غزة تحت النار – الاحتلال الصهيوني ينقض العهد ويغدر بالأبرياء
البارحة لم يكن في غزة سحورٌ ولا إفطار، بل كانت الموائد ممزوجةً بالدم، والأرواح تصعد إلى السماء قبل أن يصل الطعام إلى الأفواه، غزة تحت النار بينما العالم يشاهد!
غزة تحت النار – دماءٌ على موائد السحور والإفطار
في غزة لا يُرفع أذان الفجر إلا على أصوات الصواريخ، ولا يُسمع أذان المغرب إلا على أنين الجرحى وصيحات الثكالى، بينما ينعم العالم الإسلامي بأمان على موائد الإفطار، يواجه أهل غزة جرائم الاحتلال الصهيوني الذي لا يعرف للإنسانية معنى، ولا للعهد قيمة.
لم تكن الهدنة إلا خديعةً جديدة في سجل الاحتلال الأسود، إذ لم تكد تمضي الأيام حتى عاد القصف الوحشي ليحصد أرواح الأبرياء، هذه ليست المرة الأولى التي ينكث فيها العدو الصهيوني عهوده، فالغدر دينه والخيانة نهجه، والمجتمع الدولي يبارك بصمته هذا الإرهاب المنظم.
بنك الأهداف الإسرائيلي – الأطفال والنساء في مرمى النيران
لم يكن العدوان موجهاً ضد المقاومة بل ضد العزل والضعفاء، فالاحتلال جعل من الأطفال والنساء أهدافاً رئيسية لصواريخه، وكأن وجودهم في غزة جريمة لا تُغتفر، على مدار الساعات الماضية تجاوز عدد الشهداء 400 شخص، بينهم عشرات الأطفال والنساء، فيما أُصيب أكثر من 500 آخرين بجروح بليغة، في واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بدء العدوان، لا فرق لدى آلة القتل الإسرائيلية بين الأهداف، فالمنازل تُهدم بمن فيها، والمستشفيات تُقصف، والملاجئ لم تعد مكاناً آمناً.
أين أنتم يا أمة المليارين؟
أين الغضب؟ أين النخوة؟ أين من يدّعون نصرة الإسلام والمسلمين؟ هل صار المسلمون رقماً بلا معنى؟ كيف يسقط الأطفال تحت الركام، والنساء في العراء، والشيوخ تحت الأنقاض، بينما تتراقص الأمم على جراح غزة وتدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟
أما آن للبطولة أن تعود؟ يا عمر، لو رأيت كيف يُقتل العزل، وكيف تُباد العائلات تحت القصف، لبكيت دماً! ويا خالد، أين سيفك المسلول حينما يتبجّح الأعداء بإفناء المسلمين؟ لقد صار العالم يستهين بدمائنا لأننا أصبحنا أمّةً تخشى الموت أكثر مما يخشاه الأعداء.
غزة ليست وحدها بل الأمة كلها تحت القصف
إن المعركة ليست معركة غزة وحدها، بل معركة الأمة كلها، معركة العزّة والكرامة، معركة البقاء والوجود، ومن يظن أن صمت الحكّام سيطيل عمر الاحتلال فهو واهم، فغزة لا تعرف الركوع، والمقاومة ولدت من رحم الموت، ولن تذل لأحد سوى الله.
قد تشتد الظلمة، لكن لا بد للفجر أن يشرق، ولن تدوم دولة الأحتلال والظلم، وإن تخاذل القريب والبعيد، فإن في غزة رجالاً عاهدوا الله على الثبات، ولن يبيعوا قضيتهم ولو اجتمع أهل الأرض على كسرهم.
إنها غزة، رأس الحربة، ومقبرة الطغاة… فاصبروا وصابروا، فإن النصر وعد الله، والله لا يخلف الميعاد.