قصة الف ليلة وليلة الحقيقية بشكل مختصر
“وهُنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المُباح” تلك هي العبارة الأشهر في قصة الف ليلة وليلة، والتي سنتناول تفاصيلها الشيقة عبر ما يلي من سطور.
ملخص قصة الف ليلة وليلة
الف ليلة وليلة قصة رائعة تشير إلى مدى ذكاء ودهاء المرأة، حتى وإن كان ذلك مع رجل يتمتع بالسلطة والجاه، إذ تتكون تلك القصة من عدة فصول.
الفصل الأول من قصة الف ليلة وليلة
يُحكى أنه كان هُناك ملك عظيم يدعى شهريار، والذي كان يقتل كل من يتزوجها في صباح ليلة الزواج، وذلك لأنه كره جميع النساء بعد أن تعرض للخيانة من قِبل زوجته الأولى، مما كان سبباً في ابتعاد النساء عنه والخوف من الزواج منه، إلا شهرزاد، وهي ابنة وزير الملك، فقد وافقت على الزواج من الملك شهريار لأنها تعلم أن لديها من الذكاء ما يقدر على إنقاذها من الموت المحقق.
الفصل الثاني من قصة الف ليلة وليلة
في ليلة زواج شهرزاد من شهريار أخذت تسرد له قصة مشوقة، وبدأت حديثها بالمقولة الشهيرة: “بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد” وبدأت في سرد أحداث قصة من أشهر قصص الف ليلة وليلة، ولم تبلغ نهايتها حتى صاح الديك معلناً قدوم الصباح، فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح، مما جعل أختها تقول لها: “ما أطيب حديثك، وألطفه، وألذه وأعذبه! فردت عليها شهرزاد: “وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك؟”.
مما كان سبباً في أن يؤجل الملك قتلها، إذ قال في قرارة نفسه: “والله ما أقتلها حتى أسمع بقية حديثها” وفي الصباح خرج شهريار إلى الوزير والذي كان يحمل أسفل إبطه كفناً، ظناً منه أن الموت كان في انتظار شهرزاد، لكن شهريار لم يخبره بشيء وانصرف إلى قصره.
الفصل الثالث من قصة الف ليلة وليلة
تجلّى ذكاء شهرزاد في أنها كانت تحكي لشهريار قصة رائعة في المساء، ولا تسرد نهايتها، بل تؤجلها لليلة التالية، وقبل أن تنتهي الليلة تكون قد بدأت في سرد جزء من قصة أخرى أكثر تشويقاً وهكذا، مما يجعل شهريار يؤجل قتلها إلى أن يتعرف على نهاية القصة، واستمر الحال كذلك إلى أن روت شهرزاد ألف قصة كاملة، في الف ليله وليله.
الفصل الرابع من قصة الف ليلة وليلة
خلال تلك الفترة الزمنية، غرق شهريار في حب شهرزاد، إذ أحبها حباً جماً جعله يتأكد من أنه شُفي من كره النساء، وأنجب منها ولداً، وعاشوا في سعادة وسلام.
أجمل قصص الف ليلة وليلة
روت شهرزاد في ألف ليلة وليلة قصص رائعة تحتوي على الكثير من التفاصيل التي تجعلك تتشوق لمعرفة نهايتها، وإلا ما كان شهريار ليتراجع عن قراره، لذا وبعد أن تعرفنا على ملخص قصة الف ليلة وليلة، لنتعرف على أبرز القصص التي روتها شهرزاد من خلال ما يلي:
قصة علاء الدين والمصباح السحري
يُحكى أنه في مكان بعيد كان هناك ولد جميل اسمه علاء الدين، كان والده خياطاً فقيراً، تُوفي عندما أصبح علاء الدين صبياً يافعاً، لذا قرر أن يعمل من أجل أسرته، وبينما كان يؤدي عمله في يوم من الأيام، أتى إليه أحد الرجال، وأخبره أنه هُناك مصباح سحري داخل حفرة عميقة.
اصطحب الرجل علاء الدين إلى مكان المصباح، وقام بإنزال علاء الدين من أجل إحضاره، وأبلغه ألا يلمس شيئاً، فوجد علاء الدين في الحفرة الكثير من الفاكهة الناضجة والمصباح السحري، وبينما هو في الأسفل، طلب منه الرجل أن يعطيه المصباح، لكن علاء الدين خشي أن يتركه الرجل ويرحل بينما لا يزال هو بالحفرة، فرفض أن يعطيه المصباح إلى أن يخرج.
ثار الرجل كثيراً من فعل علاء الدين، فوضع صخرة كبيرة على مخرج الحفرة، مما جعل علاء يشعر بالخوف وتمنى أن يكون في منزله الآن، ومسح المصباح عدة مرات دون انتباه، فظهر له جني أزرق اللون حقق له أمنيته، وفي لمح البصر كان علاء في منزله!
أدرك هُنا علاء الدين أن ذلك الجني هو فرصته في الحصول على كل ما يريد، فطلب منه مائدة تحتوي على كل ما لذ وطاب ونفذ له الجني ما طلب، وعندما أراد علاء الدين أن يخطب الأميرة ابنة الملك، طلب منه والدها الكثير من المجوهرات وقصر كبير، وأحضر الجني ذلك وكان القصر في الجهة المقابلة لقصر الملك.
وذهب علاء الدين للملك وهو يرتدي أفخم الرداء على ظهر حصانه الأصيل الذي أحضره إليه الجني، فوافق الملك على الزواج، وانتشرت أخبار علاء الدين بالمدينة إلى أن وصلت إلى الرجل الذي دلّه على الحفرة، فذهب إلى علاء الدين بعدما عرف مكان إقامته، متنكّراً في صورة بائع مصابيح، فقامت الأميرة بإعطائه المصباح السحري على أنه مصباح قديم واشترت منه آخر جديداً.
بعدما حصل الرجل على المصباح السحري، قام بإحضار الجني لتحقيق أمنياته، ومن بينها أن يُبعد علاء الدين عن القصر، كي تتسنى له الفرصة في خطف الأميرة ووضعها في القصر الذي أحضره له الجني، فوجد علاء الدين نفسه في صحراء جرداء، ولكنه كان يرتدي خاتماً أعطاه إياه الجني، كان خاتماً سحرياً ينفذ له ما يتمنى، فتمنى علاء الدين أن يعرف مكان الأميرة ويصل إليها.
فعندما وصل إلى أميرته، طلب منها أن تضع المنوم للرجل، كي يتمكنا من أخذ المصباح السحري والهروب سوياً، وعندما حصلا على المصباح، استدعى علاء الدين الجني، وطلب منه أن يعود كل شيء كما كان، وأن يرمي بالرجل في صحراء لا يمكنه العودة منها، وعاش علاء الدين مع الأميرة في سعادة وسلام، ولكن يظل السؤال يتردد في أذهاننا، تُرى في أي جزء من تلك القصة من قصص ألف ليلة وليلة سكتت شهرزاد عن الكلام المباح؟
قصة السندباد البحري
كان هناك ولدًا يُدعى سندباد، يعيش في بغداد، والده تاجر غني ولكنه أضاع ثروته، ولأن سندباد عاشقاً للبحر، قرر أن يقوم برحلة بحرية مع أصحابه استمرت أياماً كثيرة، إلى أن وصل لجزيرة أراد أن يرتاح بها ويتناول عليها الطعام مع الأصدقاء، وما إن همّوا بالتحرك، حتى وجدوا أن الجزيرة تتحرك! إنها عبارة عن ظهر حوت، ولأنه نام كثيراً، نمت تلك الجزيرة.
نال الخوف من قلب سندباد وأصحابه، فأصبحوا يتهافتون على الوصول إلى السفينة مرة أخرى، ولكن في تلك الأثناء سقط سندباد في البحر ورحل عنه أصدقائه، فصار يضرب يميناً ويساراً إلى أن وصل إلى أرض يابسة، إنها مملكة عظيمة، فأخذه الجنود إلى قصر الملك، وبدأ سندباد في أن يسرد له قصته وما حدث معه.
نالت القصة إعجاب الملك كثيراً، فقدم لسندباد فرصة عمل لا بأس بها، وهي أن يُسجّل البضائع ولكن تلك الوظيفة كانت سبباً في أن يشعر سندباد بالملل، مما دفعه إلى التحدث مع رجل قدم من بغداد قد تعرف عليه أثناء عمله، فطلب منه أن يصطحبه إلى بغداد عندما يكون ذاهباً إليها، وبالفعل عاد سندباد إلى بلدته مرة أخرى وعمل في التجارة البحرية، وخلال إحدى رحلاته وبينما كان يمكث في جزيرة ما، رحلت السفينة بدونه.
شعر سندباد باليأس الشديد وجلس على الجزيرة، إلى أن رأى طيراً كبيراً أتى إليه، قام سندباد بربط نفسه في الطائر كي يوصله إلى بغداد، لكن لسوء الحظ، أسقط الطائر سندباد في حفرة كبيرة تحتوي على الكثير من الثعابين، ولكنها خشيت الطائر فذهبت بعيداً.
نظر سندباد حوله، فوجد الكثير من الياقوت، وبينما كان يتأمله، إذا بقطعة لحم كبيرة سقطت على رأسه، مما كان سبباً في أن ينزل الطائر الكبير إلى الحفرة كي يأخذها إلى صغاره، فخطرت لسندباد فكرة، وهي أن يربط نفسه في الطائر مرة أخرى ليخرجه من الحفرة ولا بأس إن أخذ معه الياقوت، فعندما خرج سندباد، وجد أن من ألقى قطعة اللحم هو تاجر الياقوت، فشكره سندباد كثيراً لأنه أنقذ حياته وأعطاه الياقوت كاملاً.
لنا في قصة الف ليلة وليلة الكثير من الدروس المستفادة، أهمها كيفية استخدام ما تتمتع به عقولنا من ذكاء، ولا ننس أنه بفضل تلك القصة، تعرفنا على الكثير من القصص الرائعة التي يحبها الكبار والصغار.