يتردد صدى السؤال الذي استوقف الغالبية وهو ما معنى قول قضى نحبه؟ حيث أن هذا القول ورد في القرآن وسنبين لكم معناه بالكامل.
ما معنى قول قضى نحبه
يأتي قول (قضى نَحبهُ) بمعنى (قضى مدته) والنحب بحسب البخاري هو (العهدة) أي أن الشخص وفى بوعوده واستشهد أو مات، ولكنه بحسب معجم المعاني يأتي معنى قول (قضى نحبه) في اللغة العربية بأنه مات أو بلغ الأجل الذي حدد له.
أين ذكر قول قضى نحبه؟
ذكر قول قضى نحبه في سورة الأحزاب في قول الله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا)، حيث يبين لنا الله في آياته أن هناك من نقضوا العهد من المنافقين وقد كانوا عاهدوا الله عليه لا يولون الأدبار ومن المؤمنين من صدقوا ومنهم من قضى عهده أي وفى بوعده و مات واستشهد في سبيل الله.
ما معنى نحبه في سورة الأحزاب؟
كما ذكرنا سابقاً (النحب) هو الأجل الذي لا قدر له ويعني الموت، وقول (قضى نحبه) أي وفى بنذره أو بعهد ومات في سبيل الله كما عاهده وصدق، ونَحب النَحبُ: هو النذر المحكوم به.
من هو الصحابي الجليل الذي قضى نحبه؟
طلحة بن عبيد الله هو الصحابي الجليل الذي قد قضى نحبه في غزو أُحد عندما تنبه طلحة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان هدفاً للمشركين، فركض وسط زحام السيوف والرماح إلى عند رسولنا الكريم ورأى وجهه ووجنتيه ملطختان بالدماء فجن جنونه وبدأ بضرب المشركين يمنةً ويساراً وسند رسول الله وأخرجه من الحفرة التي قد زلت فيها قدمه وهنا نزل قوله تعالى: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه) ليتلوا حينها الرسول تلك الآية الكريمة على الصحابة وأشار إلى طلحة قائلاً (من سره أن ينظر إلى رجلٍ يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة).
ما سبب نزول سورة الأحزاب؟
بعد ان تحدثنا عن ما معنى قول قضى نحبه سنتحدث عن سبب نزول سورة الأحزاب، فيعود سبب نزولها إلى ثلاث روايات ينسب إلى أنها السبب في نزول السورة والله أعلم ولكننا سنلخص منها التالي:
- هجرة النبي إلى المدينة التي كان يحب فيها إسلام يهود المدينة وكان يكرمهم ويلين فيهم ولكنهم كانوا يظهرون الإيمان ويكفرون في السر لذا نزلت السورة على أولئك المنافقين.
- وجاء أيضاً أن سبب نزولها يعود على أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وعمرو السلمي، لما قدموا المدينة بعد غزوة أحد وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان أن يحادثوه ولكنهم طلبوا منه أن يقول أن آلهتهم اللات والعزى ومن يعبدها له الشفاعة مقابل أن يتركوه وأن يردوا أذيتهم عنه فرفض النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية عليهم.
- وجاء أيضاً أن السبب يعود لدعوة أهل مكة لرسول الله بأن يترك دعوته ويعطوه مقابلها المال ويزوجوه لبنت شيبة بن ربيعة وقاموا بتهديده بالقتل إذا لم يعود إلى مكة فنزلت الآية عليهم.
