قصة بعدو الأمل عندي ما خلص!!

“في أمل، أيه في أمل” مع صوت الرصاص والدم اللي عم ينسال، لكل بريء عم يروح بعجقة الثأر بيبقى عندي أمل بضمير السوري الإنسان، قصة بعدو الأمل عندي ما خلص.

قصة بعدو الأمل عندي ما خلص

بالوقت اللي صار الكل فيه فاضي من جوا، سلاحو الوحيد المليان ذخيرة هو سلاح اللسان، وبهالعمر البقي منا، بيضل عندي ذرة أمل بعدا ماراحت!!.

أنا فريال محمود لولك، فيك تعتبرني، مجرد قلم عم يكتب؟، أو مثلا حروف محكية من ذاكرة سوري هفتان؟، اللي بدك ياه، مو مهم ولا عاد في شي أصلاً مهم….

يا الله أدي هالقلب محروق، وأدي في وجع بهالروح، مابعرف من وين بدي بلش، أو كيف، بس كل اللي بعرفوا أنو جايز يجي يوم وحدا يقرأ هالحروف، بجوز يعتبرها تأريخ كتابي لسوري مقهور، أو مابعرف، بس عالعموم لازم نخلي شوي الصوت مرفوع!!.

بلشت القصة من تاريخ الربيع العربي، بالوقت اللي فيه الناس بلشت تطلّع مواجعها بصوت عالي وشعارات بتنادي برفع الظلم عن الشعوب، كانت الفكرة مجرد طلبات بسيطة بالعدل والحرية وتحقيق حياة أفضل للمواطن، شوي شوي، كبرت القصة كتير وصارت عبارة عن جبهة مفتوحة، كل مين مسك سلاحو ووقف ورا متراسو وبلش يقتل ببعضو!!.

والسوري كبش فدا، عم يقتل بعضو بلا أي اعتبار، راح ضحايا بالآلاف، كانت البراميل هيي صوت فيروز الجديد اللي تعود عليه هالشعب المسكين، والكيماوي بديل ريحة الاوكسجين يلي على مايبدو صار كمان ممنوع، كل شي بيقهرني وبلوم حالي عليه، عن هداك الوقت اللي مرق هيك، والناس فيه عم تتقتل ونحن معمي على قلبنا، وقت اللي شفنا أنو عناصر من الجيش تضررت بالكيماوي، صدقنا أنو الطرف التاني هو المسؤول عن استخدامو، طلع الظالم والطاغي هو صاحب المسرحية الأساسية يلي رمى عن نفسو تهمة بعد ما أجرم بحق شعبو وبحق كل مين بريء بدون أي شعور.

ما عرفنا أنو النظام ستعمل عناصرو والمدنية كبش فدا ليعمل هالمسرحية!!، تبين أنو النظام أوسخ من الوساخة وماتفكر أنو ماعرفنا بعدين مع الوقت أديش في وسخ مغطي عالمنيح اللي بينهم موجود، بس مع هيك ماكان عنا قدرة لنعمل شي، لا فيك تسافر ولا تحكي ولا تتنفس لأنو كمان ممنوع، السوري ديما مقموع، ومذلول بكل مكان عليه بيروح.

مرقت سنين وأيام والقصف ماكان يوقف، كان اللي مخلينا ما نقدر نشوف هالمجازر كلا، هو وضع القذائف والنزوح وقلة الأكل والكهربا اللي خلتنا حتى ما نشوف الأخبار أو نلتهي باللقمة الصعبة ومانعرف شو العم يصير بهالشعوب!!.

بدك تقلي والإنترنت؟ رح قلك مابعرف!! مابعرف وين كان الأعلام حتى ماقدرنا نشوف هالويلات كلا، أو يمكن لأنو حبينا نتعامى أو السياسة المتبعة لأي دولة هي أنها تصوب عينك لأهداف تانية تشتت انتباهك عن أي شي تاني ممكن يصير، مو مهم، المهم أنو بتذكر تماماً أنو حكينا، حكينا ووقت شفنا شباب منا راحو بشربة مي، قلنا خلينا نخرس، يا أخي ما باليد حيلة، في رب فوق بينصفنا، أكيد مو!!.

دخلك لو حكينا مين كان حيعبرنا؟ فكرك لو الكل حكى كان هالنظام وقف عن وساختو؟ كان باد سوريا عن بكرة أبيها بدون ما يرفلو جفن، ومين سائل عني أو عنك بالله؟ نحن مجرد نكرة، بيادق، حجر، بيمشينا أي حدا قاعد عالكرسي بالطريقة البدو ياها، بياخدنا مطرح مابدو وبيكبنا أيمت مابدو!!.

ما خلصت القصة هون أبداً، دارت الدني ولفت والحق أخد حقو، أو هاد الفكرناه، مابعرف ليه حاسة أنو سرقوا دم كل شهيد سعى ورا الحرية، ورح يضيعوه متل ضياع الروح!!.

مابعرف ليش صرت حاسة أنو السوريين دايماً مضحوك عليهم، ديماً بتجي أطراف تانية بتدخل بقضاياهم بنية المساعدة، ونيتهم الحقيقية هيي مصلحتهم وبس، وبالأخير بتروح عالشعب، يلي بيتهمك إذا حكيت أنك عم تبيع دم اللي راحو وتعتبرهم ماكانوا، لك مو أنا ياخيي السوري مو أنا، مو أنا العم بيع، هني، فيق بوس أيدك فيق، ولله هني العم يضيعونا، ويعلقونا ببعضنا ويفتنوا بينا، مين قلك أني لما كنت ساكت قبل كنت مبسوط؟.

مين قلك أنو سكوتي قبل بيعني أنو لازم أخرس أذا انقتلت اليوم؟ ليش قبل أنت ما حكيت لما نظلمت؟ صح أنا ماحكيت عنك بس أنت حكيت لما انظلمت صح؟ طب أنا هلق عم انظلم بدك ياني ما أحكي؟ ليش عم ترجع تعيد تصرفات الماضي والتشبيح مع أنك كنت ضدو؟

لك ياعمي ماحدا عم يبرر أو يضيع حق شي، ولله العظيم نحن تعبانين بدنا السلام، بدنا الأمان بدنا نرجع نلتم متل أول ونلغي كل شي كان، الظالم والغلطان عم ينال عقابو، شو ذنب الماكان دخلو بشي؟، شو ذنبو بس فهمني؟ متل ماكان ذنبك أنت ورحت بشربة مي من نظام مافيو جنس الإنسانية، فنحن هلق عم نروح بشربة مي ومالنا ذنب أو دخل بشي!!.

عم اكتب ودموعي بعيني والله، مابتصدقوا أدي قلوبنا محروقة على هالبلد، يلي شبابا واقفين عـ أطلال الماضي وبدن يرموا ذنب الصار ع أشخاص أبرياء، وناس بدما النقم والثأر من المذنب أو أي حدا غيرو أو شو ماكان، وناس عم تاخد النفس بصعوبة لتتحمل وتقول بتنطفى هالنار بشي زمان، بلا مانتهور ونقوم على بعضنا ألا ما يصحى بني الإنسان، وبهالعجقة كلا في بلد عم يضيع ورح يصير قصة محكية نبلشها بكان يا ماكان!!.

أذا عم تأيد القتل العشوائي العم يصير، فأنت متلك متل النظام السابق، مافرقت عنو بشي، أنت بنهاية نفس التشبيح، ولا تقلي كنا وكنتو ساكتين، السكوت الكان لأنو البوط العسكري كان بتمي قبل تمك وأنت بتعرف هالحكاية مزبوط، ووقت اللي حكينا بنعرف شو صار كمان، وشيلك عن كل شي، السكوت ماكان تهمة عقابا الموت هلق والتنكيل بكل جثمان أو أنو هالشي مسموح، وحاج تقلي وين كان صوتك قبل وهلق صار صوتك مسموع، بربك حاج مسخرة بلدك عم تموت!.

إلا إذا ميزانك بالحسبة اختلف وألو شي تاني ميزانو بكل صمت مقابيلو دم وكيل على هالمكيال؟ أنت أدرى شو بدك تكون وقدام ربنا ورجيني شو رح تحكي لما يسألك عن كل روح راحت وأنت هاجمت كل حدا حكا بأنسانيتو “أنو مابجوز تنقتل روح بغير حق” وقلتلو دخلك وين كان صوتك يا مظلوم؟.

أي خلص بقا بكفي حقد وغل وماحدا صدقني نسيان، ماحدا نسيان كل سوري مات بهالزمنات، كل برميل وصاروخ وقذيفة ومجزرة وشو بحكيلك كمان؟ ماحدا ناكر والأبرياء واللي بقلبهم أنسانية عم يجلدو حالن كل يوم عكل شي صار وكل سكوت صار غصب عنهم أو بسبب القماشة اللي غطت عيونهم واحتكرت عنهم كل خبر حقيقي وحطت البدها ياه يا إنسان!!.

بكرا وقت تشوف أنو العم يصير هو سيناريو تاني من الظلم رح تصحى وقتا بس متأخر للأسف وتقول ياريت كان وماكان، فيق لأخوك السوري شو ماكان دينو ولا تنسى أنك أنسان، ربنا بدو يقضي بينا بكرا بالدم ورح ننسئل نحن كمان، وبعرف أنو حسابنا عسير عكل صمت صار وكان، بس عالأقل ماعم نشارك بالسكوت عن الظلم هلق وتربينا من تجربتنا أيام زمان.

فأنت هلق خبرني، بدك نخرس كمان؟ أو صار لازم نتكاتف ونحكي وما نعيد غباءنا وسكوتنا اللي أذى أطفال ونسوان وشيوخ وشباب؟.

بدك تصحى وتلحق بلدك أو بدك تضل واقف ع أطلال وجعك وتتناسى أنو في هلق وجع أكبر ماعم تشوفو لأنو نحط عـ عيونك نفس القماشة اللي نحطت على عيونا زمان؟، خليني بكرا قلك وين كان صوتك لما بلش الكل يقتل مين ماكان ووقتا خبرني شو إحساسك قدام حالك وقدام الله لما رح يسألك وين الضمير وين الإسلام؟.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى