خاطرة لا تندهي مافي حدا
تَصدع بنيان هذه البلاد، وأحدث شروخاً في قلوب السوريين، سوريتي “لا تندهي مافي حدا” ولن تُشرق شمسك حتى تبيضّ قلوب أولادك!!.
“سوريا” لا تندهي مافي حدا
ريمونتادا سوريالية تُعيد استحضار المشاهد السورية من جديد، إنها عبارة عن مباراة يُحسم الجدل فيها لمن يَشنُّ ريمونتادا تُغير مجرى النتيجة، أو جحفلة بمعنى أصح!!.
الجحفلة الآن لم تكن غايتها تحقيق العدالة الاجتماعية، أعتقد أنها مجرد شعارات واهية يُنادي بها كل من يُريد أن يُكرر السيناريو خلف الكواليس، ويضع في قبة المسرح لافتة العدالة ليترك الجماهير في حالة من التأخر العقلي المصاحب للتصفيق الأبله.
ثم إلى متى؟….
لا يزال هذا السؤال يَصدح في ذهني ويَكاد يهرش رأسي من شدة صخبه؟ أعلم جيداً أن بناء مجتمع سوي يتطلب منا أن نتكاتف لنلغي جميع الشوائب التي من شأنها جعل الأفراد يلهثون للوصول إلى ما يَسد رمقهم، ويتأففون لغياب أقل متطلبات الحياة!!.
مما يحولّهم لكائنات ساذجة، لا شعورية، لا بُنيان نفسي صحي يمكن لها أن تتكئ عليه، تخيل أن تعيش يومك وأنت مستيقظ على خبر قتل روح بغير حق، بغية تحقيق الثأر وإن كان لغير القاتل، فقط جاء لدوافع حيوانية تُريد إطفاء نارها بالثأر من أي روح لها ارتباط أو توجه طائفي أو ديني يشبه التوجه الخاص بالقاتل؟.
ثم تقوم بارتشاف قهوةً مرة كالعلقم مع صوت الأمهات المكلومات وكأنها دندنات فيروزية ذات طابع مغمس بالدم!!.
إلى أن تقوم بتوضيب أرغفة الخبز التي تقترب من سقف قيمة دولار واحد لكل “ربطة”، فتقول الحمدلله بقلبٍ يتضرع لصاحب الملك وإيماناً بأن رحمته آتية لا محالة.
لذا تتوجه إلى عَملك فتستمع لـ خطابات كراهية تُعيد إليك سيناريو 2011، وكأن كرة السلطة التي يتقاذفونها، ثمن جمركتها يعادل سعره أرواحاً تتكافأ مع تلك الأرواح التي سبق لها أن زُهقت، لكنك ومع هذا، تحاول أن تجمع شتات نفسك وتقول إنها أياماً عجاف، فـ يارب الرحمة.
عندما تُعالج الظلم بالظلم، فإنك تبقى داخل حلقة مغلقة لا يمكنك الفكاك أو الخلاص منها، فلا مناص لك من هذا الأمر حتى يبلغ اللانهاية، ستُعيد المشهد مراراً وتكراراً، ويتابع بطولاتك أجيالاً بدلاً من أن تسعى لأن تواكب التطور في العالم الخارجي، فإنها تبقى ذات عقلٍ ساذج وسطحي تتمحور تلافيف أعصابه حول كلمة “سني” “علوي” “درزي” “ثأر”…… انتقام!!.
هيهات أن تنتهي، هيهات أن تنتهي حتى ننتهي نحن من ذاك السواد الذي يغلّف عقولنا، هذه الرجعية في التفكير، اللامنطقية، السودواية والدموية، فـ ولله لأني أشهد، بأننا انتهينا من كل شيء، انتهينا من الشعور، من الشغف، من الأحلام، من كل شيء، وأصبح أقصى أحلامنا، أن نعيش بسلام، نأكل خبزاً طازجاً يُشبع جوفنا الخاوي من كل شيء، نشرب محبةً تملأ خواء أجسادنا من الروح فتعيد لها شبابها!.
اعتبروها رسالة من إنسان، يترك لكم ذكرى سوريا تلك، بلد العزة والفخار، التي اعتدنا دائماً أن نعيش في كنفها متحابين، تجمعنا سفرة واحدة يضمها أكثر من مكون، ولم يخطر في بالنا يوماً أن نكون عبارة عن حُثالة تضمر الشر وتُظهر الإنسانية والمحبة، صحيح أن الفلاسفة لم يحسموا الأمر حول تأصل البشرية، سواء كانت ذات طبيعية خيرة أم شريرة، إلا أنني أقول وكلّي ثقة أن النفس البشرية متأصلة بالشر، ولكنها تنتظر الفرصة التي تسمح لها بإخراجه على الملأ!!.
دمتم بخير………..