من هو النبي اسرائيل الذي ذكر في القرآن الكريم
على مر السنين التصق اسم يعقوب عليه السلام باسم إسرائيل، وهذا اللقب غير صحيح فكل من الشخصيتين مختلفين تماماً، إليكم من هو النبي اسرائيل.
من هو النبي اسرائيل المذكور في القرآن الكريم؟
لم يذكر حديث واحد في كتب الصحاح أو كتب السنن السابعة أن نبي الله يعقوب هو إسرائيل، بالإضافة إلى عدم ذكر نص قرآني يقول أن إسرائيل كان نبي، و إنما لصق الباحثين اليهود اسم إسرائيل ليعقوب عليه السلام نسبة لما ورد في توراتهم المحرفة، والدليل على ذلك:
- أن الله ذكر آل يعقوب و بنو إسرائيل منفصلين، فلو كانوا شخص واحد لما ذكرهم الله بألفاظ مختلفة في القرآن الكريم.
- ثانياً أن سورة يوسف كاملة لم يذكر فيها اسم بني إسرائيل، وهذا ما يثير الدهشة فما ورد فقط ذكر يعقوب صراحة.
- ثالثاً ذكر ذرية إبراهيم و يعقوب منفصلين في القرآن الكريم، فلو يعقوب هو إسرائيل لما تم فصلهم على حدى كون يعقوب من ذرية إبراهيم عليه السلام و أخيراً أن الله لم يذكر إسرائيل نبي في القرآن الكريم.
لماذا سمي يعقوب بإسرائيل؟
ذكرت الرواية التوراتية أن اسرائيل هو لقب نبي الله يعقوب، وكلمة اسرائيل هي كلمة عبرية مكونة من شقين (اسرا – إيل) ومعنى (اسرا) هو عبد او خاصة او صفي فمعظم كلمات التوراة تأتى بصيغة المضارع فيطلق على اسرا معنى يجاهد او يصارع، أما معنى (إيل) فهو الإله و بالتالي يكون معنى (اسرائيل) هو عبدالله او خاصة الله او صفي الله و اذا استخدمنا صيغة المضارع يكون يجاهد مع الله او يصارع مع الله بمعنى يجاهد أو يصارع الذنوب وتلك الرواية كذبها الكثير من الباحثين وآخرهم بحث “سنعيدها سيرتها الأولى” الصادر لهذا العام للباحث (رامي نبيل).
من هم بنو إسرائيل؟
ينتسب بنو إسرائيل إلى يعقوب عليه السلام وهذا ما تم سرده في الرواية التوراتية فعلى حسب ما ورد في البحوث سنعيد سيرتها الأولى، أن إسرائيل هو ابن آدم صاحب أول جريمة قتل في التاريخ، ومن نسل إسرائيل ظهر نبيين ليهدوا قومهم و يبعدوهم عن ضلالهم، لذلك فصل الله ذكر آل يعقوب عن بني إسرائيل في القرآن الكريم، لهذا يهود اليوم يدعوا نسبهم لبني إسرائيل على أساس أنهم من نسل يعقوب و بالتالي من نسل الأنبياء، وتحقق لهم أرض فلسطين.
من هو النبي الذي من بني إسرائيل؟
لقد بعث الله سبحانه وتعالى عددا من الأنبياء لكثير من الأمم، فلم يرسل سبحانه نبيا لقوماً إلا بعد وقوع هذا القوم في الخطأ الاعتقادي والاخطاء الاجتماعية، وهذه الحقيقة تؤكد ان كثرة الأنبياء الذين أرسلوا لبني اسرائيل لم تكن إلا دليلا على انحراف هؤلاء القوم عن الصواب لذلك لا نستطيع أن نمتدح بني إسرائيل بكثرة الأنبياء، بل ان ذلك يعتبر ذما لانهم كثيرا كانوا يميلون عن الحق بين كل فترة وأخرى، وكلما حدث ذلك احتاج الأمر لأن يرسل الله لهم نبيا أو مصلحا ليعيدهم للصواب ومن أنبياء بني إسرائيل موسى وعيسى عليهما السلام.
كم عدد أنبياء بني إسرائيل؟
وردت أسماء لعدد من الأنبياء في القرآن الكريم، بمجموع خمسة وعشرين نبيا منهم خمسة عشر نبيا من بني اسرائيل وبذلك يكون %60 من الأنبياء الذين ذكرهم القرآن ارسلوا الى بني اسرائيل و%40 ارسلوا الى الشعوب الأخرى فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال، أن جميع الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة هم (آدم، نوح، هود، شعيب، صالح، ابراهيم، اسحق، اسماعيل، يعقوب، محمد) عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه وهذه دلالة واضحة على ان يعقوب عليه السلام لم يكن من بني اسرائيل وكذلك كل آل ابراهيم، كما أنه يدل دلالة ضمنية على أن يعقوب ليس (اسرائيل) فلو كان اسم يعقوب اسرائيل لذكره ابن عباس رضي الله عنه بهذا الاسم.
من هو النبي الذي قتله بني إسرائيل؟
وصف القرآن الكريم بني إسرائيل بأنهم قتلة الأنبياء، فما حدث مع نبي الله يحيى عليه السلام و ذبحه من أجل رغبة محرمة وتنفيذًا لطلب امرأة داعرة هو أكبر دليل على فساد و طغيان هؤلاء القوم على مر العصور فذكر الطبري أن فسوق و فساد بني إسرائيل الأول كان بقتل نبي الله (زكريا)، وأن فسادهم الثاني كان بقتل (يحيى) عليه السلام، وقد تكرر في القرآن ذكر قتل بني إسرائيل للأنبياء بغير حق فقال سبحانه (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)، وفي قول أخر قال تعالى (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)، وفي قوله تعالى (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).