معلومات إسلامية

أجمل قصص الرسول والصحابة قصيرة مكتوبة

تحتوي قصص الرسول والصحابة على الكثير من المبادئ السامية، والمعاني الجليّة التي نفتقدها في عصرنا هذا، فهي تُرسخ القيم الإسلامية وتُعد أفضل خيار للصغار والكبار.

أجمل قصص الرسول والصحابة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصحابة الكرام في صحيح مسلم:” فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ” لأنهم كانوا إلى جواره في أصعب المواقف، وكان له معهم العديد من القصص التي تحتوي على معانٍ عظيمة.

قصة الرسول الكريم وأبو بكر الصديق أثناء الهجرة

إن من أعظم وأجلّ قصص الرسول مع الصحابة هي قصته صلى الله عليه وسلم مع الصديق، إذ رافق أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة، تلك الرحلة التي أظهرت محاسن أخلاق أبو بكر، وحرصه الشديد على مرافقة صاحبه دون تردد، إذ ذهبا إلى غار ثور من أجل الاختباء فيه من قريش التي جهزت مائة من الإبل مكافأة لمن يعثر عليهما.

وهنا روى أبو بكر الصديق في صحيح البخاري:” قُلتُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!” وقد ذكر الله تعالى ذلك في الآية رقم أربعين من سورة التوبة إذ قال تعالى: “إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.

واستمرت رفقة أبي بكر الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أيام للوصول إلى المدينة وقد سرد أبو بكر بعض أحداث رحلة الهجرة في صحيح البخاري قائلاً:

“ارْتَحَلْنَا مِن مَكَّةَ، فأحْيَيْنَا، أوْ: سَرَيْنَا لَيْلَتَنَا ويَومَنَا حتَّى أظْهَرْنَا وقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ ببَصَرِي هلْ أرَى مِن ظِلٍّ فَآوِيَ إلَيْهِ، فَإِذَا صَخْرَةٌ أتَيْتُهَا فَنَظَرْتُ بَقِيَّةَ ظِلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيهِ، ثُمَّ قُلتُ له: اضْطَجِعْ يا نَبِيَّ اللَّهِ، فَاضْطَجَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ أنْظُرُ ما حَوْلِي هلْ أرَى مِنَ الطَّلَبِ أحَداً، فَإِذَا أنَا برَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إلى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ منها الذي أرَدْنَا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلتُ له: لِمَن أنْتَ يا غُلَامُ، قَالَ لِرَجُلٍ مِن قُرَيْشٍ، سَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلتُ: هلْ في غَنَمِكَ مِن لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلتُ: فَهلْ أنْتَ حَالِبٌ لَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فأمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِن غَنَمِهِ، ثُمَّ أمَرْتُهُ أنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ الغُبَارِ، ثُمَّ أمَرْتُهُ أنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ: هَكَذَا، ضَرَبَ إحْدَى كَفَّيْهِ بالأُخْرَى، فَحَلَبَ لي كُثْبَةً مِن لَبَنٍ، وقدْ جَعَلْتُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إدَاوَةً علَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ علَى اللَّبَنِ حتَّى بَرَدَ أسْفَلُهُ، فَانْطَلَقْتُ به إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلتُ: اشْرَبْ يا رَسولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلتُ: قدْ آنَ الرَّحِيلُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بَلَى. فَارْتَحَلْنَا والقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أحَدٌ منهمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بنِ مَالِكِ بنِ جُعْشُمٍ علَى فَرَسٍ له، فَقُلتُ: هذا الطَّلَبُ قدْ لَحِقَنَا يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَالَ: لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ معنَا”.

قصة فداء علي بن أبي طالب لرسول الله 

كان قوم قريش يكيدون لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما أذِن الله عز وجل له بالهجرة، إذ أجمع كفار قريش على أن يأخذوا من كل قبيلة رجل، ثم يقوم أولئك الرجال بقتل رسول الله بيد واحدة، فيتفرق دمه بين سائر القبائل، ولأن من اجتمعوا لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقفون أمام باب داره ينتظرون خروجه، كان لابد من أن يكون مَن هو في فراش النبي بعد رحيله.

فأراد علي بن أبي طالب أن يبقى في فراش رسول الله في تلك الليلة، وهو يعلم أنه في أي وقت من الممكن أن يهاجمه كفار قريش ويقتلونه في الحال، فكان على أتم استعداد أن يقدم روحه فداءً لرسول الله دون تردد، ولكثرة مواقفه النبيلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاً في أن تنتشر الدعوة ويتم الله نوره ولو كره الكافرون، كرّمه رسول الله بإعطائه الراية يوم خيبر.

إذ روى أبو هريرة: “لأُعطِينَّ الرَّايةَ رجلاً يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه فقال عمرُ ما شئتُ الإمارةَ إلَّا يومئذٍ فدعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليَّ بنَ أبي طالبٍ فدفعها إليه”، وتُشير السيرة النبوية أن علي بن أبي طالب هو أول من أسلم من الصبيان.

أهم قصص عن الرسول والصحابة

لا يزال هناك المزيد من قصص الرسول والصحابة التي تخبرنا عن أهمية التمسك بأُسس الدين الحنيف والأخلاق التي يحُثنا عليها.

محبة الفاروق عمر بن الخطاب لرسول الله 

تذكُر السيرة النبوية أن عمر بن الخطاب والذي لقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاروق، كان يحب النبي حباً جماً، يحرص على أن يدفع عنه كل ما يؤذيه ويشق عليه، فقد روى أبو موسى الأشعري في صحيح البخاري: “سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أشْيَاءَ كَرِهَهَا، فَلَمَّا أُكْثِرَ عليه غَضِبَ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ قَالَ رَجُلٌ: مَن أبِي؟ قَالَ: أبُوكَ حُذَافَةُ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: مَن أبِي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شيبَةَ فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ ما في وجْهِهِ قَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا نَتُوبُ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ”.

كذلك روى عبد الله بن هشام في صحيح البخاري:” كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ”.

ولشدة حب الفاروق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بكى عندما رأى آثار الحصير على جنب رسول الله، إذ روى عمر بن الخطاب في صحيح مسلم: “تَبَسَّمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّه لَعَلَى حَصِيرٍ ما بيْنَهُ وبيْنَهُ شيءٌ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، وإنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظاً مَضْبُوراً، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أُهُباً مُعَلَّقَةً، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الحَصِيرِ في جَنْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَبَكَيْتُ، فَقالَ: ما يُبْكِيكَ؟ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيما هُما فِيهِ، وَأَنْتَ رَسولُ اللهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَما تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لهما الدُّنْيَا، وَلَكَ الآخِرَةُ”.

اهتمام الرسول لأمر جليبيب

كان هُناك صحابي جليل يُدعى جليبيب، لم يكن على قدر عال من الجمال، إذ كان دميم الوجه، مما كان سبباً في عدم زواجه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب له بنفسه، وعندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد الصحابة الكرام في غزوة أحد، أخذ يسألهم إن كان هناك من فقدوه، فكانوا يذكرون له مجموعة من الصحابة، فيعيد السؤال تارة أخرى، فيذكرون له أسماءً أخرى من الصحابة، ليس من بينهم جليبيب، إلى أن سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وطلب منهم أن يتفقدوا القتلى لعله بينهم، فوجد الصحابة الكرام أن جليبيب قد استُشهد، فحزن رسول الله وأخذ برأسه على ساعده الكريم إلى أن قام الصحابة بتجهيز قبر الصحابي الجليل ثم قاموا بدفنه.

فقد روى أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد في صحيح مسلم:” أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ في مَغْزًى له، فأفَاءَ اللَّهُ عليه، فَقالَ لأَصْحَابِه: هلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَدٍ؟ قالوا: نَعَمْ، فُلَاناً، وَفُلَاناً، وَفُلَاناً، ثُمَّ قالَ: هلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَدٍ؟ قالوا: نَعَمْ، فُلَاناً، وَفُلَاناً، وَفُلَاناً، ثُمَّ قالَ: هلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَدٍ؟ قالوا: لَا، قالَ: لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيباً؛ فَاطْلُبُوهُ، فَطُلِبَ في القَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إلى جَنْبِ سَبْعَةٍ قدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فأتَى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَوَقَفَ عليه، فَقالَ: قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ، هذا مِنِّي وأنا منه، هذا مِنِّي وأنا منه، قالَ: فَوَضَعَه علَى ساعِدَيْهِ ليسَ له إلَّا سَاعِدَا النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَحُفِرَ له وَوُضِعَ في قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلاً”.

أجمل قصص قصيرة عن الرسول والصحابة

إن أردت أن تتعرف على المعنى الحقيقي للأخلاق الإسلامية، فلابد وأن تداوم الإطلاع على قصص الرسول والصحابة الكرام، فستجد بها كل ما يصلح لشتى جوانب الحياة، الدينية والدنيوية.

شجاعة طلحة بين عبيد الله يوم أُحد

تجلّت شجاعة طلحة بن عبيد الله يوم أُحد، إذ روى جابر بن عبد الله: “لَمَّا انهزَم النَّاسُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ أُحُدٍ بقي معه أحَدَ عَشَرَ رجُلاً مِن الأنصارِ وطَلْحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ وهو يصعَدُ في الجَبلِ فلحِقهم المُشركونَ فقال ألَا أحَدٌ لهؤلاءِ فقال طَلْحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ أنا يا رسولَ اللهِ قال كما أنتَ يا طَلْحةُ فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ فأنا يا رسولَ اللهِ فقام عنه وصعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع مَن بقي معه ثمَّ قُتِل الأنصاريُّ فلحِقوه فقال ألَا أحَدٌ لهؤلاءِ فقال طَلْحةُ مِثْلَ قولِه الأوَّلِ وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له مِثْلَ قولِه فقال رجُلٌ مِن الأنصارِ أنا يا رسولَ اللهِ فأذِن له فقاتَل مِثْلَ قتالِه وقِتالِ صاحبِه ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصعَدُ وأصحابُه يصعَدونَ ثمَّ قُتِل فلحِقوه فلَمْ يزَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ مِثْلَ قولِه الأوَّلِ ويقولُ طَلْحةُ أنا يا رسولَ اللهِ فيحبِسُه ويستأذِنُه رجُلٌ مِن الأنصارِ للقتالِ ويأذَنُ له فيُقاتِلُ مِثْلَ مَن كان قبْلَه حتَّى لَمْ يَبْقَ معه إلَّا طَلْحةُ فغشُوهما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن لهؤلاءِ فقال طَلْحةُ أنا فقاتَل مِثْلَ قتالِ جميعِ مَن كان قبْلَه وأُصيبَ بعضُ أنامِلِه فقال حَسِّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا طَلْحةُ لو قُلْتَ بِسْمِ اللهِ أو ذكَرْتَ اللهَ لَرفعَتْكَ الملائكةُ والنَّاسُ ينظُرونَ حتَّى تلِجَ بكَ في جوِّ السَّماءِ ثمَّ صعِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وطَلْحةُ إلى أصحابِه وهم مُجتَمِعونَ”.

قصة مُبايعة الرسول عن عثمان ورفض عثمان الطواف قبل النبي

بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً على مكة من أجل الاعتمار، ومعه الصحابة الكرام، اعترضت قريش، فقد روى المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عن عثمان بن عفان أنه: “دَعاهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فبعَثَه إلى قُرَيشٍ يُخبِرُهم أنَّه لم يَأتِ لحَربٍ، وأنَّه إنَّما جاءَ زائراً لهذا البَيتِ مُعظِّماً لحُرمَتِه، فخرَجَ عُثمانُ حتى أتى مكَّةَ، فلَقِيَه أَبانُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ، فنزَلَ عن دابَّتِه، وحمَلَه فرَدَفَه، وأجارَهُ حتى يُبلِّغَ رسالةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فانطَلَقَ عُثمانُ حتى أتى أبا سُفْيانَ وعُظماءَ قُرَيشٍ، فبَلَّغَهم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أرسَلَه به”.

فاعترضت قريش مرة أخرى، وروى المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: “فقالوا لعُثمانَ: إنْ شِئْتَ أنْ تَطوفَ أنتَ بالبَيتِ فطُفْ، فقال: ما كُنْتُ أفعَلُ حتى يَطوفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واحتَبَسَتْه قُرَيشٌ عندَها، فبلَغَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمُسلِمينَ أنَّ عُثمانَ قد قُتِلَ، قال ابنُ إسحاقَ: فأخَبَرني عبدُ اللهِ بنُ أبي بَكرٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا بلَغَه أنَّ عُثمانَ قد قُتِلَ، فكانت بَيعةُ الرِّضْوانِ، ثُم أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الذي ذُكِرَ من أمْرِ عُثمانَ كان باطِلاً”.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه إذا كان عثمان بن عفان معهم ببيعة الرضوان لبايعه على الفور، فروى عبد الله بن عمر: “قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بيدِهِ اليُمْنَى هذه يدُ عثمانَ وضرب بها على يدِهِ قال: هذه لعثمانَ”.

مروة جمال أحمد

بالرغم من أنني خريجة قسم الترجمة الإنجليزية إلا أن ذلك لم يحُل بيني وبين عشق اللغة العربية بكافة معانيها، ولذلك فأنا مروة جمال كاتبة المحتوى بمنصة برو عرب.
زر الذهاب إلى الأعلى