ما الذي حدث في مجزرة الحولة تفاصيل مرعبة
2012/5/25 تاريخ لن ينساه السوريون، يومٌ مأساوي بكل المقاييس، زُهقت فيه أرواح مئات الأبرياء خلال الحرب الأهلية السورية، من هم مرتكبي مجزرة الحولة؟، وما هي تفاصيلها؟.
تفاصيل مجزرة الحولة
بعد أربعة عشرة شهراً من مطالبة الشعب السوري بإسقاط نظام بشار الأسد، واجه الشعب الأعزل في مختلف أنحاء سوريا الكثير من العنف ومجازر جماعية أودت بحياة الكثيرين، ولكن أكثرها عنفاً كانت في بلدة (الحولة) الواقعة في ريف حمص الشمالي الغربي، إذ تعرّضت هذه البلدة في صباح هذا اليوم المأساوي إلى القصف المدفعي الذي راح ضحيته حوالي عشرين شخصاً.
وبعد عدة ساعات وبحسب ما ذكر الناجون من المجزرة، شهدت الحولة هجوماً عنيفاً من ميليشيات ترتدي زيّاً عسكرياً وأخرين بـ لباساً مدنياً، دخلوا إلى منازل المدنيين العُزّل وقاموا بتعنيفهم وقتلهم بدمٍ بارد، فمنهم من لقي حتفه بطلقٍ ناري، ومنهم من تم ذبحه بالسكين، ومنهم من تم تهشيم جمجمته والتنكيل بجثمانه، لتصبح حصيلة شهداء مجزرة الحولة حوالي 108 شخص، من بينهم 49 طفلاً بريئاً دون سن العاشرة، و34 امرأة و25 رجل، بالإضافة إلى 300 مصاب.
وقد لاقت مجزرة الحولة استنكاراً وغضباً واسعاً في سوريا، بعد انتشار صور الضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي، فخرج السوريون في مظاهراتٍ حاشدة في جميع المحافظات منددين بهذه الجريمة البشعة، ومطالبين بإسقاط النظام ومحاسبة مرتكبي هذه المجزرة، هاتفين بصوتٍ واحد (ياحولة نحن معك حتى الموت)، وبالطبع تم ملاقاتهم من قبل النظام السوري بالقمع وإطلاق النار على المتظاهرين والاعتقال، محاولةً منهم لإسكات صوت الحق.
وكان السؤال الذي يردده الجميع (ما هي جريمتهم يابشار؟)، وقد أدت الوحشية الشديدة التي ارتُكبت بها هذه المجزرة إلى احتجاجات واسعة في جميع أنحاء العالم، وعُقدت جلسة لأعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة لمناقشة الأوضاع في سورية، وأدانت الدول الخمسة عشر بالإجماع الحكومة السورية لاستخدامها الأسلحة الثقيلة ضد الشعب.
من هم مرتكبي مجزرة الحولة؟
اتّهمت الحكومة السورية آنذاك القوات المعارضة بارتكاب هذه الجريمة، وادّعت أن الحكومة تقاتل لحماية شعبها من هذه المجموعات الإرهابية، وليس هي التي تقتل شعبها، في حين أكّد الناجون من المجزرة أن قوات النظام وبمساعدة مليشيات تابعة له هم من قاموا بهذه الجريمة النكراء، وهو القول الذي أكدته قوات الجيش الحر، وأيّده الآشوريين والأكراد في سوريا متهمين قوات الأسد بارتكاب هذه الجريمة.
وقد تم تشكيل لجنة أممية لإرسالها إلى سوريا من أجل التحقيق ومعرفة أسرار مجزرة الحولة، إلا أن النظام السوري خوفاً من اكتشاف الحقيقة، رفض تقديم التسهيلات اللازمة لدخول اللجنة إلى الأراضي السورية، وبالتالي أصدرت اللجنة تقريرها مفاده أنها لم تستطع تحديد الجهة المُنفّذة للمجزرة، مع ترجيح أن يكون مرتكبي المجزرة هم ميليشيات مؤيدة لنظام الأسد.
وذكر (باولو بينيرو) كبير محققين اللجنة أن السبب في هذا الترجيح هو أن القوات التابعة للنظام هي من تستطيع التجوّل بدون عوائق في هذه المنطقة، مما يجعل دخولهم سهلاً إلى المنطقة وارتكابهم المجزرة.
وجاء في بيانٍ مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون)، (إن هذه الجريمة المروّعة والوحشية التي تنطوي على استخدام عشوائي وغير متناسب للقوة تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والتزامات الحكومة السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكانية والعنف بكل أشكاله، ويجب محاسبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة).
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون): (ستعمل الولايات المتحدة مع المجتمع الدولي لتكثيف الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد وأعوانه، الذين يجب أن ينتهي حكمهم القائم على القتل والخوف).
ورغم محاولة النظام السوري آنذاك عرقلة عمليات التحقيق، ومحاولة إنكار ارتكابه هذه المجزرة، إلا محاولاته باءت بالفشل، وأدت إلى طرد السفراء السوريين من معظم الدول العربية والغربية، تنديداً بجرائم الأسد ضد شعبه، ورده على الاحتجاجات السلمية بوحشية لا تمت للإنسانية بصلة.
الثأر من المسؤول عن ارتكاب مجزرة الحولة
بعد إسقاط نظام الرئيس المخلوع (بشار الأسد)، بدأت قوات الأمن التابعة للحكومة السورية المؤقتة، بملاحقة فلول النظام ومن تلطّخت أيديهم بالدماء، ومن بينهم (شجاع العلي)، أحد الشبيحة المسؤولين عن ارتكاب مجزرة الحولة، فقد كان مقاتلاً في واحدة من الميليشيات التي حاربت الفصائل المعارضة في حمص، وتم إثبات تورّطه في هذه المجزرة.
وقد قُتل (شجاع العلي) في 2024/12/26 إثر اشتباكات عنيفة بينه وبين عناصر من إدارة العمليات العسكرية، لتكون نهاية منصفة لكل من شارك في سفك دماء أبناء سورية الشرفاء.
المصدر: CNN + الجزيرة.