من هم المرجئة وما هي معتقداتهم
فرقة من الفرق التي ظهرت متبعة منهجاً واعتقاداً يخالف أهل السنة والجماعة، فمن هم المرجئة؟ وما هي عقيدتهم؟ لنتعرف عليهم بالكامل الآن.
من هم المرجئة؟
هم فرقة تخالف رأي أهل السنة والخوارج في مرتكب المعاصي أو أي أمر من أمور العقيدة، حيث أنهم يتبنون فكرة أن كل من يؤمن بوحدانية الله فلا يصحُّ الحكم عليه بالكفر، وذلك لأن هذا الحكم هو من حق الله وحده يوم القيامة ومهما كانت تلك الذنوب التي اقترفها الشخص، مما يعني أنهم يرفضون رفضاً قطعياً تكفير أي شخص مؤمن بوحدانية الله وينطق الشهادتين مهما كانت المعاصي التي يرتكبها وذلك لكون الحكم النهائي والحساب عند الله وحده، ويقولون أنه لا ينفع مع الكفر طاعة ولكن لا ضرر مع الإيمان معصية.
وقد اختلفت الآراء حول ظهور القول بالإرجاء لأول مرة فمنهم من قال أنه كان عند الحسن بن محمد بن حنيفة وذلك عندما خاض الناس بخصوص علي وعثمان وطلحة بن الزبير ولم يقطعوا بمن كان منهم مخطئاً أو لم يكن، فقال حينها الحسن قولاً ندم عليه كثيراً وتمنى لو لم يكن قد قاله لأن أباه بعد قوله هذا قام بضربه بالعصا، وكلامه أصبح طريقاً لنشأة القول، حيث قال: (قد سمعت مقالتكم ولم أر شيئاً أمثل من أن يرجئ علي وعثمان وطلحة بن الزبير، فلا يتولوا ولا يتبرأ منهم)، ولكن المعتقد أن هذا الإرجاء يتعلق بسبب ما وقع بين الصحابة ولا علاقة له بالمرجئة.
ومنهم من قال أن أول من قال بالإرجاء هو حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وهو تلميذ إبراهيم النخعي، حيث قال معمر، كنا نأتي أبا إسحاق، فيقول لنا: من أين جئتم؟ فنقول: من عند حماد، فيقول: ما قال لكم أخو المرجئة؟.
وقيل أيضاً أن أول من قال به هو قيس الماصر، حيث نقل عن الأوزاعي بأن قال: أول من تكلم في الإرجاء رجلٌ من أهل الكوفة ويقال له: قيس الماصر.
ويرجع سبب ظهور مذهب الإرجاء بسبب مذهب الخوارج والمعتزلة حيث أتى مذهب المرجئة ك رد فعل عليهم.
ما هي عقيدة المرجئة وحكمها؟
بعد التعرف على من هم المرجئة، يتبين لنا أن عقيدتهم قائمة على عدم تكفير أحد وضمان الجنة لكل من يعرف الله، وعليه فإنه وبحسب دار الإفتاء نجد أن عقيدة المرجئة هي عقيدة باطلة، فلا ترى أي منزلة في الإيمان ولا تفرّق بين العاصي والمؤمن بل تجدهم سواسية لكونهم يؤمنون بالله ونتبين عقيدتها بالكامل من جملة المرجئة المشهورة وفحواها هي: (لا يضر مع الإيمان معصية، وقالوا: إن أفسق الناس يستوي هو وأصلح الناس في الجنة)، وذلك لكون عقيدتهم تبنى على أساس أن كل من يعرف الله ويؤمن بوجوده ووحدانيته فهو مؤمن ولا يمكن لأي معصية أن تلغي إيمانه مهما كانت كبيرة، وذلك بشكلٍ قطعي هو خاطئ ومغلوط.
ما هي المرجئة والإرجاء في اللغة؟
يأتي معنى المرجئة في اللغة بأنها مأخوذة من الإرجاء ويعني التأخير والتأجيل، وقد تأتي بمعنى الإمهال وهي بحسب إسلام ويب بأنها: الفرقة التي ابتدعت بالمعنى الأول الصحيح وذلك لكونهم أرجأوا المعصية عن الإيمان، أي أنهم أخّروها، حيث كانت أشهر أقوالهم هي ثلاث:
- الأول: أن الإيمان هو مجرد تصديق القلب ومعرفته، (وهذا قول الجهمية) التي تجد أن الإيمان هو معرفته ووجوده في القلب فقط.
- الثاني: أن الإيمان هو فقط قول اللسان حتى ولو كان قد عُري من الاعتقاد، (وهو قول الكرامية).
- الثالث: الذي يقول أن الإيمان هو قول اللسان فقط وتصديق القلب، وهو قول مرجئة الفقهاء الذين ينظرون للأعمال بأنها لا تُذهب الإيمان كونه موجود في القلب واللسان.
ماهية مرجئة العصر؟
بما أن هذا المذهب يشدد على فكرة أن الإنسان الذي يؤمن بالله وينطق بالشهادة يُعد مؤمناً ولا يجوز تكفيره، فهذا يعني أنهم بهذا يتخلصون من فكرة تأنيب الضمير بإرجاء الإيمان إلى القلب، ولكن قد وصل الحال بهم إلى القول أن الإيمان يكون في المعرفة فقط، أي أنك ما إن علمت أن الله موجود دون أن تنطق بالشهادتين أو تصلي أو تصوم فأنت مؤمناً وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على عدم الالتزام بفرائض الله واستباحة التهاون بها، وهذا كثير الانتشار في عصرنا الحالي حيث تجده على وسائل التواصل الاجتماعي ومتداولاً بين العامة وفي الكتب محاولين بهذا إلغاء أوامر عقيدتنا الإسلامية ومتذرعين بأن الجنة هي نصيب الجميع مادام مؤمناً بوحدانية الله.
ويرون أن الإيمان لا يتجزأ وهو واحد أي أنك ما إن كنت مؤمناً بوجود ووحدانية الله فإن أعمالك تلك التي تبنى على الكبائر لا يمكنها أن توصمك بالكفر لكونك لم تكفر بل أنت مؤمناً ولن تذهب أعمالك تلك إيمانك الموجود، وهذا الفكر ينتشر في عصرنا هذا بقوة لكونه يحاول أن يضلَّ الشباب والشابات لاستباحة الأفعال والتخلص من فكرة تأنيب الضمير عند التقصير في الالتزام بفرائض الله وأوامره، وذلك يخالف أهل السنة الذين يجدون أن هناك فرق بين الواجب والحرام وبهذا فإنك إن قمت بواجباتك وارتكبت المحركات فإنك بهذا مؤمناً ناقص الإيمان ولكن إن لم تقم بأي واجبات بالمطلق وتركت كل المحرمات أيضاً فأنت لست مؤمناً على الإطلاق وهنا نكون وصلنا للختام في أننا عملنا على توضيح من هم المرجئة والحكم الخاص بعقيدتهم.