عن النص، مثل: (وإن شطّ النوى به [أمعن في البعد]، فإن في قلبي حبه لا ينضب).
9- النقاط الثلاث أو علامة الحذف (…)
- وتُستخدم من أجل الدلالة على أن تتمة النص محذوفة، مثل: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن من أحبكم ألي وأقربكم…).
- أو تأتي للدلالة على أن للكلام تتمة، مثل: “صوت صفير البلبل، هيّج قلبي الثَملِ، الماء والزهر معاً، مع زهر لَحظِ المُقلِ…“
- أو لتجاوز الألفاظ النابية، مثل: (ما الذي تقوله أيها…).
10- الخط المائل (/)
- ويُستخدم للفصل بين أشياء مختلفة، مثل (قارن بين خط الرقعة/النسخ).
- أو لتحديد التواريخ وفصلها، مثل: (10/29).
11- الهلالان المزهّران ({})
- ويُستخدمان لوضع الآية الكريمة بينهما وفصلها عن أجزاء الكلام الأخرى مثل: {قُلْ هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَـٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ ۖقَلِيلًۭا مَّا تَشْكُرُونَ}.
12- القوسان الهلاليان (())
- ويُحصر بينهما المفردات والتراكيب أو معناها.
- أو يتم استخدامهما لفصل الكلام بين ما هو خاص بالكاتب وما هو منقول.
- أو لوضع ألفاظ التفسير والتوضيح.
- أو لحصر الأسماء بين الجمل أو الأرقام، مثل: الكاتب والروائي (باولو كويلو).
- تُستخدم أيضاً ضمن علامات التنصيص، مثل: “لقد سبق لي أن أحببته ولكنه لم يبادلني هذا، أردفت قائلة: (هل أنتِ حمقاء!) ولكنها لم تُجب سؤالي”.
13- الشارتان («»)
- تُستخدم لتمييز النصوص المنقولة عن الغير، مثل: «ماكنت أعلم قبل بادرة النوى، أن الأسود فرائس الغزلان».
- أو لبيان النصوص النبوية، مثل: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
- أو يتم استخدامها للإشارة على كلمات معينة متميزة، مثل: (زرت مدينة «الضوء» باريس).
14- علامتا التنصيص (” “)
- تُستخدم علامتا التنصيص عند كتابة العبارات المقتبسة أو النصوص المنقولة، مثل: (“التواضع نفاقٌ مرذول“).
- أو بعد القول المنقول أيضاً، مثل: (قال لي: “اذهب حيثما شئت“).
- أو عند ذكر حديثٍ ما، مثل: (قال رسول الله: “إنما الأعمال بالنيّات“).
15- الشرطة (–)
- تُستخدم للوصل بين الكلمات والجمل، مثل: (هل قرأت كتاب – لأنني أحبك؟).
- تُستخدم بعد الأرقام التي يتم وضعها للتعداد الرقمي وذلك بغية الفصل بين الكلام والرقم مثل: (1– 2– 3– 4– 5–).
- ويمكن استخدامها عند كتابة محاورة بين اثنين للتعويض عن تكرار اسميهما في النص، مثل: (تبادل أحمد ومحمد الحديث قائلين: – هل تُحب هيفاء؟ أجابه محمد: نعم، وهنا الشرطة نابت عن اسم أحمد ودلّت عليه.
- بين العدد والمعدود، مثل: (تنقسم قواعد اللغة إلى قسمين: (أولاً– الهمزة أول الكلمة، ثانياً– الهمزة في آخر الكلام).
نص فيه جميع علامات الترقيم
أيقنت أن خالد يحب الدراسة، والكتابة، والشعر، ويَجد أن سبيل النجاح؛ هو الدراسة، كما أنه يحبها بطريقة عجيبة يضاهي حب الرضيع لأمه! وعندما رأيته ذات مرة، أخبرته: (أنني أود لو أنك تجعلني أتطبّع بطباعك)،
سألني بفغر فاهه [باندهاش]: هل ترغب أن تصبح مثلي؟
أجبته: نعم، فإني ولله أجد أن العلم مهمٌ كالصلاة، أولم يخبرنا النبي –صلى الله عليه وسلم– بأهمية العلم حين قال: «طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم…».
ثم قال لي: أين تريد اللقاء؟ هل تريده في المكتبة/المدرسة؟
أجبته: لا مشكلة لدي في أي مكان تختاره، المهم أن نتعلم ونستفيد من شغفك هذا فقد أمرنا الله بالعلم أليس كذلك، وهذا نلتمسه في قوله –تعالى-: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، لذا علينا أن نبدأ بالقراءة في المكتبة أليس كذلك؟
فتعجبت لجوابه حينما قال: “فلله در العلم كيف ارتقت به عقول أناس كُنَّ بالأمس بلّها غذاها نمير العلم من فيض نوره جَلَت عن محياها المتوج بالبها تخيّرت من ليلاي أسمى عقودها فرائد درٍّ ما تشظى ولا وهي هدية قلب للذي طالما شدا“.
وكان هذا الجواب – بيت الشعر، كفيلاً بأن يوقظ إلهامي أكثر نحو العلم.
أسئلة شائعة حول علامات الترقيم
ماذا لو لم تكن هناك علامات ترقيم؟
يؤدي هذا إلى عدم وضوح النص وصعوبة قراءته بالشكل الصحيح، مما يجعله مبهماً وغير منتظم.
هل توضع علامات ترقيم في الشعر؟
تُساعد علامات الترقيم على توضيح المعنى الخاص بالقصيدة أو النص، ويمكن وضعها بالتأكيد لأنها تؤدي إلى توصيل الشعور والمعنى بدقة.
هل كان العرب قديماً يعرفون علامات الترقيم؟
لا لم يكن العرب قديماً يعرفون هذه العلامات، وكان جُلّ ما يعرفونه هو النقطة فقط أو كل ما يمكن له أن يقوم مقامها.
تم التنقيح بواسطة: محمد مشهدي.