تعرف على أشهر معالم سوريا التاريخية والمواقع الأثرية

تمثّل معالم سوريا الإرث التاريخي والحضاري الذي تم تناقله من حضارات متنوعة مثل الإمبراطورية البيزنطية، والممالك الصليبية، والإمبراطورية العثمانية، إليك دليلنا لأشهر المواقع التاريخية والأثرية في سوريا.

أشهر معالم سوريا التاريخية والأثرية

قليلةٌ هي البلدان التي تستطيع أن تنافس سورية في غنى وتنوع مواقعها التاريخية والتي يعود تاريخها لعصور مختلفة، حيث ساهم موقعها الاستراتيجي بين ثلاث قارات رئيسية هي آسيا وأوروبا وأفريقيا في جذب العديد من السلالات والإمبراطوريات إليها، نذكر فيما يلي أبرز معالم سوريا التاريخية والأثرية وأكثرها شهرة:

1- قلعة حلب “Aleppo Citadel”

تتسّم قلعة حلب بماضيها العريق، وهي واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في سوريا، تُوفّر القلعة إطلالات بانورامية على معالم مدينة حلب القديمة بسبب موقعها على تلة دائرية كبيرة من الحجر الجيري وسط المدينة، وهي عبارة عن قصر ضخم محصّن تتميّز بأسوارها العالية وجسر الدخول المهيب والبوابة العظيمة التي ما زالت سليمة حتى الآن إلى حدّ كبير، بينما يضمّ الجزء الداخلي من القلعة فناء كبير وعدد من القاعات ذات الأسقف المقبّبة المليئة بالزخارف المعمارية الإسلامية.

كشف التنقيب أيضاً في قلعة حلب عن بقايا آثار كبيرة لمعبد مهم يدعى معبد (إله العاصفة)، والذي يعود تاريخه إلى العصر البرونزي الحديث، وهو مزيّن بنظام متقن من النقوش البارزة التي تصوّر الآلهة، لم تسلم قلعة حلب الشهيرة من الأحداث الدامية التي اجتاحت البلاد، فقد لحقت أضرار كبيرة ببنيتها الرائعة والقطع الأثرية المحفوظة بداخلها، مما دفع المديرة العامة (لليونسكو) “إيرينا بوكوفا” منذ أوائل عام 2012 للدعوة إلى ضرورة حماية التراث الثقافي للبلاد.

قلعة حلب
قلعة حلب

2- قلعة صلاح الدين “Citadel of Salah Ed-Din”

تسمى أيضاً قلعة صهيون، تقع على بعد 30 كم شمال شرق اللاذقية بالقرب من بلدة الحفة، حيث تتميّز بموقع استراتيجي وخضعت لسيطرة العديد من الإمبراطوريات، فقد حكمها البيزنطيون خلال القرن الحادي عشر، ثم تعرّضت للغزو الصليبي، إلى أن استولى عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 584هـ / 1188م، كما تحوّلت إلى مركز إداري إقليمي داخل الإمبراطورية المملوكية، تتميّز القلعة بشكل مثلثي وهي تتربّع فوق منطقة صخرية، يحيط بها وادي طبيعي من جهة وخندق عميق من جهة أخرى.

وتتميّز أيضاً قلعة صهيون بكونها مثال بارز للهندسة المعمارية المتعلّقة بالفترة الصليبية، يقع المدخل الأساسي في الجهة الجنوبية للقلعة، ومن حولها برجين لتعزيز دفاعاتها، وفي الشمال يوجد بوابة لها جسر متحرك، تضمّ القلعة أبراج جانبية ومخازن أسلحة وطعام وخزانات مياه، وكنيسة صليبية ومسجد وقصر بيزنطي مزوّد بحمامات وأروقة، هذا وكان قد تم تسجيل اسم القلعة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2006.

قلعة صلاح الدين
قلعة صلاح الدين

3- قلعة الحصن “Qala’at al-Hosn”

تقع قلعة الحصن في وادي النصارى على قمة تلّ شديد الانحدار بمحافظة حمص، بالقرب من الحدود الشمالية لدولة لبنان، تم بنائها من الحجر الجيري على يد “أخوية فرسان القديس يوحنا” المعروفة بفرسان المشفى، وبقيت تحت سيطرتهم من عام 1142 الى عام 1271، ثم سيطر عليها جيش المماليك، وهي واحدة من أفضل الأمثلة المحفوظة للقلاع الصليبية، حيث تتضمّن جداران برجيان وخندق عريض يفصل بينهما، إلى جانب كنيسة وعدد من الغرف والقاعات، ويصل استيعابها إلى حامية من 2000 رجل.

خضعت قلعة الحصن في فترة الانتداب الفرنسي لبعض الترميمات المحدودة، وفي عام 2006 تم تعيين القلعة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كونها تحتوي مزيج من العناصر المعمارية الرومانية والقوطية، مثل الأسقف المقبّبة والأعمدة المزخرفة والممرات المتعرجة، منذ عام 2011 تعرّضت القلعة للتضرّر، لكنها ما تزال حتى الآن من المواقع القليلة جداً المحافظة على آثار الفن الصليبي فيها.

قلعة الحصن
قلعة الحصن

4- مدينة تدمر “The City of Palmyra”

تقع تدمر شمال شرق دمشق على بعد 130 ميل (210 كم)، تأسست قبل 2000 عام وتميّزت بموقعها الاستراتيجي التجاري الذي ساعد في الربط ما بين العالم الروماني وبلاد ما بين النهرين، حيث كانت مفترق طرق للقوافل التي تعبر طريق الحرير، خضعت المدينة للسيطرة الرومانية ثم أعلنت استقلالها في عهد الملكة زنوبيا، تتضمّن تدمر شارع رئيسي مزيّن بالأعمدة ومن معالمها الرئيسية معبد بعل الذي بُني في القرن الأول الميلادي، وقوس النصر والمسرح الروماني الذي يعكس عظمة هذه المدينة القديمة.

اشتهرت تدمر باللغة الآرامية، في عام 1980 تم تصنيف آثار مدينة تدمر القديمة على أنها موقع للتراث العالمي من قبل اليونسكو، تعرّضت آثار تدمر للتخريب والدمار بفعل هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على المنطقة، حيث أصدرت الأمم المتحدة عام 2019 صور بالأقمار الصناعية تُظهر دمار معبد بل، بالرغم من ذلك ما زالت تدمر تحتضن بعض الكنوز والآثار المحفوظة من العصور القديمة، مثل بقايا معبد بل والمعبد الجنائزي والأعمدة العظيمة.

مدينة تدمر
مدينة تدمر

5- افاميا “Apamea”

تقع مدينة أفاميا شمال غرب مدينة حماة على بعد حوالي 55 كيلومتر (34 ميل) على الضفة الشرقية لنهر العاصي، أسسها الجنرال سلوقس الأول حوالي عام 300 قبل الميلاد، وهو أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، احتلت المدينة مكانة مهمة كمركز رئيسي للتجارة والثقافة، والذي انعكس على بنيتها الأساسية وهندستها المعمارية، من أبرز معالمها الرواق الكبير، وهو شارع يمتد حوالي 2 كم مزيّن بأعمدة شاهقة، والمسرح الروماني الكبير الذي يتسع لحوالي 20 ألف شخص.

بالإضافة إلى ما سبق تضمّ المدينة أنقاض العديد من المعابد المزخرفة، كما كشفت الحفريات الأثرية عن وجود التحف الذهبية والقطع الأثرية، والأواني الفضية الرومانية، والمجوهرات والعملات المعدنية، يُعدّ أهمها لوحة “فسيفساء الصيد العظيم” الشهيرة، والتي تم اكتشافها في ثلاثينيات القرن العشرين، وتم نقلها إلى متحف الفن والتاريخ في بروكسل، تعرّضت المدينة لضرر بالغ في السنوات الأخيرة نتيجة أعمال التنقيب غير القانونية، وبالرغم من ذلك لا تزال أطلال أفاميا تُبهر وتلهم الزوار من جميع أنحاء العالم.

مدينة افاميا
مدينة افاميا

6- مدرج بصرى الأثري “Bosra Amphitheatre”

يُعدّ المسرح الروماني في بصرى أحد أبرز معالم سوريا وآثارها، يقع ضمن مدينة بصرى القديمة المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كونها تتضمّن آثار واسعة من المباني النبطية والرومانية والبيزنطية والأموية، وهي تتبع محافظة درعا جنوب غرب سوريا، يُعدّ مدرج بصرى جزء من هذا المسرح ويتميّز بأحجار البازلت السوداء، تم بناؤه على أرض مستوية تماماً في عهد الإمبراطور تراجان على الأرجح ويتسّع لـ 15 ألف متفرج كما ذكر موقع “Earth Site” التعليمي.

يتميّز مسرح بصرى الروماني بترتيب نصف دائري لمقاعده، وهو ما يسمح برؤية مثالية من كل زاوية، حيث كان يستضيف العديد من الأحداث والفعاليات مثل مسابقات المصارعة، كما اشتهرت خشبة المسرح بزخارفها المتقنة والتي أظهرت براعة الرومان في فنّ العمارة، وخضع المدرج لعمليات ترميم عديدة، حيث يُعدّ أحد أفضل المدرجات الرومانية المحفوظة في العالم، تجدر الإشارة إلى أن مدينة بصرى القديمة تضم معالم أثرية أخرى مثل كنيسة القديس سرجيوس والمسجد العمري.

مدرج بصرى الأثري
مدرج بصرى الأثري

7- نواعير حماة “Norias Of Hama”

وهي عبارة عن عجلات مائية تتربّع على طول نهر العاصي، تقوم برفع المياه من النهر إلى مستوى قنوات ري أعلى مبنية من الحجارة أو الخشب لري المزارع والبساتين المحيطة، واليوم لم يبقى منها سوى 17 ناعورة، نذكر منها ناعورة المحمدية التي تُعدّ أقدمها حيث يعود تاريخها إلى الفترة الأيوبية، ويبلغ قطرها حوالي 21م، يليها ناعورة المأمورية ويبلغ قطرها 21م أيضاً، وكذلك ناعورة الجابرية والصهيونية.

اشتهرت النواعير في البلاد لدرجة أنها ظهرت على الطوابع والأوراق النقدية السورية، وأصبحت رمز محلي لمدينة حماه حيث اكتسبت المدينة لقبها “أم النواعير”، بالرغم من توقف استخدامها نتيجة انخفاض منسوب المياه وتركيب المضخات والأنابيب الحديثة، كما أصبحت أكثر عرضة للتلف بسبب طول فترة بقاء الخشب خارج الماء.

نواعير حماة
نواعير حماة

8- قلعة دمشق “Damascus Citadel”

تم بناء قلعة دمشق وسط مدينة دمشق، وتُعدّ جزء من مدينة دمشق القديمة، تم إعادة هيكلتها من قبل السلاجقة على أنقاض قلعة رومانية سابقة في عام 469هـ / 1076م، وهي عبارة عن مخطط شبه مستطيل يميّزها وجود انحناء إلى الداخل في الزاوية الشمالية الغربية وذلك لاستيعاب نهر بردى، تبلغ مساحتها حوالي 220م × 150م، ثم أعيد تحصينها وتكييفها لاستخدام المنجنيق من قبل الملك العادل سيف الدين أبو بكر بين (599-610ه‍).

تتضمّن قلعة دمشق حوالي 12 برج كبير وعدّة بوابات متداعية، وهي لا ترتفع عن المدينة وإنما على نفس مستوى المنطقة المحيطة بها، وكانت البوابة الشرقية المدخل الرسمي للقلعة وهي الأكثر روعة من الناحية الفنية، وقد تمكّن المرممون والعلماء من العثور على مجموعة من الزخارف واللوحات ضمن القلعة من العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية.

قلعة دمشق
قلعة دمشق

9- قصر العظم “Al Azem Palace”

تم بناء قصر العظم من قبل والي دمشق العثماني أسعد باشا العظم في عام 1749م، ويقع جنوب المسجد الأموي في قلب المدينة القديمة بالقرب من سوق البزورية، يُعدّ هذا القصر من روائع العمارة الإسلامية، ويحتوي بشكل رئيسي على جناحين أساسيين وهما الحرملك الذي يُعتبر الجناح العائلي، حيث يتضمّن غرف النوم والمطبخ والحمام وفناء مهيب مزروع بنباتات متنوعة، أمّا القسم الثاني هو السلملك الذي يُعتبر جناح استقبال الضيوف، حيث يتضمّن قاعات رسمية ومنطقة الاستقبال.

في عام 1922م، تم شراء جزء منه من قبل الحكومة الفرنسية، وفي عام 1925م تعرّض القصر لأضرار بالغة نتيجة قصف القوات الفرنسية للحيّ القديم، ثم شرع الفرنسيون لترميم القصر، والذي استمر لمدة تصل إلى عقدين، وفي عام 1946م تم تسليم الحرملك للحكومة السورية وظل مغلقاً لمدة أربع سنوات متتالية.

قصر العظم
قصر العظم

10- القرى القديمة في شمال سوريا

وهي عبارة عن 40 قرية مهجورة متجمّعة ضمن 8 مناطق مختلفة ما بين جبل سمعان وجبل الزاوية وجبل باريشا وجبل الوسطاني شمال غرب سورية، تتضمّن العديد من الآثار المحفوظة التي يعود تاريخها إلى أواخر العصور القديمة وخلال الفترة المسيحية البيزنطية، يعود بعضها لمعابد وثنية وكنائس وحمامات ومقابر وغيرها، من أبرز عناصرها كنيسة القديس سمعان العمودي، وبلدة سرجيلا القديمة، والمقابر الهرمية في بارا، واستطاعت هذه الآثار الحفاظ بمناظرها الطبيعية بدرجة عالية جداً من الأصالة إلى يومنا هذا.

تم إدراج القرى المنسية ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وفي عام 2011 تم إغلاق هذه المنطقة مع بدء الحراك الشعبي ضد نظام بشار الأسد، وفي عام 2013 تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، كما ألحق الزلزال أضرار مدمّرة بالتراث الهش في القرى والذي ضرب جنوب شرق تركيا بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر في 6 فبراير 2023.

القرى القديمة في شمال سوريا
القرى القديمة في شمال سوريا

أهم المعالم التاريخية الأُخرى في سوريا

  • المسجد الأموي في دمشق.
  • كنيسة القديس حنانيا في دمشق.
  • دير سيدة صيدنايا في ريف دمشق.
  • المسجد الأموي الكبير في حلب.
  • آثار أوغاريت في اللاذقية.
  • آثار عمريت في طرطوس.
  • قلعة قصر الحير الشرقي في البادية السورية.

المصدر: Travel iNsighter + Culture Trip + Syrian Guides + Tripadvisor.

هل كان المحتوى مفيداً؟

نعم
لا
شكراً لملاحظاتك.

رشا محمد

مهندسة مدنية اختصاص عام مترجمة وكاتبة مقالات في عدد من المواقع العربية.
زر الذهاب إلى الأعلى