ما هو فن الكولاج وما هي أنواعه وأين نشأ
يعتمد فن الكولاج على أسلوب التعبير بحرية أكثر عند تحويل العمل الفني رفيع المستوى إلى نمط أكثر تعبيراً ووضوحاً، لذا فهو يسعى للخروج عن القولبة ونقل المشاعر بتعبير أفصح.
ما هو فن الكولاج؟
الكولاج هو كلمة فرنسية الأصل (COLLER) وتعني لصق والفن الخاص به عبارة عن تكوين فني بصري يمكن للشخص إنشاؤه من مواد مختلفة بخامات متعددة مثل (الورق، الأقمشة، الصور الفوتوغرافية).
حيث يتم تقطيع وتلزيق تلك المواد إما على اللوحات المسطحة أو الورق أو القماش وكل ما شابه ذلك بما يسمّى الرسم بالكولاج، ولكن هذا الفن لا يحتكر فكرة استخدام أكثر من مادة من أجل صنع لوحة فنية فقط.
إنما بالإمكان أن تصنع لوحة أيضاً تنتمي لفن الكولاج من مادة واحدة مثل قصاصات الورق ولصقها على الأسطح أو اللوحات بما يحوّلها إلى لوحة فنية، أو بالإمكان تنويع الخامات المستخدمة والأدوات بما يجعل اللوحة أكثر تميزاً.
تاريخ فن الكولاج ونشأته
بدأ هذا الفن ينضج رويداً بعد ظهور صناعة الورق في الصين في القرن الثاني الميلادي، ولكن لم يصبح شائعاً وواضح المعالم سوى في القرن العاشر، حيث تم استخدام الورق والأحجار الكريمة وأوراق الذهب من أجل صناعة عمل فني ديني وهذا هو الشكل المبكّر من الكولاج.
ثم تم استخدامه بشكل أوسع من قبل (بابلو بيكاسو وبراك)، حيث عَمِلا على استخدامه في لوحاتهم الزيتية، هذا بالنسبة لبيكاسو، أما براك فقد كان يفضّل دمجه مع رسوماته بالفحم.
كما أن الرسّام (ماتيس) أيضاً كان ممن استخدموا فن الكولاج خاصةً بعدما أصبحت عيناه لا تسعفانه على الرسم لذا بدأ بتحويل رسوماته إلى قطع من مواد مختلفة مجمعة لصناعة لوحة فنية.
مما يعني أن من صاغ مصطلح الكولاج وساعد على انتشار مفهوم هذا الفن، هو روّاد الحركة التكعيبية، وهما كما ذكرنا سابقاً (جورج براك) و(بابلو بيكاسو) وذلك في أثناء اكتشافهما اللغة التصويرية الجديدة التي تشوّه مواضيعهم.
فن الكولاج وأنواعه
أشكال الكولاج تنقسم إلى عدة أنواع مختلفة، وكل نوع منها يتحدى المعايير الفنية الرفيعة ويرفض ثقافة البرجوازية، ومن أبرز تلك الأنواع:
نوع الورق المجمع (الكولاج الورقي)
وهي عملية لصق الورق على الأسطح المستوية، وهذا النوع من فن الكولاج كان أكثر شيوعاً في لوحات بيكاسو وبراك حيث عَمدا على استخدام لصاقات الورق بجانب رسوماتهم لطمس القدرة على التمييز بين الفن الرفيع والحياة اليومية، كما أن العمل ليس مشروط بأن يكون لنوع ورق واحد، لأنه بالإمكان إما تنويع الورق أو استخدام نوع واحد.
فن التجميعات (الصور المجمعة)
وهي العملية التي تقوم على تجميع مواد مختلفة لتركيب ثلاثية أبعاد، حيث يعود هذا النوع للسرياليين والذين عَمدوا على استخدام تركيبات ثلاثية أبعاد بناءً على اقتناعهم بأقوال “سيجموند فرويد” حول العقل الواعي واللاواعي، ويمكن إنشاء هذا النوع من الكولاج بواسطة مواد مختلفة وضمّها في طبقات.
الفن التصويري الرقمي
وهو ما وصلت إليه التكنولوجيا، حيث أتاحت أمام الجميع فرصة تشكيل لوحات من خلال برامج تتيح لك استخدام مجموعات مختلفة من الصور الرقمية.
ديكوباج
ويعتمد هذا النوع استخدام مواد مسطحة، مثل البلاستيك أو ورق الزخرفة أو الشمع، ولصقه على أي شيء من اختيارك، سواء كان هذا (هاتفك المحمول) أو (ساعة) ثم وضع طلاء شفاف لمنع تقشّر الورق.
الفسيفساء
ويعتمد هذا النوع على استخدام مواد مثل الحجر والزجاج والحصى والرخام أو زجاج مكسّر للنوافذ الملونة أو أحجار منقوعة، وهذا النوع ذو شعبية واسعة بين المجتمع.
ديكولاج
وهي عملية إزالة الملصقات الإعلانية من أجل إظهار الكلمات الموجودة أسفل الصورة وتوضيحها أكثر.
فن الكولاج بالقماش
والذي يتم عمله من خلال بضعة أقمشة مختلفة للملابس القديمة وغيرها، ثم تقطيعها ولصقها لصنع تصميم متميز، ويمكن لك أيضاً أن تحيكها بدلاً من لصقها إن لزم الأمر.
فن التصويري الخشبي الطبيعي
ويمكن إنشاء هذا النوع من خلال استثمار أوراق الشجر والأغصان والصدف وغيرها، والذي يجعل أمر الفن هذا جميلاً هو المتعة التي ستحصل عليها عند تجميع هذه المواد الطبيعية على الأسطح المستوية.
مونتاج/فوتو مونتاج
وهو عملية تجميع الصور الفوتوغرافية بشكل تركيبي تراتبي أو عشوائي في محاولة لإعادة إنشاء معنى آخر للصور المختلفة.
الفرق بين فن الكولاج والديكوباج
رغم أن النوعين يعتمدان على الفن البصري وأسلوب القص واللصق والتقطيع، إلا أن الكولاج يتبّع أسلوب تكوين لوحات على الورق أو الأقمشة من مواد مختلفة ومقطّعة، أما الديكوباج فهو يعتمد على تزيين الأشياء مثل تزيين الزجاجات أو الصناديق أو الأسطح الخشبية أو قطع الأثاث بغية تحسين الأشياء.
ووضع عدة طبقات رقيقة فوق بعضها البعض ثم تغطيتها بمادة (الورنيش) وهذا الاختلاف البسيط بينه وبين الكولاج والذي يقوم على مبدأ عمل فن بصري دون غاية في التحسين أو التزيين.