أسباب و أعراض مرض النقرس وطرق علاجه
مرض النقرس هو نوع من التهاب المفاصل والذي يسبب آلام حادة في العظام، فما هي أسبابه وكيف نتعامل معه؟
ما هو مرض النقرس؟
النقرس يحدث عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى تشكيل بلورات صغيرة داخل وحول المفصل، وهذه البلورات تسبب تورمًا وألمًا شديدًا ومفاجئًا، مما يجعل النوبات شديدة، وعادةً ما يصيب النقرس مفصلًا واحدًا في كل مرة، لكنه قد يؤثر على أكثر من مفصل في الوقت نفسه، وغالبًا ما يبدأ في مفصل قاعدة إصبع القدم الكبير، وتتسم نوبات النقرس بزيادة حدتها في بعض الأوقات وهدوءها أو اختفائها في أوقات أخرى، وقد تستمر لعدة أيام ثم تهدأ، ويؤثر النقرس بشكل رئيسي في الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا والنساء بعد انقطاع الطمث، وهو أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنةً بالنساء.
ما هي أسباب مرض النقرس؟
يحدث مرض النقرس عندما تتراكم بلورات اليورات في المفاصل، مما يسبب التهابًا وألمًا شديدًا، ويتكون حمض اليوريك في الدم عند تكسير البيورينات، وهي مواد كيميائية توجد بشكل طبيعي في الجسم، ويمكن أيضًا العثور عليها في بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء ولحوم الأعضاء مثل الكبد، وكذلك في بعض أنواع المأكولات البحرية مثل الانشوجة والسردين وبلح البحر والاسكالوب والسلمون المرقط والتونة، وتساهم المشروبات الكحولية، خاصة البيرة، والمشروبات المحلاة بالفركتوز في زيادة مستويات حمض اليوريك.
في الظروف العادية يذوب حمض اليوريك في الدم ويُطرح عبر الكلى إلى البول، ومع ذلك قد ينتج الجسم كميات كبيرة من حمض اليوريك أو قد تكون الكلى غير قادرة على التخلص منه بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكمه في المفاصل والأنسجة المحيطة، وهذا التراكم يتسبب في تكون بلورات حادة تشبه الإبر، مما يؤدي إلى الألم والالتهاب والتورم.
ما هي أعراض مرض النقرس؟
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالنقرس، والتي يمكن أن تكون ناتجة عن نمط الحياة أو العوامل الوراثية أو الحالات الصحية الأخرى، ويمكن أن تؤدي التغيرات في نمط الحياة والتحكم في الحالات الصحية المرتبطة إلى تقليل خطر الإصابة بالنقرس، وفيما يلي نستعرض أهم عوامل الخطر المرتبطة بالنقرس:
- الألم المشترك: يرتبط مرض النقرس بشكل شائع بإصبع القدم الكبير، لكنه يمكن أن يؤثر على أي مفصل، مثل الكاحل والركبتين والمرفقين والمعصمين والأصابع، ويكون الألم غالباً في ذروته خلال الأربع إلى اثنتي عشرة ساعة الأولى من بدء النوبة.
- الانزعاج المستمر: قد يستمر الانزعاج في المفاصل من بضعة أيام إلى عدة أسابيع بعد زوال الألم الحاد، ومع تكرار النوبات، قد تستمر لفترات أطول وتتسبب في تلف المزيد من المفاصل.
- الالتهاب والاحمرار: يترافق النقرس مع تورم وحساسية وحرارة واحمرار في المفاصل المصابة.
- نطاق محدود من الحركة: قد تجد صعوبة في تحريك مفاصلك نتيجة تفاقم مرض النقرس.
ما هي عوامل خطر مرض النقرس؟
هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة، وفهم هذه العوامل يمكن أن يساعد في الوقاية من النقرس وإدارته بشكل أفضل، وفيما يلي نذكر أهم عوامل الخطر المرتبطة بالنقرس:
النظام الغذائي
تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، بالإضافة إلى المشروبات المحلاة بالفركتوز (سكر الفاكهة)، يمكن أن يرفع مستويات حمض اليوريك ويزيد من خطر الإصابة بالنقرس، كما يساهم استهلاك الكحول، خاصة البيرة، في تفاقم الحالة.
الوزن
زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة إنتاج حمض اليوريك في الجسم، مما يجعل الكلى تواجه صعوبة في التخلص منه.
المشاكل الطبية
مرض النقرس قد يتطور بسبب عدة حالات صحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم غير المعالج، السكري، السمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وأمراض القلب والكلى.
الأدوية
مثل الجرعات المنخفضة من الأسبرين، أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل مدرات البول الثيازيدية، مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، وحاصرات بيتا، قد ترفع مستويات حمض اليوريك، كما قد تسبب الأدوية المضادة في رفض الأعضاء المزروعة زيادة في مستويات الحمض.
التاريخ العائلي
تزداد احتمالية إصابتك بالنقرس إذا كان هناك أفراد من عائلتك مصابين به.
العمر والجنس
مرض النقرس أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنة بالنساء بسبب مستويات حمض اليوريك الأعلى لديهم، وبعد انقطاع الطمث، تقترب مستويات حمض اليوريك لدى النساء من مستويات الرجال، والرجال عادةً ما يعانون من أعراض النقرس في وقت مبكر من الحياة (بين 30 و 50 عامًا)، بينما تظهر الأعراض لدى النساء غالبًا بعد انقطاع الطمث.
العمليات الجراحية أو الصدمات
يمكن أن تحدث نوبات النقرس أحيانًا بعد الجراحة أو الصدمات الحديثة، وقد تؤدي التطعيمات إلى احتدام النقرس لدى بعض الأشخاص.
ما هو علاج مرض النقرس؟
يساهم العلاج في تقليل شدة الألم الناتج عن النوبات الحادة ويساعد في خفض التورم والاحمرار المرتبطين بالنقرس، وبناءًا على تشخيص الأطباء لموقِع الطبي تُقسم أدوية النقرس إلى نوعين رئيسيين، كل منهما يعالج جانبًا مختلفًا من المشكلة، هذه هي الأدوية التي يُنصح بتناولها ولكن يجب استشارة طبيب أولاً:
الأدوية المضادة للألم والالتهابات
الأدوية المضادة للألم والالتهابات التي تُستخدم في علاج النقرس تشمل:
- مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، التي تساعد في تخفيف الألم والتورم.
- الكولشيسين: يُستخدم لتقليل الألم والالتهاب، خاصةً في النوبات الحادة.
- الكورتيكوستيرويدات: مثل البريدنيزون، تُستخدم عندما لا تنجح الأدوية الأخرى في تخفيف الأعراض أو عندما يكون الألم شديدًا.
الأدوية المخفضة لمستويات حمض اليوريك
الأدوية التي تُستخدم لتقليل مستويات حمض اليوريك في الدم تشمل:
- الألوبيورينول: يُقلل من إنتاج حمض اليوريك في الجسم، مما يساعد في خفض مستوياته.
- الفبوكسوستات: يعمل على تقليل إنتاج حمض اليوريك بطريقة مشابهة الألوبيورينول، ويُستخدم في حالات عدم تحمل الألوبيورينول.
- الريفافيكوستات: يُستخدم أيضًا لتقليل مستويات حمض اليوريك في الدم من خلال تقليل إنتاجه، وتُعتبر هذه الأدوية أساسية في إدارة النقرس المزمن والوقاية من النوبات المستقبلية.
كيفية تشخيص النقرس
لتشخيص مرض النقرس، قد يتبع الأطباء عدة طرق وفحوصات:
- اختبار سائل المفاصل: قد يستخدم الطبيب إبرة لتصريف السوائل من المفصل المتضرر وعند فحص السائل تحت المجهر قد تظهر بلورات اليورات.
- فحص الدم: قد يوصي الطبيب بفحص الدم لقياس مستويات حمض اليوريك، ومع ذلك، يمكن أن تكون نتائج هذا الفحص غير دقيقة، حيث قد تكون مستويات حمض اليوريك عالية دون ظهور أعراض النقرس، أو قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض النقرس دون ارتفاع مستويات حمض اليوريك.
- الأشعة السينية: تستخدم الأشعة السينية لفحص المفاصل واستبعاد أسباب أخرى لالتهاب المفاصل.
- فحص الموجات فوق الصوتية: يُمكن لهذه التقنية المساعدة في تحديد مكان وشكل وحَجم بلورات اليورات المتراكمة في المفاصل باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- التصوير المقطعي المحوسب بتقنية الطاقات المزدوجة (DECT): تجمع هذه التقنية بين صور الأشعة السينية من زوايا متعددة لتصوير بلورات اليورات في المفاصل بدقة.
النقرس مرض مزمن يمكن التحكم فيه من خلال نمط حياة صحي وعلاج مناسب، والالتزام بالتوجيهات الطبية يساعد على تخفيف الأعراض والوقاية من المضاعفات، مما يساهم في تحسين جودة الحياة.
صورة المقال