متى نغضب؟ نوم العوافي يا عرب!
غزة تُباد، ونحن نغرق في غفلتنا، دماء المسلمين تُراق وأطفالهم يُقتلون ونحن نعيش حياتنا وكأن شيئاً لم يحدث، متى نغضب يا مسلمين؟ متى ننهض لرفع الظلم عن إخوتنا؟
متى نغضب؟
في زمنٍ تُذبح فيه الإنسانية على مرأى العالم، وتُهان الكرامة تحت أنظار الصامتين، نقف نحن العرب والمسلمون، نغطّ في نومٍ عميق، نوم العوافي الذي لم يعد يليق بأمةٍ كانت يوماً تحمل راية العزة والشرف، متى نغضب؟ متى نهبّ من سباتنا العميق لنصرخ في وجه الظلم؟ متى نكفّ عن التغافل ونرفض أن نكون مجرد أرقام في سجلّات التاريخ المخزية؟
المسلمون يتسحرون وأهل غزة يُبادون
في كل بيتٍ مسلم في رمضان يُعدّ الطعام للسحور وتُرفع الأدعية، وتُملأ القلوب بالأمل في الليالي مباركة، لكن في غزة لا سحور ولا إفطار، بل دماءٌ تُراق، وأرواحٌ تُزهق، وأطفالٌ يودّعون الحياة قبل أن يعرفوها.
المسلمون يتسحرون، وأهل غزة يُبادون بصمتٍ رهيب، تحت وابل القنابل ووحشية عدوٍ صهيوني لا يرحم، أين صوت الأمة؟ أين غضبها؟ أين ضميرها الذي يُفترض أن يثور لأجل إخوتهم في الأرض المباركة؟ لكِ الله يا غزة، فما عاد لنا إلا الدعاء، وما عاد لكِ إلا الصبر على جحودنا!
غزة وحيدة ويتيمة ومخذولة!!
غزة تقاوم، غزة تنزف، غزة تصرخ، لكن صرختها تتردد في وادٍ سحيق من الخذلان، وحيدةٌ كاليتيمة التي فقدت كل شيء، مخذولةٌ من أقرب الناس إليها قبل أبعدِهم، أين الجيوش؟ أين الرجال؟ أين المسلمين؟ أين الشعوب التي كانت تهتف يوماً “بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين”؟ كلماتٌ جوفاء تلاشت في الهواء، وأفعالٌ غائبة دفنها الخوف والتردد.
غزة ليست مجرد بقعةٍ على الخريطة، إنها جرحٌ في قلب كل مسلم، جرحٌ نتركه ينزف ونحن نتقلب في نومنا العميق، نوم العوافي يا عرب، نوم العوافي يا مسلمين!
لا فائدة من الخطب والكتابة
كفى خطباً رنانة وكلماتٍ معسولة! كفى مقالاتٍ تُكتب وتُنشر ثم تُنسى! لا فائدة من حبرٍ يجفّ على الورق بينما الدماء تسيل في شوارع غزة، هذا العالم الظالم، الغارق في صمته المشين، لا يحتاج إلى كلماتٍ بل إلى فعلٍ يُوقظه من غفلته، إنه عالمٌ فقد إنسانيته عالمٌ يشاهد المذبحة ويصفق للجلاد، عالمٌ يحتاج إلى يوم القيامة ليُحاسب فيه الظالمون ويُنصف المظلومون، لكن، حتى ذلك الحين ماذا نفعل نحن؟ ننام؟ نصمت؟ ننتظر؟
استيقظوا قبل أن يُكتب التاريخ عارنا!
يا عرب، يا مسلمين، كفى نوماً وكفى خذلاناً! غزة ليست قضية بعيدة، إنها شرفنا الذي يُدنس، وكرامتنا التي تُسحق، متى نغضب؟ متى نتحرك؟ إن لم نفعل شيئاً اليوم، فسنُسأل غداً: أين كنتم حين كانت غزة تباد؟ لا تتركوا التاريخ يكتب عنا أننا كنا أمةً نائمة، أمةً تخلّت عن أهلها في أحلك اللحظات، استيقظوا، فإن نوم العوافي لم يعد خياراً، بل صار وصمة عارٍ على جبين كل واحدٍ منا!
لكِ الله يا غزة، ولنا العار إن بقينا على هذا الحال!