ما هو مصير سوريا المجهول وتخوفات في الشارع السوري

يترامى الشعب السوري من شاطئ إلى آخر ويتهاوى بين بحثٍ عما يسد جوعه وترقب للنهضة الجديدة بسوريا، فما هو مصير سوريا؟ وهل هناك بزوغ جديد لفجرٍ لامع؟.

مصير سوريا بين وعيد وترقب!!

دمشق 8 ديسمبر 2024، تاريخ لن ينساه السوريون طوال حياتهم، إنه التاريخ الذي انتظروه طوال حياتهم بترقب، تاريخاً من شأنه أن يَشرح صدورهم، ويُنير جباههم بعد أن كانوا ناكسي الرؤوس!!

وعلى المنابر بدأ التكبير، الله أكبر، الله أكبر….. سوريا حرة يا شعوب العالم، سوريا استبدلت حالها وأخرجت ما كان في أحشائها من سموم، لقد أصابها الغثيان لنصف قرن في ظل حكم العصابة الأسدية، والآن تقيأتهم فلا سامحهم الله ولا عفا عنهم.

ولكن، إن جمع شتات ما حدث على هذه الأرض أمراً ليس بالهيّن، وبين وعود وترقب من الشارع السوري، بقي الأمر مبهماً ومجهول!!

ما الذي تخبئه لنا الأيام؟ اعذروني أن تطرقت لعرض مخاوفي على طاولة العامة، وأردت أن أقول ما أفكر به وما يثير ذعري وذعر الملايين على الملأ، اعذروني إن كانت مخاوفي خاطئة، وإن كان الغد لناظره قريب، والفجر يُهيئ لنا كل خير، فهذا ما أتمناه ونتمناه، ولكن المجهول يضعك على الطريق مرمياً داخل حفرة الاستفهام!!.

بعد سقوط الأسد، بدأ الدولار يشهد انخفاضاً لاذعاً، وأسعار المنتجات تنخفض، والبضاعة التركية تكتسح السوق مما يُهدد الاقتصاد السوري ولكن لابأس لعلها فترة من الزمن!!.

نقطة واحد، أما عن النقطة الثانية فكانت تتمحور حول المثل الشعبي الذي يقول “الجمل بليرة وما في ليرة” أي أن الشعب المسكين هذا لم يستمتع بهذا الهبوط السريع لأسعار المنتجات لأن الحكومة لم تعمل على تسيير الرواتب الخاصة بالعاملين، واعتقد ان هذا الأمر سببه هو إعادة تشكيل هيكلية مالية جديدة وتحتاج إلى وقت ولا بأس أيضاً!!.

ثم تم تصريف الرواتب للعاملين رغم تأخره لبعض الوقت ولكن هذا أمراً طبيعياً في ظل تضخم المشاكل والتحديات التي تواجهها الحكومة الحالية، ولكن أزمة المحروقات والمواصلات تجعلنا جميعاً نعاني من حالة عدم القدرة على الذهاب إلى وظائفنا بسبب غلاء أسعار المواصلات، إذ أن راتب لا يتعدى 40$ لمُدرس تقع المدرسة التي يعمل بها في القرى البعيدة ويحتاج أن يدفع كل يوم 4$ أجور مواصلات لن يستطيع أن يستمر بالعمل هكذا على الإطلاق!.

فهل لك أن تُخبرني كيف يمكن أن يقع الحكم عليك والإجبار بأن لا تتغيب ولا يوم واحد عن وظيفتك مع غياب تام لراتب يمكن له على الأقل أن يُغطي نفقات المواصلات؟ يا أخي لا نريد راتب يطعمنا، نحن جميعنا نبذل أرواحنا كرمى لخدمة المجتمع وضم أيادينا في ظل المرحلة الراهنة، ولكن على الأقل يغطي نفقة أجر المواصلات كي نستطيع الوصول للعمل دون أن نلهث من تراكم الديون!!.

في الجانب الآخر، تم فصل العديد من الموظفين تحت شعار “ذوي قتلى” ومتخلفين وكل من توظف بفعل “الواسطة”، أيضاً لا بأس بالتأكيد هناك حلول تنصف هؤلاء!.

ولكن على الصعيد الأوسع هناك تحديات جمة يواجهها الشعب السوري وهي تخوفهم من تحديات المرحلة الانتقالية ومدى قدرة الحكومة على السيطرة على زمام الأمور، بالإضافة إلى وضع الأقليات وحق الحرية الفردية، ودور المرأة في المجتمع ومراعاة الاختلافات الفكرية والدينية والطائفية وغيرها!!.

فهل من الممكن أن يتم رفع العقوبات عن سوريا لتبدأ عهد جديد يسوده الأمان والوحدة المتكاملة بين أطيافها؟ بالنسبة لي عليّ أن انقل ما يحدث في الشارع السوري بين عامة السوريين فقط من مخاوف وتفاصيل تبقى في المجهول، إذ أنه وبعد لقائي بعدة أشخاص واستماعي لتفاصيل كثيرة تبين أن هناك العديد من الانتهاكات التي تحدث دون وجود جهة محددة يستطيع السوري أن يُلقي التهمة عليها.

كل هذا يضع السوري تحت تهديد واضح، يودي به لأن يتعرض للقتل من مجهولين لا يعلم إن كانوا مجرد أشخاص جيّاع يستغلون الفوضى وغياب الأمن للحصول على فدية تسد رمق جشعهم، أو أنها انتهاكات سببها ثأر والله أعلم!!.

بالإضافة لما حدث سابقاً في حمص مع غياب تام لمعرفة كامل التفاصيل، للسلب والقتل المتعمد أو الشتم أو التحدث بنبرة طائفية وذلك عقب توجه أشخاص يدّعون أنهم تابعين للقيادة العسكرية غايتهم إثارة الفتنة وتشويه صورة الحكومة غالباً، فقد كانوا يستغلون الليل بسواده لكونه يُظلم على قلوبهم الخاوية مم الإنسانية ويصفّوا أرواحاً بغير حق ودون معرفة المسؤول عن هذا الأمر.

وكل هذا بحسب ما أفادت به بعض المصادر، جميع تلك الأمور تُشير إلى أن هناك انتهاك فعلي وواضح وغياب تام للأمان وعدم القدرة على ضبط الأمور لأسباب مجهولة تجعلك تشعر أن هذا البلد سيصل إلى مرحلة يتقاسمه الجميع وكأنه عبارة عن وجبة طعام يتم طهيها على مهل إلى أن يتم تناولها بشراهة مفرطة.

أكاد أجزم أن الذباب الإلكتروني أكثر ما يستفز المرء ويؤجج نيران الفتنة، والخوف أيضاً يولّد العنف، إذ أنك عندما تبني في رأسك أنك معرض للقتل في أي لحظة فإنك بهذا تبحث عن السُبل لترويض فئة من الناس معك وتكوين جبهة خاصة بك بـ اسم الدفاع عن الأقلية، وبهذا تنساق لكلام الذباب الإلكتروني وتبدأ بتشكيل جيش من الذباب معك.

لذا على الحكومة الجديدة أن تعمل بجد للسيطرة على الحالات العشوائية تلك التي تستهدف طوائف معينة، لأن الانتقام والثأر لا يُعالج شيء إنما يضعك ضمن دائرة لا نهاية لها، وسيناريو سيتكرر كثيراً على الواجهة.

إن الشعب السوري هو الضحية الوحيدة للذين يدّعون أنهم مناهضين للظلم، الذين عندما تسنح لهم الفرصة، فإنهم يرفعون أياديهم بالسوط ليثبتوا أن الظلم غاية واحدة ولكن استخدام مصطلح (محاربة الظلم) ذريعة كافية لضم الأصوات إليهم والضحك على ضعاف العقول!.

“عندما تناضل لمحاربة الظلم، وتتحقق رغبتك ثم تبدأ بالظلم، فهذا يعني أنك لست ضد الظلم إنما فقط كنت تنتظر دورك!”.

والآن دعنا من كل هذا، انتهاك، أو قتل، أو سرقة واختطاف، وفصل تعسفي من الوظائف وو… الآن أهم سؤال يمكن لنا طرحه، إلى متى ستبقى هذه الغمامة؟ إلى متى يمكن للشعب أن يتحمل في ظل غياب الكهرباء والماء والرواتب وغلاء المحروقات والمواصلات؟.

هل هناك حلول جذرية في الكواليس يتم حياكتها على مهل؟ هل ما يحدث من انتهاكات سببها حقاً حالات فردية لها دوافع متنوعة؟ وإن كانت فردية فلِمَ لا يتم السيطرة عليها؟ كيف يمكن للشعب أن يعيش في كنف هذه الأرض مع غياب تام للأمن والأمان؟.

هل سندخل في متاهة حرب أهلية سببها اندفاع كل فرد لتكوين جبهة خاصة به بذريعة ما؟ أما آن لكم أن تعرفوا أن الحرب هنا ليست تتمحور حول الطوائف؟ إنها دول كبرى تَحيك لكم “بوم” رباعية.

المشكلة السورية أكبر من هذا بكثير، واعتقد أن خلق هذه المشاكل والتحديات يختبئ خلف كواليسها دول بدوافع خسيسة للغاية، تدفع بكم لأن تبقوا في حالة من التلاهي والتغيب عن المخطط الأكبر المُحاك لكم!.

في النهاية الرحمة لشهداء آمنوا بالقتال بغية إعلاء صوت الإسلام الحق، وإيمانهم فكرة الجهاد في سبيل تحقيق الخلاص للشعب، والرحمة للشهداء الذين قاتلوا بـ اسم الوطن بحق أيضاً، والرحمة لنا من دولٍ تتكالب علينا وتستغل رغباتنا وقضايانا الحقيقية لتحقق مصلحتها الخاصة بحجة تقديم المساعدة ومد يَد العون.

المصدر: إرم نيوز + العربية + الحرة.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

فريال محمود لولك

الكتابة هي السبيل للنجاة من عالمٍ يسوده الظلام، ننقل بها سيل المعلومات لتوسيع مدارك القارئ المعرفية، أنا فريال محمود لولك، من سوريا، خريجة كلية التربية اختصاص معلم صف، وكاتبة منذ نعومة أظفاري، من وحي المعاناة وجدت في الكتابة خلاصي، ورأيت بها نور الله الآمر بالعلم والمعرفة، فاقرأ باسم ربك الذي خلق. فإن القراءة هي الطهارة لعقلك من كل جهل.
زر الذهاب إلى الأعلى