للأم حق على أولادها أوجبه الله ورسوله عليهم، كما إن لها فضلاً عظيماً مهما فعلوا لن يستطيعوا رد ولو جزء بسيط من هذا الفضل لها، فما هو فضل الأم على الأبناء وبرها لهم؟
ما مفهوم فضل الأم وكيفية برها؟
تعيش الأم حياتها وهي تحمل مسؤولية رعاية زوجها و أبنائها، كما تبذل جهداً كبيراً في سبيل تربية أطفالها تربية إسلامية صحيحة، حتى يُصبحوا قادرين أن يعتمدوا على أنفسهم، ولبر الأم ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، لذلك يجب على الأبناء طاعة واحترام الأم، وأن يحنوا و يحسنوا إليها، بالإضافة إلى تلبية احتياجاتها وتحمُلها عند الكبر، وعدم القسوة عليها مهما تكن الظروف، فعن معاوية السلمي رضي الله عنه، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال: هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها) اخرجه النسائي.
ما مفهوم فضل الأم في الإسلام؟
دعانا الإسلام إلى بر الوالدين والإحسان إليهما، لكنه أولى الأم اهتماماً خاصاً فجعل الله تعالى رضاها وطاعتها مرتبطاً بطاعة ورضا الله سبحانه وتعالى، فالإنسان الذي لا يُطيع والدته ويقوم بإغضابها يلقى العقاب الشديد في الدنيا والآخرة، كما تعد الأم أكثر الأشخاص حقاً في صحبة ولدها فهي من ستُدله دائماً على الصواب وستكون المشجع الأول له والبُصلة الخاصة به ليتوجه نحو طريق الصلاح، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجُل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناسِ بحُسن صحابتي؟ قال: أُمكَ قال: ثُم من؟ قال: ثُم أُمك قال: ثُم من؟ قال: ثُم أُمكَ قالَ: ثُم من؟ قالَ: ثُم أبُوك) رواه (البخاري)، كما ذُكر فضل الأم في أحاديث كثيرة ومواضع كثيرة لتُبين أهمية برها وطاعتها وعدم إغضابها ومعصيتها إلا في الشِرك بالله.
ما جزاء بر الأم في الدنيا والآخرة؟
بر الأم من أعظم أبواب الخير وثوابه أكبر من ثواب الجهاد في سبيل الله، وهذا يدل على إلزامية بر الأمهات وطاعتهم لدخول الجنة، ومن كان باراً بأمه و مطيع لها له جزاء كبير في الدنيا، ويتمثل هذا الجزاء العظيم في:
- فتح الله على من يبر أمه أبواب الخير.
- يسر الله له حياته.
- رزقه الله خيراً مما قدم إليها أضعافاً.
- باب من أبواب الجنة.
- سبب في زيادة الرزق.
- سبب في غفران الذنوب.
- بر الأم يُنجي من الكروب.
- بركة في العمل.
- بركة في الرزق.
- بركة في الأولاد.
فعن عبد الله بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ) اخرجة الترمذي.
ما هو فضل الأم في المجتمع؟
يعتبر دور الأم في المجتمع من أهم الأدوار التي تقوم عليها نشأته فهي من تربي أبنائها ليكونوا ثمرة الأمة الطيبة، وتستعين بأُسس سليمة تهيء بها أبنائها ليكون لهم دور فعال في بناء مجتمعهم، وتعلمهم الترابط والانتماء للأسرة والمجتمع كما انها تحافظ على كيان الأسرة فالأم الصالحة خير للمجتمع والأمة، أما الأم غير الصالحة فإن تربيتها تؤدي إلى تدمير المجتمع فعندما يصبح أطفالها غير أسوياء، تؤدي نتائج تربيتها إلى انتشار الفساد والأذى في المجتمع وعدم التقدم، كما ذُكر في بعض المقولات المأثورة: (الأم هي من تحيا وتعيش من أجل بناء أسرة متماسكة مترابطة وهي من تظهر كنور مضيء في الظلمات لترشدنا إلى طريق صحيح وتسهر كالقمر إن أصابنا مكروه أو علة في ليالي الألم وتكون كالمقص الذي يقطع أشواك الجرح والأذى من ربيع العمر).
أهم الأحاديث عن بر الأم
ورد الكثير من الأحاديث لتأكيد واجب بر الأم وفضلها على أبنائها، فجعل الله تعالى جزاء من يبر أمه الجنة كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أهم هذه الأحاديث:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا، إن اللهَ تعالى يوصيكم بآبائكم مرتين، إن الله تعالى يوصيكم بالأقرب فالأقرب) رواه المقدام بن معدي كرب.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر: أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة) رواه مسلم.
- عن سعد بنِ عُبادة، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسَلَّمَ فقال: إن أمي ماتَتْ وعليها نَذرٌ؛ أفيُجزئ عنها أنْ أُعتِق عنها؟ قال: أعتِق عن أمك) رواه النسائي.
- عن أسماء بنت أبي بكر قالت: (قدمتْ علي أُمي وهي مُشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صَلى اللهُ عليه وسلم، قُلت: وهي راغِبة، أفأصل أُمي؟ قال: نعم صلي أمكِ) رواه البخاري ومسلم.
- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت : (يا رسولَ اللهِ إنِّي كنتُ تصدقتُ على أمي بصدقةٍ فماتت ورجعت الصدقة إلي، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: وجب أجرُك ورجعت إليك صدقتُك، فقالت: يا رسولَ اللهِ إن أمي ماتت ولم تحُج أفأحج عنها؟ قال: نعم حُجي عنها، قالت: إنَّ أمي ماتت وعليها صومُ شهر أفأصومُ عنها؟ قال: نعم فصُومي عنها) واه الإمام داود.
فضل الأم في القرآن
هناك العديد من الآيات القرآنية التي توضح أهمية الأم وفضلها ومن أهم هذه الآيات:
- قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) سورة لقمان.
- قال تعالى: (قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا) سورة الإسراء.
- قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وان أعمل صالحاً ترضاه أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من للمسلمين) سورة الأحقاف.
