سوريا بين فوضى السلاح في الساحل السوري وأشباح الاستبداد
فوضى السلاح تُشكل تهديداً وجودياً لسوريا، إذ تتكشف كل يوم كميات ضخمة من السلاح، وبالأخص في الساحل السوري، ما يشير إلى مخططات خبيثة لزعزعة الأمن وإجهاض نصر الشعب العظيم.
فوضى السلاح كل يومٍ والثاني تتكشف الحقيقةُ المرةُ!
كل يومٍ والثاني نرى الأمنَ العامِ السوريَّ والجيشَ السوريَّ يضبطان كمياتٍ هائلةً من الأسلحةِ في الساحلِ السوريِّ، وبالتحديدِ في مدينةِ القرداحةِ! هذا المشهدُ المكررُ يصفعنا بواقعٍ لا يرحمُ، ويجبرنا على إعادةِ النظرِ في المشهدِ السوريِّ بكلِّ قوةٍ وحدةٍ.
فكم أنتم متسلحونَ يا أعداءَ الحريةِ؟ ولماذا كلُّ هذا السلاحُ المتراكمُ في أيديكم؟ هل هو للدفاعِ عن أنفسكم، أم أنكم تخططون لحربٍ جديدةٍ تُغرقون بها سوريا في دماءٍ أخرى؟ إنها ليست مجرد أسلحةٍ، بل دليلٌ دامغٌ على نواياكم السوداءِ التي لا تعرفُ الراحةَ ولا الهدنةَ!
فلولُ النظامِ: أشباحُ الماضي ترفضُ الموتَ!
نعم هنا نوقنُ ونرى بعيونٍ مفتوحةٍ أن فلولَ النظامِ البائدِ لا تزالُ حيةً ترزقُ، متجذرةً في أرضِ الساحل وغيرها من المناطقِ، هؤلاء ليسوا مجردَ أفرادٍ ضالينَ، بل هم بقايا الاستبدادِ الذين يتشبثونَ بالقوةِ الغاشمةِ ليعيدوا أيامَ الظلمِ والطغيانِ، كل مداهمةٍ تكشفُ عن أوكارهم تُظهر الحقيقةَ عاريةً.
لكن ما يثيرُ الغضبَ أكثرَ هو ظهورُ من يُسمونَ أنفسهم “الإنسانيينَ الجددَ”، يرفعونَ رايةَ المظلوميةِ ويصرخونَ: “أنتم تعتدونَ على المدنيينَ!” أيُّ مدنيينَ هؤلاءِ الذين يمتلكونَ أسلحةً ثقيلةً وخفيفةً، بل وحتى مسيراتٍ انقضاضيةً متفجرةً؟ كفى كذباً وتضليلاً، فهؤلاء ليسوا مدنيينَ، بل هم جنودُ الظلامِ الذين يتربصونَ بالشعبِ السوريِّ دوائرَ الشرِّ!
حاضنةُ بشار الأسد: شعبٌ للنظامِ لا للوطنِ!
إن الحقيقةَ واضحةٌ كالشمسِ في رابعةِ النهارِ: هؤلاء هم الحاضنةُ الشعبيةُ لبشار الأسد، باستثناءِ القلةِ الذين عافاهم اللهُ من هذا المصيرِ، أولئك الذين ناصروه في ظلمهِ واستبدادهِ، وقدموا له الرجالَ والعتادَ، وساهموا في استعبادِ السوريينَ لعقودٍ طويلةٍ.
ما نوعُ هؤلاء “المدنيينَ” الذين يعجونَ بالسلاحِ، ويملكونَ القدرةَ على زعزعةِ الأمنِ والاستقرارِ متى شاؤوا؟ إنهم ليسوا سوى أعداءِ الشعبِ، الذين وقفوا ضدهُ حتى في لحظاتِ نصرهِ، ونغصوا عليه فرحةَ الانعتاقِ من قيودِ الطغيانِ، لقد صبرَ الشعبُ السوريُّ 14 عاماً من الظلمِ والقهرِ والموت، فكيف يُسمحُ لهؤلاءِ أن يسرقوا منه نورَ الحريةِ بعد كلِّ هذا الصبرِ؟
كم من السلاحِ يختبئُ في هذه المناطقِ؟ وكم من أفرادٍ ينتمونَ إلى فلولِ النظامِ البائدِ لا يزالونَ يتربصونَ بالوطنِ؟ لماذا تستمرُّ هذه الخلايا في التسلحِ بعد أن رفعَ الشعبُ السوريُّ رايةَ النصرِ، وأعلنَ صبرهُ الطويلَ على الطغيانِ؟
إن سوريا اليومَ تقفُ على مفترقِ طرقٍ: إما أن تُطهرَ أرضها من هذه البقايا المتشبثةِ بالسلاحِ والفوضى، وإما أن تبقى أسيرةً لماضٍ دمويٍّ، رهينةً في قبضةِ الطغاةِ وأعوانهم، أيها الشعبُ، إنها معركةُ وجودٍ، فلا مكانَ للتهاونِ ولا مجالَ للتراجعِ!
إلى متى يستمرُّ العبثُ؟
لقد تحملَ الشعبُ السوريُّ نصفَ قرنٍ من القمعِ والظلمِ، سفكت دماؤهُ، ودُمرت أحلامهُ تحت نيرِ الاستبدادِ، واليومَ وقد اقتربت ساعةُ الحقيقةِ، أليسَ من حقهِ أن يرى نورَ العدالةِ والحريةِ؟ أليسَ من حقهِ أن يتنفسَ هواءً نقياً لا يعكرهُ غبارُ السلاحِ ولا يلوثهُ بارودُ الخيانةِ؟ لكن كيفَ لهذا النورِ أن يبزغَ في وطنٍ لا يزالُ يعجُّ بالترساناتِ العسكريةِ التي تغذيها أيادي الغدرِ؟ كيفَ تكتملُ فرحةُ النصرِ، وأعداءُ الشعبِ لا يزالونَ متربصينَ في زوايا الظلامِ، يتآمرونَ ويخططونَ للانقضاضِ عليهِ من جديدٍ؟
فهل ستُطهرُ سوريا أرضها من أدرانِ فوضى السلاحِ ومخططاتِ الشرِّ الدفينةِ؟ أم سيظلُّ شبحُ النظام المجرم وفلوله المخلصونَ له يتربصونَ بكلِّ زاويةٍ، يُعيدونَ نسجَ خيوطَ الظلامِ؟ إلى متى يصبرُ الشعبُ السوريُّ المكلومُ، وهو يُقاومُ هذا العبثَ المتجذرَ، قبلَ أن يرى نورَ الحريةِ الصافي يعمُّ الوطنَ ويُنهي لعنةَ الماضي إلى الأبدِ؟