الصحة العامة

أسباب وأعراض مرض السكري وطرق الوقاية منه

مرض السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بالقدر الكافي للجسم فما هي أهم أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه؟

ما هو مرض السكري؟

هو حالة مرضية تحدث عندما يكون مستوى السكر في الدم (الجلوكوز) مرتفعًا للغاية، ويتطور المرض عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين أو لا يستطيع إنتاجه على الإطلاق، أو حينما يعجز الجسم عن استخدامه بالشكل الصحيح، ويؤثر مرض السكري على كل الفئات العمرية بدءًا من الأطفال الصغار وصولًا إلى كِبار السن، ويُعد أيضًا مرض مزمن لكنه يمكن التحكم في أعراضه ومضاعفاته بشكل جيد من خلال الأدوية المناسبة أو تغيير نمط الحياة.

يتم الحصول على السكر (الجلوكوز) بطريقة أساسية من خلال النشويات والكربوهيدرات الموجودة في الطعام والشراب وهي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، ينقل الدم الجلوكوز لجميع خلايا الجسم لاستخدامه كمصدر للطاقة، يحتاج الجلوكوز الموجود في الدم إلى هرمون (الأنسولين) لمساعدته على الوصول للخلايا بالشكل الصحيح، وعندما يعجز البنكرياس عن إنتاج ما يكفي حاجة الجسم من الأنسولين فإن الجلوكوز يتراكم في الدم بشكل كبير، وينتج عنه ارتفاع مستويات السكر في الدم (فرط سكر الدم) ومع مرور الوقت فإن ارتفاع السكر في الدم يسبب العديد من الأمراض مثل أمراض القلب وتلف الأعصاب ويؤثر على شبكية العين وقوة البصر مما يُسبب مشاكل بالرؤية.

ما هي أنواع مرض السكري؟

تتفاوت أنواع السُكري بناءًا على أسبابها وطرق علاجها، وينقسم بشكل أساسي إلى نوعين هما (النوع الأول والنوع الثاني) بالإضافة إلى عدد من الأنواع المتخصصة الآخرى وهي كما يلي:

مرض السكري من النوع الأول

هذا النوع هو مرض مناعة ذاتية حيث يهاجم الجسم الخلايا المنتجة للأنسولين ويعمل على إتلافها لأسباب غير معروفة، يُعد 10% من المصابين بداء السكري يتم تصنيفهم بالنوع الأول حيث هو النوع الأكثر شيوعًا بين الأطفال والشباب ولكن من الممكن أن يتطور في أي مرحلة عمرية.

مرض السكري من النوع الثاني

في هذا النوع ينتج الجسم كميات ضئيلة من هرمون الأنسولين والتي لا تَفي بحاجة الجسم، ونتيجة لذلك يحدث ما يسمى (مقاومة الأنسولين) وهي حالة مرضية تُعبر عن عدم استجابة الجسم للأنسولين بشكل صحيح مما يسبب خلل أو اضطراب في مدى استجابة الجسم ويجعل من حاجز منيع لمقاومة الأنسولين، ويُعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا من أنواع مرض السكري حيث يصاب به البالغين والأطفال أيضًا.

مرحلة ما قبل السكري

هذه الحالة هي التي تسبق الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حيث تكون مستويات الجلوكوز (سكر الدم) مرتفعة ولكنها ليست مرتفعة بالقدر الكافي لتشخيص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أي أنها تُعبر عن بدايات أو جذور المرض ويُطلق عليها (المرحلة التمهيدية).

سكري الحمل

يصيب سكر الحمل النساء الحوامل ولكنه يختفي بعد الولادة، ولكن له العديد من المخاطر أثناء الحمل على الأم والجنين، فإذا كانت الأم مصابة بسكري الحمل فإنها أكثر عُرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحمل.

مرض السكري من النوع الثالث

ينشأ هذا النوع من السكري عندما يحدث تلف كامل للبنكرياس أو استئصاله وكذلك سرطان البنكرياس والتهاب البنكرياس والتليف الكيسي ومرض الصبغة الدموية، كل هذه العوامل تفقد البنكرياس وظيفته الأساسية لإنتاج الأنسولين.

داء السكري عند الشباب

يحدث داء السكري عند الشباب بسبب طفرة جينية ويُسمى بأحادي الجين وتؤثر هذه الطفرة الجينية على آلية عمل البنكرياس لإنتاج الأنسولين، ويوجد عشرة أنواع مختلفة من سكري الشباب ويمكن أن يؤثر على 5% من المصابين، بالإضافة إلى كونه مرض وراثي يمكن أن ينتقل بين أفراد العائلة.

مرض السكري المناعي الذاتي الكامن عند البالغين

يتشابه هذا النوع من السكري مع داء السكري من النوع الأول في أن كلًا منهما مرض مناعة ذاتية، ولكنه يختلف عن النوع الأول في أنه يتطور بشكل أبطأ بكثير ويصاب به الفئة العمرية فوق سن الثلاثين.

مرض السكري عند الأطفال حديثي الولادة

قد يحدث داء السكري عند الأطفال حديثي الولادة خلال الستة أشهر الأولى من الولادة، بعض الأطفال قد يظل معهم بشكل دائم وهو ما يسمى بسكري الأطفال حديثي الولادة الدائم والبعض الآخر قد ينتهي لديهم خلال بضعة أشهر، ولكنه من الممكن أن يعود في مراحل لاحقة من العمر وهو ما يسمى بداء السكري العابر عند الأطفال حديثي الولادة.

ما هي أسباب مرض السكري

يُعد ارتفاع مستوى السكر في الدم سبب رئيسي وواضح يؤدي بالنهاية إلى داء السكري ولكن السبب الكامن حول ارتفاع مستوى السكر في الدم يختلف وإليكم أهم الأسباب كالآتي:

  • مقاومة الأنسولين: وهي حالة تنشأ نتيجة لعدم استجابة الخلايا الموجودة في العضلات والدهون والكبد للأنسولين كما ينبغي ويمكن أن تساعد العديد من العوامل على تطور هذه الحالة مثل: قلة النشاط البدني والسمنة والنظام الغذائي الغير صحي وتغير الهرمونات، وينتج السكري من النوع الثاني بشكل أساسي من مقاومة الانسولين.
  • أمراض المناعة الذاتية: حيث ينتج عنها مرض السكري من النوع الأول، وذلك عندما يهاجم جهاز المناعة البنكرياس.
  • اختلال التوازن الهرموني: وهو ما ينشأ عنه سكري الحمل عند السيدات حيث تفرز المشيمة هرمونات تسبب مقاومة الأنسولين وعندما لا يستطيع البنكرياس إفراز ما يكفي للقضاء على مقاومة الانسولين يجعل الأمهات عُرضة للإصابة بداء السكري لا محالة، وينشأ كذلك عن تغير الهرمونات متلازمة ضخامة الأطراف او مرض (كوشينج) وهو ما يتطور إلى السكري من النوع الثالث فيما بعد.
  • الطفرات الجينية: تسبب الطفرات الجينية السكري عند حديثي الولادة وعند الشباب في مرحلة عمرية معينة.
  • بعض الأدوية: تُسبب بعض الأدوية داء السكري مثل أدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) و الكورتيكوستيرويدات.

ما هي أعراض مرض السكري؟

  • كثرة الشعور بالعطش.
  • جفاف الفم.
  • مشاكل في الرؤية.
  • كثرة التبول.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • بطء التئام الجروح.
  • ظهور القرح.
  • عدوى الخميرة الجلدية أو المهبلية المتكررة.
  • وخز أو تنميل في اليدين والقدمين.

ما هي مضاعفات داء السكري؟

مع مرور الوقت يمكن أن يتسبب داء السكري في تلف الأوعية الدموية في القلب والرئتين والعينين وتلف الأعصاب، كما أن الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية أخرى مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، كما يمكن أيضًا أن يؤدي مرض السكري إلى فقد البصر بشكل كامل عن طريق إتلاف الأوعية الدموية بالعين.

بالإضافة إلى حدوث مشاكل بالقدم قد تصل للبتر أحيانًا نتيجة لحدوث القرح المتكررة وفقد الأعصاب الطرفية الموجودة بالقدم وضعف تدفق الدم للقدم، وتشمل تشمل مضاعفات داء السكري ما يلي:

  • الضعف الجنسي عند الرجال.
  • شلل المعدة.
  • اعتلال الأعصاب السكري.
  • مشاكل اللثة والأسنان.
  • عدوى الجلد.
  • مشاكل القلب والأوعية الدموية.
  • السكتة الدماغية.
  • اعتلال الكلية السكري
  • تلف الأعصاب.
  • اعتلال الشبكية السكري.

طرق الوقاية من داء السكري

إن تغيير أسلوب الحياة هو الطريقة المُثلى للوقاية من داء السكري من النوع الثاني، وللوقاية منه يمكن إتباع الخطوات التالية:

  • الوصول إلى وزن صحي ومثالي والحفاظ عليه.
  • الحفاظ على نشاط بدني رياضي عن طريق ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة 30 دقيقة على الأقل.
  • تناول نظام غذائي صحي غني بجميع العناصر الغذائية والتقليل من النشويات والدهون الغير صحية.
  • اتباع نظام الصيام المتقطع بين الحين والآخر.
  • الإقلاع عن التدخين.

بالرغم من أن داء السكري مزمن إلا أنه من الممكن التعايش معه والوقاية من مضاعفاته والتحكم بالأعراض عن طريق الأدوية التي يصفها الطبيب والالتزام بنمط حياة صحي، ويجب العلم بأن مرض السكر مثل أي مرض آخر قد يكون له مضاعفات لا يُحمد عقباها والتي قد تؤثر بالسلب الشديد على كل عضو بالجسم، لذا ينبغي الخضوع لفحص دوري مستمر وزيارة الطبيب بشكل منتظم.

جيهان جهاد محمد

أنا طَير حُر طَليق في رِحاب الحياة يبحَث عن المَعنى والحِكمة والحُب والصَبر وكُلها معاني تتجلى في الكِتابة والعلم والمعرفة، فهُم أسلِحة مَن لا سلاح له، أنا چيهان جهاد من مَصر، أُحب التعلُم وتوصيل رِسالتي لِمن يقرأ.
زر الذهاب إلى الأعلى