ما هي قصة السندباد البحري بشكل ملخص بالعربية
قصة السندباد البحري بطل الأساطير والأمواج الذي رُسمت ملامح مغامراته بين الجزر البعيدة هي تراثاً تاريخياً للعرب، هيّا لنكتشف كيف استطاع تحويل كل تحدي صعب إلى فرصة.
قصة السندباد البحري
تدور أحداث قصة السندباد البحري حول شخصية أسطورية من قصص ألف ليلة وليلة، وهو بحّار عربي من (بغداد) في العراق عاش في زمن الخلافة العباسية أثناء فترة حُكم الخليفة (هارون الرشيد)، يهوى المغامرات ومعروف بذكائه وحسن حظه.
سندباد يحكي قصته لهندباد الحمّال
تبدأ قصة السندباد بحديث بينه وبين شخص يجلس أمام منزله، حيث كان هناك شخص فقير يُدعى (هندباد) يعمل حمّال في السوق يمر من أمام منزل لتاجر ثري، ويجلس على المقعد الخارجي لهذا المنزل ليرتاح قليلاً، فقد أرهقه هذا العمل الشاق ويشكو الله بصوتٍ مسموع من هذا الظلم الذي يعانيه في هذا العمل المتعب، بينما يحصل غيره على الأموال بسهولة دون تعب، فيسمعه صاحب المنزل (السندباد البحري) و يستدعيه ليحكي له أنه أصبح ثريّاً بفضل الحظ وبفضل رحلاته البحرية وبدأ بسرد قصّته للحمّال.
تبديد السندباد لثروة والده
أخبر السندباد هذا الفقير أنه بعد وفاة والده قد ورث منه الكثير من الأموال والكنوز والذهب، وبدأ بصرف هذه الأموال وتبديد تلك الثروة على ملذّاته الشخصية دون أدنى شعور بالمسؤولية، فعاش حياته مُرفّهاً إلى أن أتى اليوم الذي وجد فيه أن ثروته بدأت بالانتهاء، ولا بد من البدء في العمل لجمع المال وقرر العمل في التجارة والإبحار اقتداءاً بوالده، فيبيع الباقي من أملاكه ويشتري بثمنها بضائع ويذهب في رحلة بحريّة مع عمّه (علي).
الرحلة الأولى (الحوت والجزيرة)
رست السفينة على أحد الشواطئ ونزل طاقم السفينة ليأخذوا قسطاً من الراحة وأشعلوا النيران، ليكتشفوا أنهم على ظهر حوت ضخم استيقظ بسبب النيران وبدأ بالتحرّك، فسقطوا جميعاً في المياه نجا القليل منهم ولكن تركوا السندباد يواجه مصيره وحيداً، ليستطيع النجاة بفضل قطعة خشبيّة حملته إلى جزيرة مليئة بالأشجار، وهناك وجد فرس يغرق في المياه فينقذه السندباد من الغرق، ومن حُسن الحظ يكون هذا الخيل لملك هذه الجزيرة فيكافئ السندباد على معروفه ويصبحان أصدقاء، إلى أن يأتي اليوم الذي تصل فيه سفينة السندباد إلى شاطئ هذه الجزيرة فيسترد بضائعه ويمنحها للملك تعبيراً عن امتنانه، فقام الملك بإعطاء السندباد هدايا غالية الثمن، فيبيعها السندباد ويحقق أرباح كبيرة ليعود بعدها إلى بغداد مُحمّلاً بأموال طائلة.
الرحلة الثانية (الألماس وطيور الرخ)
يحكي السندباد أنه كان قلقاً من حياة الفراغ و قرر العودة إلى البحر لاستكشاف العالم، وخلال رحلة الإبحار الثانية يتخلّّى عنه رفاقه، فوجد نفسه عالقاً في جزيرة فيها الكثير من بيوض طائر الرخّ، وكان السبيل للنجاة هو أن يتعلّق بالطائر ليحمله خارج هذا المكان، وبالفعل أخذه الطائر وانتقل به إلى وادٍ مملوء بالثعابين العملاقة وأرضه مغطاة بالألماس، وكان التجّار يُلقون قطع اللحم في هذا الوادي وتأخذها الطيور إلى أعشاشها، فيقوم التجّار بإبعاد الطيور والتقاط الألماسات العالقة على قطع اللحم، وهنا استخدم السندباد حيلته وربط لحماً على ظهره وحصل على أحجار كريمة، وبعد أن حمله الطائر إلى العش أنقذه التجّار وعاد إلى بغداد مُحمّلاً بثروة من الألماس والأحجار الكريمة.
الرحلة الثالثة (الوحش العملاق)
في هذه المغامرة يجد السندباد نفسه هو ورفاقه في جزيرة يسكنها وحش ضخم شكله مُخيف، لونه أسود وشفتاه كبيرتان و متدليتان إلى الأسفل ومخالبه كبيرة تُشبه مخالب الأسد وعينان كبيرة حمراء مثل الجمر، هاجم الوحش سندباد ورفاقه وبدأ بأكل الشخص الأكبر حجماً وهو قبطان السفينة، واجه السندباد هذا الوحش وأعماه بإدخال سيخين ساخنين في عينيه واستطاع الهروب مع أصدقائه واسترد بضائعه التي كان يظن أنها ضاعت، وعاد سالماً إلى بغداد.
الرحلة الرابعة (آكلي لحوم البشر و دفن السندباد حي)
أثناء الرحلة الرابعة تهبّ عاصفة قوية تطيح بالسندباد ورفاقه عن ظهر السفينة لينجوا بأعجوبة بفضل الأشياء التي تمسّكوا بها، و تقودهم الأمواج إلى شاطئ جزيرة يسكنها آكلي لحوم البشر، الذين وجدوا في السندباد ورفاقه وجبة دسمة لكن استطاع بطلنا بحكمته ودهائه الهروب والوصول إلى الطرف الآخر من الجزيرة، وهناك تعرّفوا على بشر طبيعيين وعاشوا فترة من الزمن في هذه الجزيرة، أُعجب ملك هذه الجزيرة بالسندباد وقرر تزويجه بابنة أحد أعيان الجزيرة، ولسوء الحظ بعد فترة من الزمن توفّت زوجة البطل وكانت العادة في هذه المملكة أن الزوج يُدفن حي مع زوجته، وبالفعل دفنوا بطلنا بالقوّة ومعه القليل من الماء وسبع قطع خبز، مما سمح له بالبقاء على قيد الحياة إلى أن وجد حفرة صغيرة حفرها حيوانٍ ما، فزحف واستطاع الخروج منها ليجد نفسه على الشاطئ وتأتي سفينة بحريّة تنقذه وتعود به إلى بغداد.
الرحلة الخامسة (الوحش العجوز وجزيرة القردة)
أثناء هذه الرحلة تمر السفينة بجانب جزيرة صحراوية، فيرى طاقم السفينة بيضة الرخ الكبيرة و دفعهم الفضول لكسرها وتناول ما بداخلها، شعر السندباد بخطورة فعلتهم وأمرهم بالعودة إلى السفينة والإبحار بسرعة، وما هي سوى لحظات حتى بدأت طيور الرخ بمهاجمة طاقم السفينة بأحجار ضخمة كانت تحملها وتلقيها عليهم، فاختلّ توازنهم و سقطوا عن ظهر السفينة بعد أن تدمّرت، و وجد السندباد نفسه في جزيرة غريبة التقى فيها برجلٍ عجوز طلب من سندباد أن يحمله على ظهره، وافق السندباد وهنا وقع ضحية لهذا الرجل فهو وحش التصق على ظهر البطل ورفض النزول، وكلّما حاول البطل التخلّص منه لا يستطيع، لكن في النهاية استخدم حيلة ذكية وأقنع العجوز بشرب النبيذ إلى أن سقط واستطاع السندباد الهروب، وتحمله إحدى القوارب إلى جزيرة القردة آكلي اللحوم، لكن استطاع السندباد بذكائه و بمساعدة هذه القرود استرجاع ثروته والعودة إلى بلاده.
الرحلة السادسة (المجاعة وجزيرة الكنوز)
يشرع سندباد في رحلة بحرية مع مجموعة من التجّار، لكن المفاجأة تحدث عندما تضربهم عاصفة قوية تتسبب في دمار سفينتهم، ويجد الناجون من الغرق أنفسهم على جزيرة نائية تفتقر إلى الطعام لكنها مليئة بالجواهر اللامعة والأحجار الكريمة، فتبدأ المجاعة ويموت باقي الناجون من الجوع، لكن السندباد بروح المغامرة التي يتمتع بها يرفض الاستسلام ويقوم ببناء طوف وينجرف بموجب التيار ليصل إلى منطقة ريفية اسمها (سيلان) وهو محمّلاً بالكنوز والمجوهرات التي جمعها من الجزيرة، تأثّر المزارعين الذين أنقذوه بالقصة التي رواها وذهبوا به إلى الملك، و أعجب الملك بالسندباد وبالقصص التي رواها عن هارون الرشيد، و ساعده في العودة إلى مدينته مُحققاً أحلامه ومحتفظاً بالكنوز والهداية.
الرحلة السابعة (الأرواح الشريرة)
بعد أن تحطّمت السفينة يجد السندباد نفسه في جزيرة جميلة يحكمها رجلاً طيباً ذو أخلاق حميدة، يُحب الملك بطلنا ويعامله معاملة حسنة ويعرض عليه الزواج من ابنته الوحيدة، وبالفعل يتزوج سندباد ابنة الملك وبعد وفاة والدها يرث العرش من بعده، لكن الغريب في هذه المدينة أن سكانها يتحوّلون إلى طيور ويحلقون بعيداً نحو السماء يوم واحد كل شهر، مما أثار فضول السندباد ليذهب معهم راكباً أحد الطيور، فتقترب الطيور من السماء ويسمعون الملائكة تسبّح الله عز وجل، فيبدأ السندباد بالتسبيح وذكر الله معهم، وما هي إلا دقائق حتى تسقط النيران من السماء لتقتل معظم الطيور، ليكتشف صديقنا أن أهل هذه المدينة شياطين وأرواح شريرة، فيأخذ زوجته ويعود إلى بغداد ويقرر عدم الخوض في مغامرات وعدم الإبحار مجدداً.
من هو كاتب قصة السندباد البحري؟
تُعتبر هذه القصة واحدة من القصص المشهورة التي أُخذت من كتاب (ألف ليلة وليلة)، وبرغم شهرة الكتاب الواسعة إلّا أنه لم يتم تحديد كاتب واحد على وجه الدقة ليُنسب إليه تأليف هذا الكتاب، فقد تم تجميع القصص الموجودة في (ألف ليلة وليلة) وتطويرها على مر العصور من قِبَل الكثير من الكتّاب والمؤلفين، لذلك لم نتمكّن من معرفة هوية كاتب قصة السندباد الحقيقي.
العبرة من قصة السندباد البحري؟
هناك العديد من العبر التي تحملها قصة السندباد، منها:
- حملت شخصية السندباد مجموعة كبيرة من الصفات الجميلة المُلهمة للأطفال مثل الشجاعة والإصرار والمثابرة لتحقيق النجاح.
- تُبرز القصة أهمية العمل الجماعي ففي أغلب مغامراته يحتاج من يساعده للخروج من المأزق واكتسب الكثير من الأصدقاء، مما يعزز قيمة الصداقة.
- كل رحلة من رحلات السندباد تُعلّمناً درساً جديداً مثل عدم الثقة في الغرباء، وأن عدم الاستسلام في مواجهة الصعاب هو سبيل النجاة.