الكتب و القراءة

ملخص كتاب مبادئ التحليل النفسي ومن هو مؤلفه

هل لك أن تدخل تجاويف النفس وتتعمق في سردابها الغائر القاتم وتفهمها؟ إليك الضوء المسلّط على جانبنا المظلم، ملخص كتاب مبادئ التحليل النفسي.

كتاب مبادئ التحليل النفسي

هذا الكتاب تعدى فكرة أنه مجرد كتاب تتسع وريقاته لشرح المبادئ الخاصة بتحليل النفس وفهمها وتوضيح خباياها، لأنه تجاوز ذلك محاولاً بهذا أن يسيطر على النفس ويتحكم بها ويمنعها عن الزلّات التي تدفعها لأن تكون ضحية قابلة للتهميش في أي وقت، تعدى المؤلف حدوده بسبب تجاوز أفكاره القولبة النمطية المعتادة لتحليل النفس، محاولاً بهذا أن يتغلغل ضمن تجاويفها بالكامل لمحاولة الكشف عن الثغرات التي تؤدي إلى ترك الندوب في النفس والتأثير في المقابل على السلوك، وبعد سد تلك الثغرات بالإمكان حينها التحكم في النفس والسيطرة عليها على أكمل وجه.

ملخص كتاب مبادئ التحليل النفسي

هذا الكتاب يعد من الكتب التي تستهدف فئة المهتمين بعلم النفس وتحليله بالدرجة الأولى ومن ثم لكل من يطمح في فهم خبايا النفس ومعرفة الصراعات القائمة بين العقل الواعي واللاواعي في الدرجة الثانية، وعلى هذا السياق يبين لنا المؤلف المصطلحات الخاصة بمبادئ التحليل النفسي مثل مناهج البحث، والغرائز والكبت والشعور واللاشعور وطبيعة العقل وغيرها الكثير بما يجعله بحث شامل حول النفس والمبادئ الخاصة لتحليلها فضلاً عن ذكره لمدارس التحليل النفسي والتطبيقات الخاصة بالتحليل محاولاً بهذا ملء أي فراغ في ذهن القارئ الباحث عن شرح واضح وكامل حول خبايا النفس وكيفية فهمها والسيطرة عليها.

مبادئ التحليل النفسي

يبدأ المؤلف بشرح أسس مدرسة التحليل النفسي التي وضعها فرويد، وذلك لكون فرويد استطاع أن يخترق بواطن ويضرب جذوراً في أعماق النفس لم يستطع أحد مثله أن يوضحها بهذا التعمق، لذا كان لفرويد جاذبية خاصة لجميع المهتمين في هذا المجال والباحثين وذلك لكونه يعمل على سبر أغوار الأجزاء المظللة في نفس كل بشري على هذه الأرض، محاولاً عرض الجانب الآخر من الشخص الذي يؤثر بشكل مباشر على تفاعله وسلوكه ويعمل على نمذجة وقولبة شخصيته كما هي ظاهرة.

الجزء المظلل الذي عمل فرويد على تسليط الضوء عليه هو تلك الرغبات المكبوتة الموجودة في اللاشعور بكل واحد دون استثناء وكيف أنها تعمل بمكر مع الشخص الذي يكبتها، وتحاول بشراسة أن تحارب محاولته الدائمة لكبتها بتملص ومباغتة شديدة تجعله في صراع دائم بين محاولاتها للظهور ومقابلها مقاومته الدائمة لكبتها.

أيضاً بلغ ذكاء فرويد في أنه عمل على توضيح تلك الخفايا المظللة وربطها بالأحلام التي تراود كل إنسان وكيف أنها تعبر عما تخفيه نفسه بشكلٍ أو بآخر وتعد بهذا مفتاحاً أساسياً لفهم سلوكياته وأزماته النفسية.

وهنا يستعرض المؤلف ماهية علم النفس، في كتاب مبادئ التحليل النفسي و في محاولةٍ ذكية منه لتوضيحه مستعرضاً بهذا بأنه العلم الذي يعمل على دراسة وظائف غير فسيولوجية مثل الإدراك والشعور وردات الفعل والتذكر والفرح والغضب وغيرها الكثير والتي تظهر على سلوكيات الشخص فيُعنى هذا العلم بدراسته، ولكن فرويد ذهب بتفسيراته أكثر لزاويةٍ أخرى يبين بها أن الجنس هو المحرك الأساسي الأهم لدى الإنسان، وقد أُسيء فهم فرويد في هذه النقطة نظراً لأن المجتمعات تنقل فحوى الرسالة دون فهم ما بين السطور وذلك بحسب معتقداتها الراسخة منذ الأزل حول كل ما يخص أمور الجنس ونظرتهم الساذجة له، حيث أن المقصد الأساسي الذي كان فرويد يحاول توصيله هو أن الإنسان مدفوع دائماً بفعل غرائزه نحو أي فعل وليس الغاية منه الجنس فقط بمعناه الفصيح إنما يتعدى الأمر لإعطائه مفهوم شامل حول الغرائز ودفعها للإنسان نحو أي فعل ينتج عنه شعور المتعة، مثل الشعور بالجوع الذي يكون عبارة عن محرك أساسي غريزته الأساسية قائمة على الجوع والشهية المفتوحة والذي يتطلب أن يتناول الفرد طعاماً يمنحه شعور المتعة بالإشباع الكامل الذي يلبي رغبة الذات.

وهنا يعترض المرء في شرح هذا المفهوم أمران، ألا وهما، الرغبة الجنسية التي تدفع بالمرء لأن يفعلها بقصد الحفاظ على النوع، أي الحفاظ على الاستمرارية والتكاثر، وبين الرغبة والغريزة الأخرى التي تعترض الفرد للحفاظ على قيمته ومكانته في نظر نفسه ثم أمام المجتمع، وبهذا يتعارض هذان الضادان ويتوسطهما الفرد الذي يقف حائلاً بينهما، وينتج عنه محاولة كبته لكل غريزة قد تدفع به لخسارة قيمته المعنوية وذاته.

الفكرة الأخرى التي يبينها كتاب مبادئ التحليل النفسي هي فكرة ال هي بين الشعور واللاشعور، حيث أن (هي) تُعنى بالغرائز والرغبات الناتجة عن الطاقة الجنسية بينما الـ (أنا) هي مشابهة للرقيب الذي يحب دائماً أن يظهر بمظهر حسن أمام المجتمع ويجعل صورة الذات بأبهى حلة فتقوم بهذا بكبت غرائز الـ (هي) مما يضع ال هي خلف الكواليس بينما الأنا يقاوم ويعاني بحربٍ ضروس بين جزئيه المختلفين الذي يتوسد أحدهما في اللاشعور مع الـ هي مبيناً بهذا بأنه أيضاً يطمح لتلبية الرغبات، وبين جزئه الآخر الذي يقبع في الشعور والذي يحمل صفة الرقيب متنازلاً بهذا عن ميوله الأخرى التي تتوسد الكواليس مع الـ (هي)، وفي حال حاولت الـ (أنا) أن تميل لجزء الـ (هي) فإنها ستتعرض للتعذيب من قبل الـ (أنا الأعلى) التي تسقط سوطها على رقاب الأنا، ولأكون أكثر وضوحاً فإن الأنا الأعلى هي بمثابة الضمير الخاص بكل فرد.

وهنا نتبين أن العصاب أو ما يُعرف بـ الاضطرابات النفسية سببه يعود بالدرجة الأولى إلى فشل الـ أنا التي تحاول على قدر المستطاع أن تحقق التوازن بين الرغبات والمجتمع وتعلم تماماً أنها فشلت مما يضاعف لديها الشعور بالأسى فينتج عنه الاضطراب النفسي، بينما الاضطراب العقلي أو الجنون يكون ناتجاً على عدم دراية ال الأنا بأنها قد أخطأت وفشلت في محاولاتها للحد من حيلولة الـ هي ودفعها للغرائز للظهور على السطح وبهذا يفقد الإنسان قدرته على التحكم بتصرفاته وسلوكياته نظراً لكونه فقد القدرة على معالجة الذات ونقدها بما يحسّن منها ويُصلح من حالها.

وعليه نترك بقية تفاصيل الكتاب التحليلي العظيم هذا إلى القارئ من أجل احترام مكانة الكتاب الذي يحتاج حقاً قراءته والتعمق به.

مؤلف كتاب مبادئ التحليل النفسي

محمد فؤاد جلال هو أحد رواد التربية الحديثة، من مواليد عام 1908م في (قلين) كفر الشيخ في مصر، ويعد أحد أبرز الأعلام العرب في بيان علم النفس وتوضيحه بالشكل الأقرب والأكثر تبسيطاً، وفي كتابه هذا استطاع تسليط الضوء على عدة نقاط مهمة وتشكل اللبنة الأساسية لسلوكيات الفرد وشعوره وسبب تعرضه لحالات الاضطراب النفسي والعقلي، بدءاً من تأثير الجو الأسري على الطفل حتى بلوغ هذا الطفل وتأثير المحيط من حوله والمجتمع.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى