معركة من أشرس المعارك التي خاضها رسول الله وكانت من أهم الغزوات التي ساعدت المسلمين على تقوية أسس الإسلام في الجزيرة العربية فما هي أسباب قيام غزوة خيبر وأهم أحداثها.
ما هي غزوة خيبر؟
هي غزوة قامت بين المسلمين ويهود (خيبر والمدينة) أراد بها رسول الله أن يُحارب كل الأطراف التي تقف عائق أمام نشر الإسلام وتثبيت دعائم الدين، واستطاع المسلمين بعد هذا الانتصار العظيم الحصول على مغانم كبرى لم يحصلوا عليها في أي غزوة من قبل.
ما هي أسباب غزوة خيبر؟
بعد صُلح الحديبية أصبح شأن المسلمين كبير بين القبائل وأصبحوا معروفين بين العرب بعد فوزهم بالغزوات السابقة، فلم يكن متبقي سوى يهود خيبر الذين كانوا كالأفعى التي تنشر سُمها بين القبائل، كونهم حرضوا (بني قريضه) على نقض عهدهم مع رسول الله، وهم أيضا من حاولوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل، لذا كان يجب على نبي الله أن يضع لهم حداً، و يرفع راية الإسلام.
ما هي أحداث غزوة خيبر؟
في السنة السابعة بعد الهجرة خرج رسول الله ليلاً مع الجيش لغزو خيبر وأمر أهل الجهاد فقط بالخروج معه لتلك الغزوة فلم يأخذ معه سوى من عاهدوه تحت الشجرة في بداية الدعوة وقال: (لم يخرج معي إلا من جُرب في القتال) وكانت الحكمة من خروجهم ليلاً ألا يكون اليهود مستعدين للمعركة، كما أن اليهود دائماً ما يكونوا متحصنين بأكثر من حصن لحمايتهم لأنهم لا يستطيعون مواجهه المسلمين وجها لوجه، وبعدما علم جمعاً من المنافقين بخروج رسول الله إلى خيبر أرسلوا إلى اليهود لتحذيرهم من قدوم نبي الله لمحاربتهم، وبدأ اليهود بالاستعداد وتجهيز الحصون لحمايتهم وهم خائفين من مواجهة رسول الله وهذا ما جعلهم يرسلوا إلى قبيلة (غطفان) ليطلبوا منها الانضمام إليهم ووافقت غطفان على مساعدتهم مقابل أخذ نصف ثمار خيبر وبالفعل وافق اليهود واستعدت غطفان للذهاب ومساعدتهم.
ماذا فعل النبي كي يعيق غطفان عن مساندة يهود خيبر؟
كان رسول الله يعلم أن خيبر قد تطلب مساعدة غطفان في حمايتهم فنزل بوادي يُقال له (الرجيع) بين خيبر وبين غطفان ليكون حائلاً بينهم وعندما علمت غطفان بنوايا رسول الله رجعت لأهلها لتحميهم وتركت خيبر تواجهه مصيرها ضد المسلمين وخَلت بهم.
ما هو موقف رسول الله مع على ابن أبي طالب في غزوة خيبر؟
عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر داعى الله لكي ينصرهم قائلاً (اللهم رب السماوات السبع وما أظلَلْن، ورب الأرَضين السبع وما أقلَلْن، ورب الرياح وما ذرين، ورب الشياطين وما أضللن، نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها) رواه النسائي، ثم عسكروا حتى الصباح وأراد نبي الله أن يُحمس الصحابة فقال لهم: (لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) رواه البخاري، وظل كُل من الصحابة يتمنى أن يكون هو من يحبه الله ورسوله وفي اليوم التالي نادى رسول الله على (علي ابن أبي طالب) فقال له الصحابة يا نبي الله إن علي يشتكي عينه فطلب منهم أن يأتوا به ودعا له بالشفاء ونفخ في عينيه فشُفي علي بإذن من الله وأمسك الراية، وأوصاه رسول الله أن يدعوا خيبر للإسلام قبل مقاتلتهم وقال له صلى الله عليه وسلم: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حُمْر النعم)، رواه البخاري ومسلم.
ما هي تفاصيل معركة خيبر ضد المسلمين؟
عندما خرج يهود خيبر لجمع الثمار من مزارعهم وشاهدوا رسول الله رجعوا إلى حصنهم وهم يهللون ويقولو محمد و الخميس (وذكر الفقهاء أن معنى الخميس هم الجنود)، وكان يهود خيبر محصنين بسبعة من الحصون، فحاصرهم نبي الله فـ حصنهم الاول والذى كان يدعى (حصن ناعم) ويقال انه كان أقوى حصن بين الحصون وبعد هدمهم للحصن الاول فر اليهود إلى حصنهم الثاني فحاصر المسلمون حصنهم الثاني والذى كان يدعى (حصن الصعب) وطال الحصار أياماً لم يكن فيها المسلمين قادرين على الصمود من شدة التعب فدعا رسول الله ربه أن يُعينه على فتح الحصن، فاستجاب الله لدعاء نبيه وقذف في قلوب اليهود الرعب ودك حصن الصعب دكاً ففر اليهود إلى حصنهم الثالث والذى كان يدعى (حصن الزُبير) واستمر الحصار أيام دون خروج اليهود، حتى قال أحداً من اليهود إلى رسول الله (يا محمد والله لو حاصرتهم أشهُر لن يخرجوا ابداً لآن عندهم طعامهم، ومائهم إليهم تجري فإن قطعت عنهم مائهم لم يستطيعوا الصمود) وبالفعل قطع نبي الله عليهم الماء ففروا للحصن الرابع واستمر الرسول والصحابة بفتح باقي الحصون حتى استسلم اليهود وخرجوا للمفاوضة.
نتائج غزوة خيبر
انتهت غزوة خيبر بانتصار المسلمين على اليهود وفتح حصونهم، وقد عاهدت اليهود رسول الله على أن يبقيهم في أراضيهم ليزرعوها مقابل إعطاء المسلمين نصف الثمار التي تخرج من خيبر، ووافق نبي الله بشرط ألا ينقضوا العهد كما فعل يهود المدينة من قبل، وإن نقضوا العهد فيخرجهم من خيبر، وأخد المسلمون أسلحة اليهود وذهبهم غنيمة لانتصارهم في الغزوة.
