لكلمات الله التامات قدرات عظيمة في طرد وإبعاد الجن والشياطين، وفي ذلك حديث عنهم لرسولنا الكريم، إذاً من هم الغيلان والحديث الذي ذُكروا به؟.
من هم الغيلان؟
في الشريعة الإسلامية نجد أن الغيلان هم جنس من الشياطين، وقد قال ابن الأثير رحمه الله عليه أن الغول يتراءى للناس، ويضلّهم عن طريقهم في السفر وفي الصحراء ويعمل على تخويفهم، كما أن العرب قديماً كانت تزعم أن الغول يتغول تغولاً، أي أنه يتلوّن تلون، والسبب الكامن وراء نَسب العرب على جنس الشياطين والجن كلمة غول هو حديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إذا تغولت لكم الغيلان، فنادوا بالأذان}.
وقد نفى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الغول في حديثٍ آخر رواه الإمام مسلم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- {لا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا غُولَ}.
واختلف الفقهاء وأهل العلم حول توجيه معنى قول الرسول (لا غول) فقال بعضهم إنه نفي لوجود الغول وأن الجن لا تظهر للإنسان، ليأتي الطيبي رحمه الله عليه ويبين قوله: إنه يحتمل أن الغول كان له وجود، ولكن الله تعالى دفعه عن عباده، لأنه من المعتقد أن بعثة النبي ونظيره هو منع الشياطين من استراق السمع بالشهاب الثاقب.
وقال البعض أن قول (لا غول) ليس نفياً لوجود الجن لأنه موجود، وهذا ثابت ومذكور بنصوص صحيحة مثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه: {وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ؛ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ}.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ) رواه البخاري (3275).
حيث كان النفي على قول أنه يتلون تلوين والتشكّل حقيقة بقصد الإغواء، وأيّد هذا القول الخطابي رحمه الله عليه فقال: إن قولاً لا غول، فيه إبطال لما يتحدثون عنه من تغولها وتلونها في صور مختلفة ومحاولاتها لتضليل الناس في الطرقات، ونستخلص في نهاية القول أن سؤال من هم الغيلان إجابته تتمحور حول أنهم جنسٌ من الجن والشياطين ولم يُنفى وجودهم بل نفي ظهورهم على هيئة البشر والتلون بأشكال مختلفة.
حديث إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان بالكامل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سرتم في الخصب، فأمكنوا الركاب أسنانها، و لا تجاوزوا المنازل، و إذا سرتم في الجدب، فاستجدوا، وعليكم بالدلج، فإن الأرض تطوى بالليل، وإذا تغولت لكم الغيلان فبادروا بالأذان، وإياكم والصلاة على جواد الطريق، والنزول عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاء الحاجة، فإنها الملاعن).
شرح حديث إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان
بحسب موقع الدرر السنية نجد أن في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سرتم في الخصب) يعني أي وقت ومكاناً خصب تجدون فيه عشب وماء ومرعى، (فأمكنوا الركاب أسنانها) أي لتأكل وتطعم أسنانها من العشب ولا تجاوز المنازل.
وفي رواية أخرى نجد (فنزلوها منازلها) والتي يقصد بها ألا تتجاوز الحد في معاملة الدواب، (وإذا سرتم في الجدب) أي المكان الذي لا عشب أو ماء أو مرعى به (فاستجدوا) أي أسرعوا في السير قبل أن تضعف دوابكم، (وعليكم بالدلج) أي السفر أول الليل، (فإن الأرض تطوى بالليل) أي تتمكن من قطع مسافات أكثر وأسرع من قطعها في النهار، (وإذا تغولت لكم الغيلان) وهي جنسٌ من الشياطين والجن، فيضلونهم عن الطريق، (فبادروا بالأذان) أي أن الأذان يطردهم وعليك بدفع شرهم بذكر الله، (وإياكم والصلاة على جواد الطريق والنزول عليها فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة فإنها الملاعن) أي أن الصلاة ممنوعة في هذه الأماكن، والجواد هو جمع جادة، وتعني معظم الطريق أو أوسطه، وفي رواية أخرى ل أبي هريرة عند مسلم: (وإذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق) ويراد به النهي عن الاستراحة بهذه الأماكن لأن بها أفاعي وسباع، أما عن معنى قضاء الحاجة فإنه تحذير ثاني لقضاء الحاجة بمثل هذه الأماكن وذلك لحفظ الطرقات والنهي عن تدنيسها أو من أجل الرفق بالحيوان ومراعاة حق الطريق.
ما هو شكل الغيلان؟
لم يُكشف عن شكل الغيلان أو توثيق حادثة لرؤيتهم وقد ورد بعد أحداث إعصار دانيال بأن الناس كانت تسمع أصواتاً نتيجة عدد الضحايا الذين قضوا نحبهم بسبب الإعصار ولكن لم يتم توثيق أي دلائل حول ذلك وكانت العرب قديماً ترى أن الغيلان تظهر في الصحاري وعند المقابر والأماكن الملوثة والمهجورة وغيرها وأيضاً لم يتم إثبات أي من هذا القول.
هل حديث إذا تغولت الغيلان صحيح؟
تبين بعد البحث أن البعض أقر بصحة هذا الحديث مثل موقع ابن باز وموقع إسلام ويب والشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيرهم الكثير والله أعلم، وهنا نصل لختام المقال الذي تناولنا به التعريف على من هم الغيلان وما هو الحديث الذي ذُكِروا به.
