أسباب وأعراض مرض الربو وطريقة العلاج

مرض الربو هو أحد الأمراض الرئوية المزمنة التي تصيب الملايين حول العالم، وتسبب ضيق والتهاب الممرات الهوائية لديهم، ورغم صعوبته إلا أنه يمكن السيطرة عليه بالأدوية.

مرض الربو

عندما يتنفس الإنسان ترتخي عضلات الممرات الهوائية؛ مما يسهل حركة الهواء داخلها، بينما عندما يتنفس مريض الربو تكون حركة الهواء صعبة لعدة أسباب هي:

  • انقباض القصبات الهوائية: انقباض العضلات الملساء الموجودة بجدران الممرات الهوائية يسبب ضيقها، ويصعب حركة الهواء.
  • التهاب الممرات الهوائية: التهاب الممرات يسبب تورمها، ومن ثم يعيق حركة الهواء.
  • تراكم المخاط: يفرز الجسم أثناء نوبات الربو كمية كبيرة من المخاط السميك الذي يغلق الممرات الهوائية الدقيقة.

ويمكن تقسيم الربو لعدة أنواع طبقاً لحدته، وسببه، والعمر الذي يظهر بها كما يلي:

  • ربواً متقطعاً يأتي في شكل نوبات وبينها يكون المريض طبيعياً، وربواً مستمراً يعاني فيه المريض من الأعراض طوال الوقت.
  • ربو تحسسي ينتج عن التحسس تجاه بعض المواد مثل الغبار وشعر الحيوانات، وربو غير تحسسي ينتج عن عوامل أخرى كالطقس، وممارسة المجهود.
  • ربو الأطفال الذي يبدأ غالباً قبل الخامسة من العمر، وربو البالغين الذي يظهر عادةً بعد عمر الثامنة عشر.

أسباب الربو

طبقاً لموقع “MayoClinic” الطبي؛ لا يعرف الأطباء سبب إصابة مرضى الربو بالمرض دون غيرهم، لكن ربما العوامل الجينية والبيئية تلعب دوراً في الإصابة بهذا المرض، لذا يصعب شرح أسباب الإصابة بالربو، لكن يمكننا أن نوضح لكم المثيرات والعوامل التي تحفز الإصابة بنوبات الربو، وهي:

  • المثيرات المحمولة بالهواء مثل حبوب اللقاح، والغبار، والعفن، وبقايا فضلات الصراصير، وشعر الحيوانات الأليفة.
  • تلوث الهواء.
  • العدوى التنفسية مثل نزلات البرد.
  • الهواء البارد.
  • ممارسة المجهود البدني.
  • التوتر، والمشاعر الجارفة.
  • الارتجاع المعدي المريئي.
  • أثر جانبي لبعض الأدوية مثل حاصرات مستقبلات البيتا، والأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب كالبروفين، والأسبرين.
  • مادة السلفات والمواد الحافظة التي تضاف لحفظ الأطعمة المعلبة.

كما يمكننا أن نوضح لكم عوامل خطر الإصابة بالربو، أي العوامل التي تجعل البعض أكثر عرضة للإصابة بالمرض دون غيرهم مثل:

  • المدخنين، ومن يتعرضون للتدخين السلبي.
  • المصابين بالسمنة أو الوزن الزائد.
  • من لديهم مصاب بالربو بالعائلة مثل أحد الأبوين أو الأخوة.
  • المصابين بنوع من التحسس مثل الحساسية الجلدية، وحمى القش.
  • المعرضون للدخان والتلوث بكثرة.
  • العاملون بوظيفة تتضمن التعرض لمواد كيميائية باستمرار مثل مصففي الشعر، والعاملين بمصانع الأنسجة، والطحين، والخشب، والكيماويات وغيرها.

أعراض الربو

أغلب مرضى الربو يتعايشون مع المرض، فلا يعانون من أعراض الربو بصفة يومية بفضل الأدوية التي تسيطر على الحالة، لكنهم يكونون عرضة للإصابة بنوبات الربو من وقتٍ لآخر طبقاً لحالتهم الصحية والعوامل التي تثير النوبات لديهم، لكن يوجد مجموعة من المرضى ذوي الحالات المتقدمة يعانون من أعراض الربو بصفة مستمرة، وتكون هذه الأعراض في شكل:

  • ظهور صوت صفير مع التنفس، فهو أكثر أعراض الربو شيوعاً.
  • السعال وخاصةً بالليل، أو مع ممارسة مجهود، أو الضحك.
  • ضيق وألم بالصدر.
  • صعوبة التنفس.
  • تسارع معدل التنفس.
  • صعوبة التحدث.
  • التعب والإجهاد.
  • القلق والهلع.
  • كثرة الإصابة بالعدوى التنفسية.
  • صعوبة النوم.
  • شحوب وتعرق الوجه.
  • ازرقاق الشفاه والأظافر.

تختلف حدة أعراض الربو من مريض لآخر، فالبعض قد يعاني من أعراض طفيفة يمكن السيطرة عليها بالبخاخات والأدوية المناسبة، بينما البعض الآخر قد يعاني من نوبات حادة خطيرة ومهددة للحياة؛ تضطرهم إلى الذهاب للمستشفى للحصول على العلاج سريعاً.

تشخيص الربو

تشخيص الإصابة بالربو يعتمد على عدة فحوصات هي:

  • مراجعة الأعراض التي يشكو منها المريض.
  • الفحص الجسدي لتقييم أعراض الربو، مثل عن طريق سماع صوت الرئتين.
  • مراجعة التاريخ العائلي للمريض، لاستبعاد إصابة أحد أفراد العائلة بالربو.
  • فحص وظائف الرئة لتحديد حجم الهواء الذي يدخل ويخرج من الرئتين باستخدام أجهزة مخصصة لذلك، وقد يعيد الطبيب هذه الفحوصات بعد تناول المريض دواءاً موسعاً للشعب الهوائية، فإن تحسنت نتائج الفحوصات بعد الدواء يتأكد الطبيب من إصابة المريض بالربو.
  • اختبار تحدي الميثاكولين: هو اختبار يقيس استجابة الرئة لمثير يسبب انقباضها.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية لاكتشاف وجود أي تشوهات أو اضطرابات بالرئة.
  • فحوصات التحسس المختلفة لاكتشاف إصابة المريض بأي نوع من التحسس.
  • فحص التأكد من وجود خلايا الإيزينوفيل أو الحمضات في البلغم الذي يطرده المريض مع السعال.
  • اختبارات تحفيز نوبات الربو عن طريق تعريض المريض لهواء بارد، أو ممارسة مجهود بدني، وتقييم وظائف الرئة بعدها.

طرق علاج الربو

تتضمن الخطة العلاجية للربو استخدام أنواع مختلفة من الأدوية، مثل أدوية التحكم طويلة الأمد التي تهدف إلى السيطرة على الحالة ومنع الإصابة بنوبات، وكذلك أدوية الإغاثة السريعة؛ التي تستخدم عند الإصابة بالنوبات للتخلص من الأعراض سريعاً، وفيما يلي هذه الأدوية بالتفصيل:

البخاخات

البخاخات هي الشكل الدوائي الأكثر استخداماً من قبل مرضى الربو لفعاليتها السريعة، وسهولة وصولها وامتصاصها بالرئة، ويتوفر منها بالأسواق عدة أنواع تختلف في المادة الفعالة الموجودة بها كما يلي:

  • حاصرات مستقبلات البيتا قصيرة المفعول: هي بخاخات موسعة للشعب الهوائية، تستخدم كعلاج سريع وطارئ للنوبات.
  • حاصرات مستقبلات البيتا طويلة المفعول: هي بخاخات يستخدمها المريض يومياً للتحكم بالأعراض، والوقاية من الإصابة بالنوبات.
  • مضادات الكولين: هي موسعات شعب هوائية قصيرة المفعول ذات فعالية كبيرة، تستخدم في شكل بخاخات، كما تستخدم في شكل سائل يوضع بجهاز التبخير.
  • الكورتيزون: هي أحد أهم بخاخات الربو، تستخدم يومياً حتى في غياب الأعراض؛ للسيطرة على الحالة.

وأخيراً يتوفر بالأسواق بخاخات مركبة تحتوي على مادتين أو أكثر من المذكورة بالأعلى للاستفادة منهم معاً، وللتسهيل على المرضى عوضاً عن استخدام أكثر من بخاخ واحد باليوم.

الأقراص

  • أقراص الثيوفيللين: هي مادة موسعة للشعب الهوائية؛ تستخدم لعلاج الربو كعلاج طويل الأمد، وتُصرف مع البخاخات.
  • أقراص معدلات اللوكوترين: “Leukotriene Modifiers” هي علاج طويل الأمد، تستخدم مرة يومياً للتحكم بالحالة عن طريق تثبيط بعض المواد المحفزة للربو بالجسم.
  • أقراص الكورتيزون: هي أقراص تستخدم لفترة وجيزة تتراوح من 5 أيام إلى أسبوعين بحد أقصى لعلاج النوبات الحادة، وذلك لتفادي آثارها الجانبية، كما قد يصفها الطبيب في شكل حقن لبعض الحالات الطارئة.

العلاج البيولوجي

هي أدوية تستهدف الأجسام المضادة بجسم مريض ربو؛ وتُستخدم في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للأدوية السابقة، وهي خمسة أنواع؛ تتوفر في شكل حقن تحقن بالمنزل أو بعيادة الطبيب كل 2-4 أسابيع طبقاً لنوعها، وهي أدوية باهظة الثمن مقارنةً بالأدوية السابقة.

العلاج الحراري للقصبات الهوائية

هي تقنية علاجية غير منتشرة تُستخدم في حالات محدودة مثل التي لا تستجيب للعلاجات السابقة، وبها يُدخل الطبيب “إلكترود” إلى داخل الممرات الهوائية للمريض باستخدام قسطرة، لتقليص سمك العضلات الملساء بالممرات، وتقليل قدرة هذه العضلات على الانقباض لاحقاً، مما يخفف من أعراض الربو، ويقلل عدد النوبات لمدة خمس سنوات تقريباً.

وختامًا يحتاج مريض الربو إلى التحلي بالصبر والمتابعة مع الطبيب للوصول إلى الخطة العلاجية المناسبة لحالته، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت، وبعض التعديلات في الأدوية وجرعاتها للوصول إلى أفضل خطة علاجية مناسبة للمريض، وكما ذكرنا الربو مرض يسهل التعايش معه بالالتزام بالأدوية، وتعلم سبل الوقاية من الإصابة بنوبات الربو.

كيفية الوقاية من الإصابة بنوبات الربو

  • تجنب التعرض لمثيرات التحسس، ومحفزات الإصابة بنوبات الربو التي ذكرناها.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • خسارة الوزن الزائد.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بموعدها.
  • ممارسة تمارين التنفس في البيت.
  • الحصول على حقن الحساسية التي تعزز مناعة الجسم تجاه أنواع الحساسية المختلفة.
  • الحصول على لقاحات الإنفلونزا الموسمية، ولقاح الالتهاب الرئوي لتقليل فرص الإصابة بهم.
  • الحرص على تناول غذاء صحي ومتوازن.

المصدر: WebMD + HealthLine.

أماني محمد

صيدلانية إكلينيكية، خريجة جامعة القاهرة عام 2011، حاصلة على دبلومة صيدلة المستشفيات، وزمالة الصيدلة الإكلينيكية، خيرة خمس سنوات بكتابة المقالات.
زر الذهاب إلى الأعلى