ما هو فضل قضاء حوائج الناس
إنَّ للسعي في قضاء حوائج الناس فضلٌ عظيمٌ، كما أنَّ له الكثير من الفوائد على الفرد والمجتمع، فما هي أهم وجوه الخير في هذا الباب؟
فضل قضاء حوائج الناس
إنَّ السعي في قضاء حوائجِ الناس هو من طرق الأعمال الصالحة التي تقرِّب العبد من الله تعالى، فهي ترفع من رصيد حسناته، إضافةً لأنَّ إعانة المسلمين ينشر المحبة في المجتمع المسلم، ويؤلِّف بين القلوب، ومن أهم فضائله أنَّه اصطفاء من الله تعالى لعباده المخلصين، فمن ألهمه الله تعالى مساعدة غيره خصَّه بنفعٍ كبيرٍ ورفعه درجاتٍ عنده سبحانه، كما أنَّ المؤمنين الذين يقضون حاجات إخوانهم هم مفاتيح الخير في الأرض ومغاليق الشرّ فيها بحسب وصف الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلم.
ويعدُّ قضاء حاجة المسلم باب من أبواب التعاون على البرّ والخير، وهو ضرورة مجتمعية وإنسانية للنهوض بالمجتمع المسلم، ولا يمكن للناس الاستغناء عنها، وهي سبيل لوحدة المجتمع أيضاً، ولعلَّ أفضل ما يحصِّله المسلم الساعي في حاجة إخوانه هو أنَّ الله يعينه يوم القيامة وذلك الفوز الحق، وجاء ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه وجاء في صحيح الترمذي: (مَن نفَّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، فمن سعى في مساعدة أخيه في الدنيا أمن العذاب يوم القيامة، وذلك لمن سعى مخلصاً في ذلك لله تعالى، والله تعالى أجل واعلم.
ما هي فوائد قضاء حوائج الناس؟
إنَّ المساهمة في قضاء حوائج الناس من أفضل أعمال البر ووجوه الخير، إضافةً لكونه نوع من أنواع الإحسان الذي يُفضي لمحبة الله عز وجل، ومن فاز بمحبة الله فاز بالسعادة والسكينة والرزق والأمان في الدنيا والآخرة، وميثاق ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، كما أنَّ المسلم يؤجر على مساعدة الناس جميعاً من المسلمين وغير المسلمين، ولكنَّ الأَولى دائماً مساعدة المسلم لأخيه المسلم، حتى الكافر الساعي في حاجات الناس ينال أثر عمله ذلك في الدنيا فيشعر بالسعادة الدنيوية، وذلك كما ورد في حديث النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم: (إن الكافر إذا عمل حسنة، أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته).
أمثلة على قضاء حوائج الناس
هناك الكثير من وجوه الخير التي يمكن للمسلم أن يساعد فيها الناس ويقضي حوائجهم نذكر منها ما يأتي:
- التبرع بالطعام للفقراء والمحتاجين وهو ما حثنا عليه ديننا الحنيف ورسولنا الكريم.
- التبرع بما يحتاج إليه الناس في الشتاء ولا سيَّما النازحين أو اللاجئين الذين تتكرر معاناتهم كل عام.
- التبرع بالدواء والمستلزمات الطبية للمخيمات وللفقراء فكم من فقير لا يملك أن يعالج أطفاله أو أهله.
- كفالة الأيتام ومساعدتهم على إكمال حياتهم بشكل سليم، ومتابعة دراستهم او تعليمهم مهناً يكسبون منها رزقهم في المستقبل.
آيات قرآنية عن قضاء حوائج الناس
إنَّ قضاء حاجة الناس هي وصية ربِّ العالمين لعباده، وهي من أفضل وسائل فعل الخيرات التي يُؤجر عليها المسلم خير الأجر وأفضل الثواب بإذن الله، وورد في ذلك عدد من الآيات القرآنية في سورٍ عدَّة منها:
- قوله تعالى في سورة الحج: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- قول الله تعالى في سورة المزمل: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
- قوله تعالى في سورة المائدة: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
أحاديث صحيحة في فضل قضاء حوائج الناس
ورد عدد كبير من الأحاديث الصحيحة في السُّنَّة النبوية الشريفة، يذكر فيها فضل من سعى في قضاء حاجة الناس، وساندهم في المحن، وقدم لهم يد العطاء عند الحاجة، وفيما يأتي بعض من هذه الأحاديث:
- ما جاء في قول ابن عمر رضي الله عنه في صحيح البخاري أنَ رسول الله علية الصلاة والسلام قال: (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ).
- والحديث الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري وجاء في صحيح البخاري: (إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وشَبَّكَ أصَابِعَهُ).
ومن الجدير بالذكر ألا يحقر الإنسان من المعروف شيئاً فحتى كأس الماء التي يحضرها الابن لوالده تأتي تحت عنوان قضاء حوائج الناس، لذلك على المسلم أن يتحرَّى وجوه الخير وأن يجعلها منهجاً في حياته حتى يموت لتكون أثراً بعد موته في الدنيا، وفي ميزان حسناته ليوم القيامة.