معلومات عن متحف الفن الاسلامي وأين يقع

في قلب القاهرة النابض، يبرُز متحف الفن الاسلامي كجوهرة تاريخية، يأخذك في رحلة ساحرة عبر الزمن، مُسْتَعْرِضًا كنوزًا نادرة تعكس روعة الحضارة الإسلامية، اكتشف أسراره هنا.

أين يقع متحف الفن الاسلامي

في أحد شوارع القاهرة التاريخية العتيقة، يقع متحف الفن الاسلامي ككنزٌ مخفي وسط ميدان باب الخلق، فهناك، بين أزقة بور سعيد وغيط العدة في الدرب الأحمر، يتربّع هذا المتحف الفريد حاضنًا في جدرانه أسرارًا لا تُحصى من الفنون والحضارات الإسلامية، فستجد نفسك في رحلة عبر الزمن، تتنقل بين عصور وأزمنة مُخْتَلِفَة، حيث تمتزج ألوان الهند مع تصاميم الصين، وتتقاطع تأثيرات إيران مع فنون الجزيرة العربية، والشام، ومصر، وشمال أفريقيا، وحتى الأندلس، حيث كانت بداية هذا الصرح العظيم في أواخر القرن التاسع عشر، حينما أمر الخديوي توفيق بجمع النفائس الإسلامية المنتشرة في المساجد والبيوت لتشكيل نواة هذا المتحف، ومن هنا بدأ الأمر بِغُرْفَة واحدة صغيرة، ولكنها سرعان ما تحولت إلى مقر ضخم بدار الآثار العربية بمسجد الحاكم بأمر الله.

أما اليوم، يحمل المتحف في طياته أكثر من مائة ألف قطعة أثرية نادرة، كل منها تروي قصة مُدْهِشَة عن حضارة عريقة، بدءًا من المشغولات الخشبية والخزف إلى المجوهرات والزجاج، فيأخذك في رحلة سحرية عبر تاريخ الفن الإسلامي، ليجعلك تكتشف جوانب مُدْهِشَة من الثقافة والفن، حيث تتجسد الحكايات وتلتقي الأرواح في مكان يُعد منارةً للحضارة الإسلامية، يجذب إليه عشاق التاريخ والفن من كل حدب وصوب.

ما هي فكرة إنشاء متحف الفن الاسلامي؟

في أواخر القرن التاسع عشر، حين كانت القاهرة تعيش في كنف الخديوي إسماعيل، بَزَغَتْ فكرة إنشاء متحف يحتضن روائع الفن الإسلامي، فلم يكُن حينها سوى حلم يُداعب خيال المهتمين بالتراث، وفي عام 1880 تحت قيادة الخديوي توفيق، أخذ هذا الحلم يتحول إلى واقع حيث أُسندت المهمة إلى (فرانتز باشا) الذي بدأ بجمع التحف الأثرية من العصر الإسلامي، وكانت البداية متواضعة؛ 111 قطعة فقط وُضِعَتْ بعناية داخل مبنى صغير في صحن جامع الحاكم بأمر الله، وأطلق عليه (دار الآثار العربية)، لكن هذه البداية البسيطة لم تلبُث أن نمت وتطورت، فبحلول عام 1881 تشكلت لجنة لحفظ الآثار العربية، وكان مطلبها واضحًا ألا وهو بناء مقر أوسع يليق بعظمة التراث الإسلامي.

من هنا شرعوا في بناء المتحف الجديد عام 1899، وبعد ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، اكتمل البناء ليتم افتتاحه رسميًا في 28 ديسمبر 1903 على يد الخديوي (عباس حلمي) تحت اسم (دار الآثار العربية)، مرّت السنوات وتغيّرت الأسماء، وفي عام 1951، أصبح (دار الآثار العربية) يُعرف باسم (متحف الفن الاسلامي)، ليعكس التنوع الغني للفن الإسلامي الذي امتد من أقصى الشرق إلى الغرب، حاملاً في طياته إبداعات فنية نادرة تظهر براعة الفنان المسلم ودقته التي لا تضاهى.

تطوير متحف الفن الاسلامي

شهدت القاهرة فصولًا مُتميزة من تحول متحف الفن الاسلامي وتطوره، فخلال عامي 1983 و 1984، شهد المتحف تحولاً ملحوظاً، حيث توسعت قاعاته لتصل إلى 25 قاعة، وأُضيفت إليه مساحات جديدة، مما جعل منه ملاذاً أرحب لعرض كنوزه الثمينة، لكن في لحظة سوداء من تاريخ المتحف، في 24 يناير 2014 تعرض لأضرار جسيمة جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة، الواقعة قبالته مُباشرةً، فتضرر المتحف بشكل كبير وأُغلق أبوابه، لكن الأمل لم ينقطع، وبتضافر جهود دولية غير مسبوقة بما في ذلك دعم الإمارات ومنظمة اليونسكو وحكومة السويد، بدأ المتحف عملية ترميم وإعادة تأهيل مُكثفة، وفي 18 يناير 2017 أُعِيدَ افتتاح المتحف ليعود منارةً للفن الإسلامي في قلب القاهرة.

في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، شهد المتحف أكبر عملية تطوير خلال مئة عام، واستمرت هذه التحسينات من عام 2008 حتى 2010، حيث تم تدشين مرافق جديدة تضمنت أنظمة تأمين وإضاءة حديثة، وإعادة ترتيب القاعات بحسب التسلسل الزمني، كما أُنشئ مبنى إداري جديد، ومدرسة متحفية للأطفال وأخرى للكبار، مما أعاد لمتحف الفن الاسلامي بريقه وجعل منه وجهة مُتكاملة تعكس عظمة التراث الإسلامي.

تطوير متحف الفن الاسلامي
تطوير متحف الفن الاسلامي

وصف متحف الفن الاسلامي

يدعو متحف الفن الاسلامي الزوار إلى رحلة فريدة عبر الزمن من خلال مدخلين رائعين، أحدهما في الزاوية الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية، حيث يدخل الزوار الآن، كذلك تتألق واجهة المتحف المُطلة على شارع بورسعيد بزخارف إسلامية تتناغم مع العمارة المصرية عبر العصور، مما يجعلها لوحة فنية مُذْهِلَة، ومن الجدير بالذكر أن المتحف يمتد على طابقين: في الطابق الأول، تستعرض قاعات العرض مجموعات من الكنوز الأثرية في مصر، بينما في الطابق الثاني يُكشف النقاب عن مجموعة فريدة من آثار الفن الإسلامي التي تنتمي إلى الأندلس وإسبانيا والأناضول، حيث تعكس هذه التحف الروعة والجمال الذي أضفاه الفنانون على هذه المناطق عبر العصور.

يضم الطابق الثاني مخازن وبدرومًا مخصصًا لترميم الآثار، فبداخل جدران هذا الصرح العريق يختبئ أكثر من مئة ألف تحفة أثرية، تتنوع بين قطع من العصور الأموية والعباسية والطولونية، إضافة إلى آثار من بلاد فارس، فكل قطعة في المتحف تحكي قصة غنية تعكس براعة وإبداع الفنانين في مُختلف حقب التاريخ الإسلامي.

ماذا يوجد داخل متحف الفن الاسلامي؟

داخل جدران متحف الفن الاسلامي، حيث تمد كنوزه عبر 12 قرنًا هجريًا لتروي قصصًا مُلونة من كل ركن من أركان العالم الإسلامي، وذلك من الهند إلى الصين، ومن إيران وسمرقند إلى الجزيرة العربية والشام ومصر، وصولاً إلى شمال إفريقيا والأندلس، حيث يتجلى الفن الإسلامي في أبهى صوره عبر هذه المجموعة الرائعة، وإلى جانب هذه التحف يحتضن الطابق العلوي مكتبة تُفيض بالمعرفة حيث يجد الزائر مجموعة نادرة من الكتب والمخطوطات باللغات الشرقية القديمة، مثل الفارسية والتركية، إلى جانب ذخائر من اللغات الأوروبية الحديثة، مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، فيتجاوز عدد الكتب في هذه المكتبة 13,000 كتاب، لتُشكل مرجعًا ثمينًا في مجالات الآثار الإسلامية والتاريخ، وتفتح أبوابها لعشاق المعرفة والباحثين في كل أنحاء العالم.

مُقْتَنَيَات متحف الفن الاسلامي

يتمتع متحف الفن الاسلامي بأحدث الوسائل للحفاظ على كنوزه الثمينة، حيث تُحافظ التقنيات الحديثة على سحر مجموعاته الرائعة التي تعد من بين الأغنى في العالم، فمن بين هذه الكنوز، تبرز مجموعة الخزف الإيراني والتركي، إلى جانب التحف المعدنية والسجاجيد التي تألقت بعد ضم مجموعة المرحوم الدكتور (علي إبراهيم) في عام 1949، ومن لحظة افتتاح المتحف في ديسمبر 1903 بلغ عدد التحف به حوالي سبع آلاف قطعة، إلى أن زاد عددها نحو ستين ألفًا في عام 1954.

اليوم تتجاوز مُقتنيات متحف الفن الاسلامي لمئة ألف قطعة، ومن بين أحدث الإضافات إلى مجموعاته، توجد كنوز تحمل أسماء سيدات من التاريخ، مثل السيدة (زينب خاتون) التي أهدت المتحف عملات ذهبية وفضية، كما يضم المتحف كنز (درب الأزازي)، وهو مجموعة أخرى من القطع الثمينة، ومن بين الهبات العديدة تَبَرَّعَ أبناء الأسرة العلوية بمجموعة من المنسوجات والأختام والسجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني، لكن في يناير 2014 ضربت كارثة المتحف عندما دمرت التفجيرات جزءًا من مجموعاته النادرة، بما في ذلك محراب السيدة (رقية) وإبريق (عبد الملك بن مروان) ومشكاوات (السلطان حسن)، ومع ذلك فقد عاد المتحف ليُعيد تألقه من جديد بفضل إعادة الترميم، ليبقى صرحًا خالدًا يعكس عظمة الفن الإسلامي عبر العصور.

أقسام متحف الفن الاسلامي

داخل أروقة متحف الفن الاسلامي ينكشف عالم مُذْهِل من الفنون، حيث ينقسم المتحف إلى فصول تاريخية غنية، ويأخذك المتحف في رحلة استكشافية عبر عشرة أقسام متميزة، كل منها يعكس جانبًا فنيًا مختلفًا، فستجد هنا كنوز المعادن والعملات، وتفاصيل الأخشاب المنقوشة، وقطع النسيج والسجاد الرائعة، كذلك يضم زجاجًا مزخرفًا، حُلي رائع، أسلحة تاريخية، أحجارًا ورخامًا يتحدث عن براعة الحرفيين، وفيما يلي عرض لأقسام المتحف بشيء من التفصيل:

1- قسم المخطوطات

في قلب المتحف، يتجلى عالم من المخطوطات النادرة حيث يصل عددها إلى 1170، قادمة من إيران ومصر والمغرب والهند وإسبانيا، كما تُنظم هذه الكنوز في مجموعات رائعة، من بينها مصاحف ضخمة تنتمي لمصر والعالم الإسلامي بإيران والمغرب وإسبانيا، ومن بين هذه الكنوز يبرز أقدم مصحف يعود للعصر الأموي مكتوب على عظم الغزال، لكنه يفتقر إلى التشكيل والتنقيط، مما يمنحنا لمحة عن فنون الكتابة القديمة، كما تزدان المصاحف الأخرى بزخارف مُذهلة تتنوع بين الضغط والتذهيب والتلوين، لتصبح أول صفحتين من كل مصحف تحفة فنية يبدعها الخطاطون، والمذهبون، والمصورون، والمجلدون، كذلك يحتوي هذا القسم من متحف الفن الاسلامي على كنوز نادرة مثل كتاب (فوائد الأعشاب) (للغافقي)، ومصحف مملوكي، وآخر أموي مكتوب على رق الغزال، إلى جانب حوالي 70 نوعًا من الخطوط، بما في ذلك خطوط لـ (ياقوت المستعصمي) والشيخ (عبد العزيز الرفاعي) آخر عمالقة الخط في مصر.

قسم المخطوطات
قسم المخطوطات

2- قسم الأخشاب

تكمن كنوز من الخشب الأموي المُذهل، حيث أبدع المصريون في زخرفته بتقنيات التطعيم والتلوين باستخدام الجلد والحفر، كما تتلألأ أفاريز خشبية من جامع (عمرو بن العاص) تعود إلى عام 212 هجري، وأخشاب تنتمي للعصر العباسي والطولوني المعروف بزخارف (طراز سامراء) التي استخدمت الحفر المائل لإضفاء جمالية فريدة على الخشب والجص، يحتوي المتحف أيضًا على مجموعة متنوعة من التحف الخشبية، تشمل منابر فاطمية وأيوبية ومملوكية، وأحجبة خشبية، وكراسي المقرئين، وصناديق فاخرة للسلاطين والأمراء، جميعها مُزينة بالحشوات والتجليد والتذهيب والحفر، وتعتبر هذه التحف من أبرز الأمثلة على تطور زخارف سامراء، وهي نادرة لدرجة أن نظيرها لم يُعثر عليه في سامراء العراق نفسها، ومن بين أبرز الكنوز، يتألق منبر (طاطا) الحجازي، المنتمي إلى أسرة السلطان (قلاوون).

قسم الأخشاب بمتحف الفن الإسلامي
قسم الأخشاب بمتحف الفن الإسلامي

3- قسم الفخار والخزف

في هذا القسم تنكشف لك قصص مليئة بالألوان واللمعان من عالم الخزف والفخار، فمنذ العهد الأموي يحتفظ متحف الفن الاسلامي بكنوز رائعة تعود إلى أزمنة بعيدة، منها خزف الفسطاط الذي يُحاكي فنون الحقب القديمة، فبمجرد أن تخطو قدماك هذا القسم، ستبدأ رحلتك بين التحف بالخزف المُذهل ذي البريق المعدني الذي أبدع فيه فنانو العصر الفاطمي والمملوكي، ثم تنتقل إلى خزف إيران الذي يحمل عبق طراز (سلطان آباد) وبورسلين صيني ينطق بفخامة الفن الشرقي، ولا تكتمل الرحلة دون زيارة كنوز الفخار العثماني المنسوب إلى (رودس وكوتاهية)، حيث يمزج بين براعة التصميم وروعة التنفيذ، فكل قطعة خزف وفخار في هذا المعرض هي نافذة على عوالم الماضي، تُسافر بك عبر الأزمنة والأماكن لتكتشف جماليات لم تعهدها من قبل.

قسم الخزف والفخار داخل متحف الفن الإسلامي
قسم الخزف والفخار داخل متحف الفن الإسلامي

4- قسم الزجاج

تنبض حياة الزجاج الإسلامي بألوانها الرائعة وتفاصيلها الدقيقة، حيث يعرض المتحف نماذج مُدهشة من الزجاج في مصر والشام خلال العصرين المملوكي والأيوبي، ومن بين هذه التحف تتألق مجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا، وهي قمة فن الزجاج الإسلامي، وتجذب الأنظار أيضًا نماذج الزجاج المُعشق حيث يتجلى إبداع الفنان المسلم بوضوح، كما يتضمن المعرض زجاجًا مُعشقًا هنديًا يعكس التنوع في الأشكال الهندسية ويجسد التوازن بين الروح والعقيدة من خلال نقوشه الرائعة.

5- قسم المعادن

تتلألأ كنوز المعادن الإسلامية بلمعان الذهب والفضة بهذا القسم، حيث تبرز الشمعدانات المملوكية، الإسطرلاب، والطسوت، والثريات والكراسي التي تعود للسلاطين والأمراء، وجميعها مُزينة بالكتابات والزخارف الإسلامية، كذلك تحتوي كنوز المتحف على إبريق (مروان بن محمد) آخر الخلفاء الأمويين، وهو قمة فن الزخارف المعدنية ببدايات العصر الإسلامي المصنوعة من البرونز، حيث يقف الإبريق شامخًا بارتفاع 41 سم وقطر 28 سم، يروي حكاية الفن والزخرفة في زمنه، ولا يُمكن أن ننسى مفتاح الكعبة المشرفة، المصنوع من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم (السلطان الأشرف شعبان)، وأقدم دينار إسلامي يعود إلى عام 77 هجرية، كما يضم هذا القسم من متحف الفن الاسلامي مجموعة رائعة من المكاحل والأختام والأوزان، تعكس الفن في العصر الأموي والعباسي والعثماني وأسرة (محمد علي).

مفتاح الكعبة بقسم المعادن
مفتاح الكعبة بقسم المعادن

6- قسم العلوم والطب

في ردهات المتحف، تنتظرك مجموعة من الأدوات الطبية التي تكشف عن براعة المسلمين في فنون الطب، فستجد هنا أدوات علاج الأنف، والجراحة، وخياطة الجروح، بالإضافة إلى ملاعق طبية وضاغط للسان، حيث تتناغم هذه التحف مع رسومات دقيقة لجسم الإنسان، توضح وظيفة كل عضلة، وتغوص بعُمق في الطب من خلال رسائل حول الصيدلة وطب الأعشاب، وبذلك يمكننا القول أن هذه القطع ليست مجرد أدوات، بل هي شهادات حية على التفوق الطبي الذي أبدع فيه العلماء المسلمون.

7- قسم الأسلحة

قاعة مليئة بأسلحة السلاطين والخلفاء الذين صاغوا تاريخ الحضارة الإسلامية، ومن بين هذه الكنوز يلمع سيف السلطان العثماني (محمد الثاني الفاتح) الذي استخدمه في فتح القسطنطينية، فهذا السيف ليس مجرد سلاح؛ فهو مُزين بكتابات تعكس دعوة للعدل والعطف على الفقراء، شاهدة على روح القائد الذي حمله.

قسم الأسلحة
قسم الأسلحة

8- قسم النسيج

هنا، تُكتشف مجموعات رائعة من السجاجيد المصنوعة من الصوف والحرير التي تعود إلى عصور الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية في القرون الوسطى، ومن بين كنوز متحف الفن الاسلامي في هذا القسم، يبرز نسيج الفيوم ونسيج القباطي المصري، والطراز الطولوني من العصرين الأموي والعباسي، بالإضافة إلى نسيج الحرير والديباج من العصر المملوكي.

قسم النسيج
قسم النسيج

9- قسم الرياضيات والفلك

تنبض الحياة العلمية للعصور الإسلامية بهذا القسم من خلال أدوات فلكية وهندسية نادرة، تروي قصصاً عن تقدم المعرفة في تلك الحقبة، حيث يوجد أدوات الكيمياء والجراحة، إلى جانب أدوات الحجامة التي كانت تعكس براعة المسلمين في الطب، كما تُعرض أيضاً وسائل قياس المسافات مثل الذراع والقصبة، وأدوات قياس الزمن كالساعات الرملية التي تدل على إتقان الفلكيين في حساب الزمن، كذلك علبة النحاس التي كانت تُستخدم لتحديد اتجاه القبلة قُبيل الصلاة، وعُلبة خشبية تحتوي على مؤشر وإبرة مغناطيسية تُعِين على تحديد مكة والقبلة من كل الاتجاهات، مع صورة للكعبة المشرفة في قسمها العلوي، فهذه التحف ليست مجرد أدوات؛ بل هي شواهد حية على براعة الفنان المسلم في استكشاف الكون وتطوير أساليب الحياة اليومية.

ما هي مواعيد العمل بمتحف الفن الاسلامي؟

يُرحب متحف الفن الاسلامي بالزوار يوميًا من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً، ولكن يتغير جدول العمل قليلاً في يوم الجمعة، حيث يفتح أبوابه من الساعة 9 صباحًا حتى 11:30 قبل الظهر، ثم يستأنف العمل من 1:30 ظهرًا حتى 5 مساءً، حيث يُمكن للزوار الاستمتاع بجولة في أروقته ومشاهدة معروضاته الرائعة خلال هذه الأوقات.

كم سعر تذاكر الدخول لمتحف الفن الاسلامي؟

عند بوابة المتحف، تبدأ مغامرتك بثمن زهيد، 20 جنيهاً فقط للزوار من مصر والوطن العربي، و10 جنيهات للطلاب المصريين والعرب، أما إذا كنت من زوارنا الدوليين، فتحتاج إلى 270 جنيهاً للاستمتاع بأسرار المتحف، بينما الطلاب الأجانب يحصلون على تذكرة خاصة بـ 140 جنيهاً.

في الختام وبعد أخذ جولة مُذهلة داخل المتحف، يمكننا القول أن متحف الفن الاسلامي يظل منارةً ساطعةً تروي قصص الحضارات المُذهلة، فكل زاوية في هذا المتحف تنبض بالحياة، وكل قطعة أثرية تحكي حكاية لم تُروَ بعد.

رانيا علاء الدين حسن

كاتبة محتوى متخصصة في الإبداع والتواصل، تعيش تحديات الحياة بحب وشغف، رانيا علاء الدين من مصر.
زر الذهاب إلى الأعلى